محلل سياسي: القضية الجنوبية قضية وطن و مفتاح الحل لكل الأزمة اليمنية (حوار)

أخبار محلية

اليمن العربي

القضية الجنوبية هي قضية وطن و هي مفتاح الحل لكل الأزمة اليمنية.

 

الأوضاع في الجنوب اليمني بالآونة الآخيرة وصلت إلى أدنى المستويات

 

اتفاق الرياض يعد مكسب و انجاز سياسي لجميع الاطراف السياسية

 

الأقرب للأزمة اليمنية هو الحل السياسي

 

كشف المحلل السياسي الجنوبي باليمن محمد زيد السعدي بأن الأوضاع في الجنوب اليمني بالآونة الآخيرة وصلت الى أدنى المستويات على مختلف الاصعدة و خاصة فيما يتعلق بملف الخدمات و الملف الصحي الذي بات اليوم وباء كورونا والحمييات تحصد الارواح في الجنوب في ظل تدني وضعف الدور الصحي لمواجهة هذه الأوبئة.

 

وأضاف السعدي في حوار خاص بأنه يأتي هذا التردي بالأوضاع بالجنوب إلى تقصير من قبل الجانب الحكومي في الوفاء بالالتزامات لمواجهة التحديات التي تعصف بالحياة المعيشية للمواطن الجنوبي الذي بات اليوم صابر و محتسب و يدرك  تماما بأن كل ما يحصل يندرج ضمن الصراع السياسي و حرب خدمات على قرار النظام السابق الذي استخدم ملف الخدمات ضمن حربه على الجنوب و لكنه سقط و ستسقط كل القوى التي تحاول تركيع الشعب الجنوبي فهدف الاستقلال و استعادة دولة الجنوب هدف كل جنوبي لا رجوع عنه مهما بلغت الحرب ذروتها.

 

 

آخر تطورات اتفاق الرياض

 

وقال إن اتفاق الرياض يعد مكسب و انجاز سياسي لجميع الاطراف السياسية الموقعة عليه، و انتصار سياسي يحسب لمصلحة دول التحالف الراعية لهذا الاتفاق، ولكن الواضح من الواقع أن آخر تطورات اتفاق الرياض وقفت عند تشكيل حكومة المناصفة إلى جانب و قف اطلاق النار من كلا الطرفين و وضع قوة عسكرية محايدة تفصل بين القوتين على خطوط التماس بمحافظة ابين، وبما ان المملكة العربية السعودية هي الضامنة لاتفاق الرياض فأنها ستعمل على استكمال تطبيق كافة بنوده  فمن ضمن أهم البنود للاتفاق هو توحيد جهود الأطراف لمواجهة الحوثي عسكريا و منع  تمدد المشروع الإيراني في المنطقة تحقيقا لأهداف عاصفة الحزم والأمل ، فنجاح الاتفاق يكمن في تنفيذه وهو نجاح للجميع ، و أي فشل للاتفاق قد يعيد الامور لمربع الصفر .

 

جرائم مليشيا الحوثي

 

وحول جرائم مليشيات الحوثي قال إنها تقوم بإنتهاكات مستمرة لحقوق الانسان في المناطق الشمالية التي تسيطر عليها  مثل خطف المواطنين و اعتقالهم و اعتقال الاطفال و إيداعهم السجون و تجنيد الاطفال و الزج بهم لساحات المعارك دون قناعتهم و قناعة اهاليهم ، كما سمعنا مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بان الامر وصل الى حد مداهمة المنازل بالقوة لاعتقال النساء و وضعهن بالمعتقلات و السجون.. فكل هذه الممارسات تعد جرائم بحق الانسانية و تعتبر تهديد حقيقي لحياة المواطنين.. والسؤال الذي يطرح نفسه أين هي منظمات العمل الانساني من كل هذه الجرائم؟

 

 

مخرج الأزمة اليمنية

وأكد أن المخرج الحقيقي للأزمة اليمنية هو وصول جميع الأطراف أولا الى قناعة بأن الحل يكمن بالحوار ، و هذا ما تؤكده مساعي المبعوث الاممي لليمن مارتن جريفيثس  في استمراره المتواصل بعقد اللقاءات مع جميع الاطراف لإقناعهم بوقف شامل لاطلاق النار و من ثم المشاركة بالعملية السياسية الشاملة لحل الازمة اليمنية.

 

التدخلات التركية والايرانية باليمن واهدافهما

 

وأشار في حديثه بأن التدخلات التركية والايرانية باليمن تندرج ضمن صراع المشاريع في المنطقة العربية ككل و كل مشروع له توجهه واهدافه،  فالمشروع الايراني باليمن تمثله جماعة الحوثي و المشروع التركي تقوم بتمثيله جماعة الإخوان المسلمين ممثله بحزب الإصلاح الإخونجي، فكل المشروعين عبر من يمثلهم باليمن يسعون لتحقيق اهدافهم ، وهذه مشاريع الواقع يرفضها تماما مهما بلغ حجم التدخلات ناهيك عن ما إذا تحدثنا عن البعد التاريخي لمثل هذه المشاريع و تدخلاتها بالمنطقة و ما باءت اليه من فشل ذريع.

 

الحل السياسي أم العسكري

 

وأختتم حديثه بأن الأقرب للأزمة اليمنية هو الحل السياسي،  فالتاريخ يحدثنا بأن أغلب الصراعات العسكرية في نهاية المطاف لجأت إلى طاولة المفاوضات ومن هذا المنطلق فان على جميع أطراف الصراع العسكري باليمن أن يجنحوا للسلم و لغة الحوار وعلى القوى الشمالية بالذات ان تقتنع كليا بأن الجنوب دولة مستقلة دخلت بوحدة مع الشمال و هذه الوحدة انتهت تماما بعد اجتياح الجنوب عسكريا من قبل القوى المسيطرة على الشمال و بالقوة في حرب ظالمة بصيف 1994م،  فلاحل للأزمة اليمنية إذا لم تتحقق العدالة و التسليم بإعادة الحق لاصحابه فالقضية الجنوبية هي قضية وطن و هي مفتاح الحل لكل الأزمة اليمنية.