داود أوغلو مهاجما أردوغان: قتلت الجنود ومخلب النسر "فاشلة"

عرب وعالم

اليمن العربي

تواصل المعارضة التركية هجومها على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان؛ لفشله في عملية عسكرية أسفرت عن مقتل 13 جنديًا شمالي العراق.

 

وقال أحمد داود أوغلو، رئيس حزب "المستقبل" التركي المعارض، إن الجنود الذين قتلوا شمالي العراق، قبل أيام راحوا ضحية خطأ أردوغان؛ لإعلانه مسبقًا عن العملية.

 

جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها المعارض داود أوغلو، رئيس الوزراء الأسبق، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" المعارضة.

 

التصريحات جاءت تعليقًا من داود أوغلو على عملية "مخلب النسر -2" التي انطلقت الأربعاء من الأسبوع الماضي وانتهت الإثنين، لإنقاذ الجنود من قبضة حزب العمال الكردستاني بمنطقة "قاره" شمالي العراق؛ غير أنها انتهت بمقتل 13 جنديًا.

 

وأوضح داود أوغلو أن "الجنود الضحايا هم الذين دفعوا ثمن المفهوم الخاطئ للعملية، فقد اختلط الأمر على أردوغان فعمليات إنقاذ الأسرى لا يتم الإعلان عنها مسبقًا"، منتقدًا وصف الرئيس لتلك العملية بأنها "عملية شاملة".

 

وتابع مشددًا على أنه "لا يمكن الخلط بين عمليات الإنقاذ والعمليات الشاملة، لأن الأخيرة تتضمن إطلاق نار أو ضربات جوية، ولكن في عمليات الإنقاذ يجب أن يكون هدفك الأول هو إنقاذ المواطنين"، مشيرًا إلى أنه قد وقع خطأ فادح في التخطيط والتنفيذ.

 

ويوم انطلاق العملية، كان أردوغان قد أعلن، بأن لديه بشرى سارة سيعلن عنها قريبًا، وهي إطلاق سراح الجنود؛ ليعلن فيما بعد عن القضاء على معسكر تابع لحزب العمال الكردستاني، بالإضافة إلى مقتل الجنود الـ13.

 

وشدد داود أوغلو على أن "الحكومة لم تستطع السيطرة على الأزمة، فهي تحاول تصوير السيطرة على الإرهاب على أنه أمر يخص الحكومة فقط وليس جميع المواطنين، كما أنها تشير إلى أن المعارضة إرهابية وهذا ليس صحيحًا".

 

واستطرد داود أوغلو: "نعم هذه العملية فاشلة تمامًا من حيث التخطيط والتنفيذ والاتصال الجماهيري. الموقف الذي يظهر بعد العملية هو عدم المسؤولية وعدم الحساسية. هناك خطأ في التخطيط".

 

وتساءل داود أوغلو عن المسؤول عن تلك العملية الفاشلة، وقال: "يقول أردوغان، إنها كانت عملية فاشلة. حسنًا، من المسؤول عن هذا الفشل؟ فوزير الدفاع الوطني يردد تصريحات متناقضة. ووزير الداخلية يقول شيئًا آخر".

 

وزاد قائلا "من المسؤول عن هذه الأرواح الضائعة؟ ألن يتحمل شخص جاد ومسؤول وأخلاقي هذه المسؤولية؟ أقول لمن في حزبي العدالة والتنمية، والحركة القومية: من المسؤول عن هذه الأرواح المفقودة؟.. لا أريد حتى أن أعطي إمكانية أن ترتكب قواتنا المسلحة ووحدات الاستخبارات ذات الخبرة مثل هذه الأخطاء الواضحة في التخطيط والتنفيذ في الحرب ضد الإرهاب".

 

وتعليقًا على مؤتمر حزب العدالة الاعتيادي السابق بالعاصمة أنقرة، الأربعاء، والذي كان أشبه بالمهرجان الموسيقي، قال داود أوغلو "لقد شهدنا الآن نهجًا غير حساس لا يحترم آداب العزاء والحداد الأخلاقي وآلام من أضرمت النيران بيته. وبينما كان الرثاء يتصاعد في 13 منزلًا، عقد الرئيس أردوغان مؤتمراً حماسياً ومضحكاً، ومن جهة أخرى حاول استغلال الألم بطريقة غير مبالية".

 

وأضاف قائلا "من ناحية أخرى، بدأ المتحدثون باسم السلطة وعصاباتهم في تشتيت الهدف وأطلقوا الشتائم يمينًا ويسارًا. وتطايرت من أفواههم الافتراءات والشتائم والتهديدات، ضد أحزاب المعارضة".

 

وأردف قائلا "استمروا في ترديد الشعارات غير المسؤولة والأكثر استفزازًا وإثارة، والتي لا تتناسب مع أخلاق الدولة أو مسؤولية الحكومة أو من يفكر في وحدة وطنهم وتضامنه".

 

وتابع "اتُهمت أحزاب المعارضة بإهانات خطيرة، زعماء المعارضة الذين لم يكن لديهم حتى معلومات عن العملية واستنكروا الحادث الإرهابي على الفور، تعرضوا لأقسى الإهانات، وفسد مناخ الوحدة والتضامن الوطني الذي تشتد الحاجة إليه في مثل هذه الأيام، فالنظام حاول تحقيق مكاسب سياسية من خلال دماء الجنود. يا له من موقف طائش!".

 

وبدأت قصة الأتراك القتلى الأربعاء الماضي، حين أعلنت وزارة الدفاع في أنقرة إطلاق عملية "مخلب النسر 2" في منطقة "قاره" شمالي العراق، استكمالاً للعمليات التي بدأها نظام أردوغان في يونيو/حزيران 2020، في عدوان أثار غضب بغداد وقتها، ودفعها لاستدعاء السفير التركي وتسليمه رسالة احتجاجية.

 

ورغم احتجاج بغداد المستمر، لم يكترث أردوغان واستمر في توسيع نطاق عملياته العسكرية بعمق يصل لأكثر من 150 كليومترا داخل الأراضي العراقية، ما أسفر عن مقتل مدنيين وإلحاق أضرار مادية في الممتلكات.

 

والأحد الماضي، أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان رسمي، العثور على 13 من جنودها مقتولين في أحد الكهوف بمنطقة قاره العراقية، وحملت حزب العمال الكردستاني مسؤولية مقتلهم، وهي الرواية التي شككت فيها أحزاب المعارضة، لا سيما أن وزارة الدفاع وصفت القتلى في البداية بأنهم "مدنيون" قبل أن تتراجع وتصفهم بـ"الجنود".

 

وأثارت انتقادات المعارضة حفيظة النظام الحاكم الذي رد باعتقال مئات الأكراد، والتحقيق مع نائبين بالبرلمان عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، جراء كشفهما تقاعس النظام عن إنقاذ الجنود، إثر رفضه التفاوض، وترجيحه التدخل العسكري لحل القضية الكردية.

 

والأحد، كشف مركز الدفاع الشعبي، الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، تورط الحكومة التركية في حادث مقتل الجنود الأتراك.

 

وأوضح المركز أن الجيش التركي ضرب جنوده الأسرى جوًا وبرًا، في العملية العسكرية التي بدأها في شمال العراق الأربعاء الماضي، مضيفا "تعرض الجنود الأتراك لأول ضربة جوية فجر 10 فبراير، رغم علم القيادة العسكرية التركية بوجود الجنود".

 

وتشن تركيا هجمات متكررة على شمال العراق بزعم استهداف مسلحي حزب العمال الكردستاني، لكن عملياتها غالبا ما تسقط ضحايا مدنيين