معارض تركي: مشروع قناة إسطنبول "خيانة" وفساد الحكومة يتعاظم

عرب وعالم

اليمن العربي

جدد أحمد داود أوغلو زعيم حزب "المستقبل" التركي المعارض، رئيس الوزراء الأسبق ،هجومه على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، بسبب إصراره على تنفيذ مشروع "قناة إسطنبول" المائية رغم أضرارها البيئية على المدينة.

 

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها داود أوغلو، القيادي السابق بحزب العدالة والتنمية، الحاكم، قبل انشقاقه عنه، الأحد، خلال مؤتمر حزبه الأول بمدينة إسطنبول، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" المعارضة.

 

وقال أوغلو إن "مشروع قناة إسطنبول خيانة، ولن نتنازل عن إسطنبول الخاصة بنا لسماسرة الأراضي الذين حصلوا على جميع الأراضي للعائلة على طريق القناة"

 

وأضاف "لو حدث هذا في بلد آخر لم يكن هذا الوزير(في إشارة لصهر أردوغان، وزير الخزانة والمالية براءات البيرق) ليستطيع الجلوس على هذا المقعد ولو دقيقة، وهذه الحكومة لم تكن لتظل في حكم البلاد. ألقوا نظرة على هذا؟ إن عائلة وزير الاقتصاد في البلاد تذهب وتحصل على الأراضي حول قناة إسطنبول،أي نوع من الأخلاق هذه، أي نوع من الضمير هذا؟".

 

وأوضح داود أوغلو " العيش في إسطنبول نعمة عظيمة ومسؤولية كبيرة تجاه الطبيعة والتاريخ "،مضيفا" هذه المدينة الحبيبة الشاهد الأقرب على الجرائم والأخطاء التي ترتكبها هذه القوة مرات ومرات. لقد نهبوا المدينة التي أوكلها لنا الله والتاريخ،لقد خانوا مدينتنا العزيزة".

 

ويصر أردوغان على تنفيذ مشروع قناة إسطنبول، رغم تأكيد الخبراء الجيولوجيين على أنه سيتسبب في حدوث كوارث بيئية حال تنفيذه.

 

وكان اتحاد الغرف التركية للمهندسين، قد أصدر في مايو/أيار 2018، تقريرًا أكد فيه رفضه حفر القناة، وحذر من أن المشروع سيدمر موقعا أثريا قريبا من إسطنبول، يعود تاريخه إلى 8500 سنة، وسوف يتسبب في ضرر بيئي واسع النطاق، وسيدمر النظام البيئي في بحيرة كوتشوك شكجمة، وسوف يهدد الحيوانات البحرية والطيور المهاجرة.

 

ووصف الاتحاد المشروع بأنه "كارثة بيئية وحضرية"، وأنه يجب صرف النظر عنه، خصوصًا أن هناك نحو 369 ألف مواطن يعيشون في المنطقة التي قد تتأثر بالقناة، وفقا لمركز تحليل البيانات التركية.

 

 أردوغان كان أعلن في 2011، رسميًا، عندما كان رئيسًا للوزراء حينها، عن مشروع القناة لربط البحر الأسود ببحر مرمرة.

 

ورغم هذه المعارضة الشديدة، إلا أنه يصر في كل مناسبة على عزمه تنفيذه، وكان آخر ذلك تصريحات أدلى بها قبل أيام، حينما قال في تحد للمجتمع بأكمله "مشروع إسطنبول سينفذ شئتم أم أبيتم"

 

وتتراوح تكلفة المشروع بين 15 و20 مليار دولار أمريكي، وذلك وفقًا لما ذكرته بيانات وزارة النقل والبنية التحتية التركية. ومن المخطط أن ينتهي من أعمال حفر المشروع بحلول عام 2023.

 

وقناة إسطنبول عبارة عن مشروع لممر مائي اصطناعي يربط بحر "مرمرة" بالبحر "الأسود" في الشق الأوروبي من إسطنبول، على امتداد 45 كيلومترًا وبعرض 400 متر، بموازاة مضيق البوسفور.

 

في سياق آخر أعرب داود أوغلو عن انتقاده للإدارة الاقتصادية لبلاده خلال الفترة الحالية من حكم حزب العدالة والتنمية.

 

وشدد أوغلو على "عدم قدرة الحكومة على إدارة الاقتصاد"، مضيفًا "الأزمة التي يمر بها اقتصادنا اليوم نتاج فشل هذه الحكومة"

 

 وتابع "لقد اختلطت كل مواردنا بنظريات مؤامرة ونظام فساد منهجي غير مسبوق، وإهدار، ومخالفة، وانعدام للقانون، والظلم"

 

وأضاف"فقدنا السلام في بلادنا،وتستمتع به فقط قلة قليلة،ودمُرت سيادة القانون في بلدنا و العدالة تعمل من أجل فئة واحدة فقط"

 

وتابع" لقد تم إلغاء الحد الأدنى من الرفاهية الذي يستحقه شعبنا،فقط أولئك الذين يستفيدون من السلطة يعيشون في رخاء".