حكومة أردوغان تحبط تحقيقاً حول تورط مسؤولين أتراك في شبكة تهريب إيرانية

عرب وعالم

اليمن العربي

عرقلت حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحقيقات بشأن شبكة تهريب يديرها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني داخل البلاد، والتي كان يستخدمها لإرسال عملائه إلى أوروبا من أجل أنشطته الإرهابية والاستخباراتية.

 

وبحسب وثائق سرية حصل عليها موقع "نورديك مونيتور" السويدي، فإنه جرى فتح التحقيق بشأن شبكة التهريب بعدما نقل جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) معلومات استخباراتية إلى أنقرة في 9 أبريل 2013، بشأن مخططات محتملة لفيلق القدس لشن هجمات على أهداف يهودية في أوروبا وتركيا، وأن العملاء الذين سيجرى استخدامهم في الهجمات يجرى نقلهم عبر شبكة تهريب.

 

ووفق العين الإخبارية، أعادت مديرية الأمن العام التركية إرسال تلك المعلومات الاستخباراتية إلى شرطة إسطنبول للتحقيق بشأنها، وفتح المحققون هناك تحقيقًا أوليًا بشأن الأسماء الواردة بالمعلومات الاستخباراتية.

 

وأفاد التقرير، المصنف بالسري والذي أرسله رئيس استخبارات الشرطة أحمد أوزتورك إلى الوكالات المعنية في 20 أبريل/نيسان عام 2013، بأن شبكة التهريب الإرهابية كان يقودها أفغاني اسمه مير أغا كريمي سيد كريم (37 عامًا)، حيث كان ينقل هو ورجال تابعين له عناصر من الشرق الأوسط إلى أوروبا، بما في ذلك اليونان وبلجيكا ورومانيا وألمانيا.

 

وجهز مواطنان تركيان يدعيان رشاد جوموشياكا وإتام طه أوغلو وثائق سفر مزورة، وقدم رجل يدعم "العم هالو" ومواطن أفغاني آخر يعرف باسم "رضا" مأوى مؤقت للأشخاص الذي يجرى نقلهم خلال العملية، وكان هناك عدة أشخاص يحملون الجنسية التركية والأفغانية يعملون ضمن الشبكة بأدوار مختلفة.

 

وذكر الموقع السويدي أن شرطة إسطنبول كانت متأهبة بالفعل لأنشطة مثل أنشطة الشبكة حتى قبل المعلومات الاستخباراتية التي تلقتها من الموساد.

 

على سبيل المثال، احتجز ضابط شرطة بالمطار في 27 مايو/آيار عام 2012 رجلًا كان يزعم أنه مواطن دنماركي اسمه لارس كلارسكوف يورجنسن للاشتباه في أن جواز سفره ربما يكون مزورًا بناء على الصورة الموجودة به وختم الدخول.

 

وعثرت الشرطة على جواز سفر إيراني بحوزته تحت اسم محمد رضا نجاريان كرماني، أصدره المستشار الإيراني في بغداد بابك جهنده، فضلًا عن أختام دخول وخروج مزورة، ثم أحيل إلى النيابة العامة بتهمة التزوير، لكن أطلق سراحه على ذمة التحقيق مع منعه من السفر.

 

واعترف كرماني خلال التحقيقات بكيفية دخوله إلى تركيا عن طريق شبكة يديرها إيرانيون في إسطنبول، والتي قدمت له جواز السفر والأختام المزيفة، وزعم أنه كان في طريقه إلى أوروبا كمهاجر اقتصادي من أجل حياة أفضل.

 

وبمجرد علم المحققين الأتراك الذين كانوا يحققون بشأن فيلق القدس بهذا الحادث، أضافوا ملف تحقيق كرماني إلى التحقيق الرئيسي في أنشطة الفيلق داخل تركيا، الذي يتواصل منذ عام 2010.

 

ومع تعمق التحقيقات أكثر بشأن فيلق القدس، جمعت الشرطة أدلة هائلة بشأن تورط مسؤولين بارزين بالحكومة التركية من بينهم مساعدين لأردوغان، الذي كان يشغل آنذاك منصب رئيس الوزراء، ورئيس جهاز الاستخبارات الوطنية هاكان فيدان، الذي أصبح مقربًا من المشتبه به الرئيسي في القضية حسين عوني يازيجي أوغلو، المجرم المدان الذي عمل لبعض الوقت لصالح الاستخبارات الإيرانية.

 

لكن بمجرد علم حكومة أردوغان بالتحقيقات الجارية بشأن فيلق القدس في فبراير/شباط 2014، تحركت سريعًا لإحباط التحقيق قبل أن يتسنى للادعاء العام فرصة إدانة المشتبه فيه، حتى أنها أقالت المدعي العام ومسؤولي الشرطة المشاركين في التحقيق وسجنت بعضهم في اتهامات ملفقة، بحسب "نورديك مونيتور"