صحيفة بريطانية : إستقالة صويلو تكشف حجم الصراعات في نظام أردوغان

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة الفينانشيال تايمز البريطانية، الثلاثاء، إن استقالة وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، لفشله إدارة أزمة فيروس كورونا فضح حجم الصراعات داخل نظام الرئيس رجب طيب أردوغان والحكومة التركية.

 

وأكدت، في تقرير لها، أن الاستقالة التي رفضها أردوغان أثارت موجة من التوتر داخل الحكومة، وعزّزت من فرص وزير الداخلية الذي وصفته بـ" واحد من أقوى الشخصيات وأكثرها طموحًا".

 

وأوضحت الصحيفة أن إعلان صويلو استقالته المفاجئة، مساء الأحد، أثار تكهنات واسعة حول احتدام معارك وراء الكواليس بين صويلو، وخصومه السياسيين من جهة، وبينه وبين أردوغان من جهة أخرى.

 

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن وزير الداخلية التركي، استغل سلسلة من المقابلات الإعلامية معه يومي السبت والأحد، لتبرئة نفسه من قرار فرض الحجر الصحي على المدن التركية، مؤكدا أنه ليس من وزارة الداخلية بل كان بأمر أردوغان.

 

وبحسب العين الإخبارية، قالت صحيفة الفينانشيال إن القرار دفع حشودًا ضخمة من الأتراك إلى النزول إلى الشوراع والتهافت على المتاجر لشراء المواد الغذائية في اللحظة الأخيرة، كما آثار مخاوف من ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا.

 

واعترف صويلو، مساء الأحد، بأن فوضى الإغلاق "لم تتناسب مع صورة عملية محكومة بشكل جيد"، وعرض تقديم استقالته.

 

لكن أنباء رحيله قوبلت دعم واسع على وسائل التواصل الاجتماعي من القوميين الأتراك الذين دعوه إلى التريث في استقالته.

 

وقبل منتصف الليل بقليل، أعلن أحد مساعدي أردوغان أن الرئيس لن يقبل الاستقالة، ما دفع أنصار صويلو إلى شرفاتهم للتعبير عن فرحتهم وتصفيقهم.

 

وذكرت الصحيفة أن " تلك الأحداث تشير إلى خلافات عميقة حول طريقة تعامل الحكومة مع جائحة فيروس كورونا في تركيا".

 

إعلان الإغلاق دفع الأتراك للتهافت على متاجر البقالة

 

وتساءل بعض المحللين عما إذا كانت استقالة صويلو محاولة لحماية أردوغان من الرد الغاضب للشارع التركي حيال تعامل حكومته مع أزمة كورونا  التي تتفاقم سريعا في البلاد.

 

لكن آخرون عبروا عن قناعتهم بأن وزير الداخلية قام بـ"مقامرة عالية المخاطر " لتعزيز موقفه السياسي، لإجبار أردوغان على أن يقرر علانية ما إذا كان يفضل وضعه ( صويلو) داخل أو خارج الإدارة التركية.

 

ونقلت عن بوراك بيلجيهان أوزبيك أستاذ العلوم السياسية قوله :" إن صويلو عزز مكانته داخل الحكومة أكثر من أي وقت مضى، وأظهر أنه قادر على تحمل المسؤولية عن سوء السلوك، وأنه عندما يقدم استقالته، سيقوم الرأي العام والناخبين اليمينيين بتحميل أردوغان المسؤولية عن ذلك".

 

وأضاف: "وزير الداخلية يمتلك الكثير من السلطات الآن."

 

وتابع:" طموحات صويلو وشعبيته في الدوائر اليمينية التركية تضعه على خلاف مع ، بيرات البيرق، صهر أردوغان ووزير ماليته، الذي ينظر إليه باعتباره خليفة الرئيس المختار".

 

ومن جانبه قال سليم كورو، وهو محلل غير مقيم في مركز الأبحاث تيباف ومقره أنقرة، إن أردوغان يعاني الآن من "مشكلة صويلو"