محللون: التشويش على الانتقالي سيقوض جهود مكافحة الإرهاب بالجنوب

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في العام 2010، دعمت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا خطة إنشاء أربع مراكز لمحاربة الإرهاب في محافظات جنوبية، بعد أن تغول تنظيم القاعدة فيها وأصبح صاحب اليد الطولى.

الخطة الأمريكية ـ البريطانية جاءت بعد فشل جهود مكافحة الإرهاب المحلية في الحد من نشاط القاعدة في تلك المحافظات.

وبدت قاعدة اليمن، بالنسبة إلى الخارج، الخطر الأكبر، وهو ما أكدته صراحة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، حيث اعتبرت الفرع اليمن أخطر أفع التنظيم المنتشرة حول العالم.

لكن، وقبل أن يتم تنفيذ الخطة، اندلعت في اليمن احتجاجات شعبية مطالبة برحيل نظام الرئيس السابق صالح، وهو ما دفع إلى تأجيلها ومن ثم إلغائها.

أما تنظيم القاعدة، فقد استغل الاحتجاجات وسيطر على محافظة أبين، وأجزاء واسعة من محافظتي شبوة والبيضاء.

وكان سيطرة القاعدة على تلك المحافظات دافعا وراء تعجيل الخارج الدولي والإقليمي في فرض حل على الأطراف اليمنية، للتفرغ، بعد ذلك، لملف الحرب على الإرهاب.

ومع أن الحل تم، وذهبت كل الأطراف إلى أبين وشبوة لطرد القاعدة، إلا أن الأخيرة التي فقدت السيطرة على الأرض، واصلت تنفيذ عملياتها، وبصورة أكبر، كما وكيفا.

وظلت القاعدة صاحبة المبادرة في تلك المحافظات حتى اجتياح مليشيا الحوثي للعاصمة صنعاء، وبعدها المحافظات الجنوبية، عدا حضرموت، التي سيطرت القاعدة على مركزها.

بعد تحرير عدن ومدن الجنوب من الحوثيين، استغلت القاعدة تقدم المقاومة شمالا، وسيطرت على المدن المحررة، وهو ما دفع التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات إلى العودة لتطبيع الوضع في تلك المحافظات.

إلى جانب أن قوات الحزام والنخبة التي أشرفت على إعدادها وتدريبها الإمارات، تمكنت من طرد القاعدة من تلك المدن، لعبت أيضا دورا مهما في الحد من نشاط القاعدة فيها.

العمليات التي نفذتها قوات الحزام في أبين، وقوات النخبة في شبوة وحضرموت، واستهدفت المعاقل التاريخية للقاعدة، حدت بشكل كبير، ولأول مرة، من نشاط القاعدة في الجنوب.

إضافة إلى العمليات العسكرية، باشرت تلك القوات خططا أمنية مركزة، حالت دون اختراقات للتنظيمات الإرهابية، كما كان يحدث في السابق.

على ضوء ما سبق، يعتقد محللون، أن وجود المجلس الانتقالي في الجنوب، والذي تعمل تلك القوات تحت إمرته، ضرورة ملحة، للحفاظ على أمنه من عبث التنظيمات الإرهابية، وأيضا من الانفلات الأمني عموما، والذي شهد تراجعا كبير خلال الفترة الماضية.

ويضيف المحللون، أن أي استهداف للانتقالي، يعد استهدافا للجنوب، ولأمنه، وأيضا استهداف لأمن البلدان المجاورة التي عانت من عمليات التنظيمات الإرهابية التي تنطلق من اليمن.

ويتابع المحللون: نشاط قاعدة اليمن العابر للحدود، والذي توقف خلال الأعوام الماضية، قد يعود في ظل الاستهداف والتشويش الذي تمارسه بعض الأطراف على جهود المجلس الانتقالي.