حصري.. القاضي طه الهدار يكشف عن مظالم القضاة في حوار ساخن مع "اليمن العربي"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قال القاضي 'طه عمر الهدار' عضو المكتب التنفيذي لنادي القضاة الجنوبي في حوار ساخن مع موقع "اليمن العربي"، إن إضراب نادي القضاة الجنوبي في الـ9 من ديسمبر/كانون الأول جاء عقب نضال وصبر كبيرين بدءا من الإضراب التدريجي وحتى الشامل، مؤكدا أن القاضي الجنوبي عانى من الظلم الشديد لأكثر من 20 عاما.

وأضاف الهدار أنهم يقدرون معاناة المواطن في الوقت الرهن، لكنهم يدعون إلى تقدير المطالب التي هم في صددها كونها لمصلحة المواطن في نهاية الأمر.

 

وجدد الهدار تأكيده - في حديثه "لليمن العربي" - أنهم لا يطالبون بأي زيادة جديدة في مرتباتهم، وإنما يطالبون بحقهم الذي أتاحه لهم القانون فقط.

 

وفيما يلي نص الحوار:

* لماذا قمتم بالإضراب ؟

** الإضراب  جاء نتائج نضال طويل وصبر كبير تحمله القضاة، وأدى في النهاية إلى الوصول إلى الإضراب  بعد لقاء تشاوري عقد في عدن، حيث قرر جميع القضاة سواء منتسبين للنادي أو غير منتسبين إليه، فقرروا الإضراب  .. وكان في البداية الإضراب  التدريجي ومن ثم الإضراب  الشامل لأهم سبب وهو إطلاق التسويات التي تم إقرارها من مجلس القضاء، لكن تم التحجج أن لا بد أن يصدر رئيس الجمهورية قرارا كاشفا لقرار التسويات والإشكالية الآن ليست من رئيس الجمهورية بل من رئاسة مجلس القضاء.

 

وأكثر من يتحمل المسؤولية من وجهة نظري هو رئيس مجلس القضاء علي ناصر سالم وبعض الأعضاء،  لكونه   هو المتسبب الرئيسي فيها لأنه التقى  بالرئيس   في عدن  والتسويات جاهزة   ولم يسلمها لرئيس الجمهورية، ولا أعتقد أن الرئيس كان سيمانع من الإمضاء عليها.

* ما هي مطالبكم؟

** التسويات، التطبيب، والحماية .. أسوة ببقية القضاة في المحكمة العليا.

 

* لماذا لم تتم الاستجابة لمطالبكم؟

** لان مجلس القضاء يتعذر أولا بالقرار الكاشف وعدم وجود المخصصات المالية، وأعتقد أن المخصصات المالية كافية، لكن تصريفها كان خاطئا الأمر الذي أدى إلى العجز حد وصفهم.

 

* لماذا لم يتضامن معكم نادي قضاة اليمن؟

** حد علمي هم الآن في حالة صعبة كون رئيس  ناديهم   خارج البلاد، ولكن لا نعذرهم أبدا، وكان يفترض أن يقفوا معنا ويناصرونا ولكن للأسف هم ليسوا معترفين بنا بالأصل وبنادي القضاة الجنوبي، في حين أننا أبدينا موافقتنا واستعدانا أن نقوم بأي  تنسيق  معهم منذ سنوات، وكانت دوافعهم ذات ميول سياسي بعكسنا حيث كانت أسبابنا عبارة عن مظالم فقط، فالقضاة الجنوبيين تعرضوا للظلم الشديد منذ بداية الوحدة، ولكم أن تتخيلوا أن  هناك قاضي جنوبي لم يرق أو يتحصل على أي درجة منذ عام 1997-1995 وهم يحصلون على درجات وامتيازات بسهولة.

 

* هل تعتقدون أن مجلس القضاء متخاذل؟

** نعم، مجلس القضاة متخاذل تخاذلا عجيبا في حين أنهم قضاة ونحن قضاة، وما سيتم تحقيقه هو ليس لنا فقط بل سيخدم الجميع، ولكن للأسف أغلب أعضاء المجلس يعملون بانفرادية وأنانية وتحصلوا على حقوق كبيرة امتيازات كثيرة جدا.

 

* هل هناك قلق من صرف المجلس لتلك التسويات وتبديدها؟

** هذا شيء وارد، ففي العام الماضي أعادوا إلى خزينة الدولة مابين 7 إلى9 مليار!.

 

* يتهمكم بعض المواطنين بأنكم قدمتم حقوقكم على حقوقهم وآثرتم أنفسكم..  كيف تردوا عليهم؟

** نحن نقدر المواطن لكونه البعض يجهل التفاصيل، ونحن نقول لهم نحن صادقون في حقوقنا و"فاقد الشيء لا يعطيه"، وهذا في النهاية لمصلحته، فإذا كان القاضي مظلوما كيف له أن يحقق العدل.

 

* ما هو ردكم علي من يقول أن ما تقومون به هو من اجل مصالح مادية بحتة بالرغم من ان رواتبكم كبيرة فعليا؟

** كل قاضي مسؤول عن أسرة واحتياجات عامة، ولا يمكن أن يخرج القاضي إلى مستوى بسيط جدا، أو يمشي في الشارع أو يركب دراجة نارية، فالقاضي مضطر أن تكون صرفياته أكبر جدا، ومن يتراءى له أن هذا مرتب كبير فهو أقل من مرتب جندي في النخبة وعلى المواطن أن يقدر ذلك، ويجب على المواطن أن يعي أن القاضي يتعرض لإغراءات كبيرة جدا فعليهم مؤازرته وتقدير الإضراب  من أجل إنصاف القاضي بشكل صحي، ونحن لا نطالب بشيء جديد أو زيادة في مرتباتنا لأن القانون هو من أعطانا هذا الحق ونحن نطالب بحقنا بالقانون لا أكثر ولا أقل.

 

* متى تعتقد سيتم رفع الإضراب ؟

** كلما تواصلنا بطريقة خاصة مع بعض أعضاء المجلس يقولون سيتم رفع الإضراب  قريبا مع نهاية العام، ولكن في حد علمي لن يتم رفعه حتى تتم الاستجابة للمطالب، وهو أمر عائد إلى المعنيين باعتماد المطالب متى ما حققت المطالب سيتم رفع الإضراب  بلا شك.

 

* ما هي الرسالة التي تريد أن توجهها للمواطن؟

** أحب أن أقول للمواطن أن يقدر المطالب وهي في الأساس لصالحنا، ولكن في النهاية هي لمصلحة المواطن وعليهم أن يفهموا هذا ويؤازرونا في هذا الوقت العصيب،ونعدهم في اللحظة التي تعطى لنا حقوقنا أن نعمل بكل جد ونخلص قضايا الناس في ظل القانون.

 

* وما هي الرسالة التي توجهها للقيادة السياسية؟

** أتمنى أن يلتفتوا إلى القضاة وإلى أعمالهم وأن يعطوا القاضي مكانته الحقيقة الصحيحة وأن يبدوا اهتمامهم بشؤونهم.

 

* هل تشكيل مجلس القضاء أنت راضي عنه؟

** لا، في الوقت الراهن نحن لسنا راضين في الأشخاص فقط، أما من حيث الصفات القانونية فهذه هي المطلوبة فعلا.

 

* لماذا لم يتضامن معكم القضاة في المناطق الغير محررة التي لا زالت تحت سيطرة الحوثي؟

** مثلما ذكرت سابقا، يعود ذلك لأسباب سياسية ومناطقية من قبل نخبة منهم، وأغلبيتهم بسبب الخوف، وهناك بعض الأشخاص والقضاة من المناطق الشمالية أتوا إلى عدن والتجئوا إلينا وناصرونا.