إيران تعتقل مساعد طيار كشف مخالفات صارخة بالطيران المدني

أخبار محلية

اليمن العربي

تداول إيرانيون مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يٌظهر لحظات اعتقال مساعد طيار يعمل بإحدى شركات الطيران المدني الإيرانية، بعد أن كشف منذ أيام عن مخالفات صارخة بقطاع الطيران.

وانتقد أمين أمير صادقي مساعد الطيار الإيراني المعتقل سوء حالة التأمين على متن خطوط الطيران المملوكة لبلاده.

وأوردت النسخة الفارسية لهيئة الإذاعة البريطانية أن صادقي، مساعد طيار لدى شركة طيران محلية خاصة تدعى سبهران، جرى اعتقاله أثناء حديثه في مقطع فيديو تم تصويره داخل سيارته حول تدهور قطاع الطيران داخل إيران.

وكشف المقطع المصور عن تدخل رجل أمن إيراني بالتزامن مع حديث صادقي داخل سيارته، حيث طلب منه تسليم هاتفه النقال، قبل أن يوقف بثا مباشرا عبر تطبيق أنستقرام، فيما تشير "الإذاعة البريطانية" إلى أن أسباب اعتقال مساعد الطيار الإيراني ترجع لظهوره، الخميس الماضي، عبر برنامج تلفزيوني يبث عبر إحدى المحطات الرسمية، حيث انتقد تدهور صناعة الطيران في بلاده.

وكشف صادقي خلال ظهوره في هذا البرنامج، حيث يعمل مساعد طيار على متن طائرة من طراز بوينج 737، عن توثيقه مخالفات بشركة الطيران الإيرانية التي يعمل بها، مشيرا إلى إرسالها إلى منظمة الطيران الإيرانية، والمختصة بتنظيم شؤون قطاع الطيران المدني.

وأوضح أنه قدم تلك المخالفات إلى الادعاء العام، حيث أصدر جعفري دولت آبادي، مدعي عام طهران قرارا بالتحقيق بصددها في غضون الأسابيع المقبلة؛ فيما اعتبرت شركة "سبهران" في بيان لها أن تلك التصريحات محض شائعات لتشويش الرأي العام، بدعوى أن مساعد الطيار تم فصله من العمل، حيث كان لا يزال تحت التدريب، على حد قولها.

واتهم صادقي الشركة الإيرانية التي كان يعمل تحت إدارتها بإجبار الطيارين بـ"حيل مختلفة" على التحليق على متن طائراتها التي تفتقد لأدنى درجات الأمان والمعايير المعمول بها.

وأشار إلى أنه قبل 3 أسابيع حلقت طائرة من طراز بوينج 737، رغم تعطل إحدى مكابحها عن العمل، مرجعا سبب العطل إلى اختفاء جزء فني من تلك المكابح، على حد قوله.

وألمح رشيد بور، المذيع الإيراني الشهير ومقدم البرنامج التلفزيوني الذي استضاف صادقي، إلى وقوع 3 حوادث جوية أخرى لتلك الشركة منذ حادث سقوط طائرة تابعة لشركة آسمان في فبراير/شباط الماضي، خلال رحلتها بين طهران وياسوج وسط البلاد، وأسفر الحادث حينها عن مصرع 66 راكبا كانوا على متنها.

وأشار مساعد الطيار الإيراني، إلى أن أحد الطيارين بشركة طيران داخلية تعرض للإيقاف عن العمل 6 أشهر بعد امتناعه عن التحليق بسبب انعدام وسائل الأمان بطائرته، إلى جانب اتخاذ إجراءات استثنائية بشأنه، في الوقت الذي ناقش البرنامج التلفزيوني موضوع العقوبات الأمريكية المحتملة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، وتداعياتها السلبية على قطاع الطيران المدني المتهاوي داخليا.

وألمح أمين أمير صادقي إلى أن بعض خطوط الطيران الإيرانية تتعامل بجدية مع مسألة الأمن والسلامة على متن طائراتها، في الوقت الذي تتجاهل شركات طيران إيرانية أخرى هذه الإجراءات اللازمة لتأمين حياة الركاب، منتقدا في الوقت نفسه سماح السلطات الإيرانية بتدشين شركة طيران خاصة، أحد مديريها الحاليون كان عضوا سابقا ضمن هيئة إحدى شركات الطيران الحكومية، وأحد مستشاري وزير النفط الإيراني.

وعلى صعيد متصل، تواجه خطوط الطيران الإيرانية بشكل عام أزمة حيال تدبير نفقات بالعملة الصعبة لشراء احتياجاتها من قطع الغيار اللازمة للصيانة، أو حتى تجديد أسطولها الجوي، في ظل تفاقم أزمة سوق النقد الأجنبي، وتدهور قيمة العملة المحلية التي وصلت إلى أدنى مستوياتها التاريخية.

  وزادت أزمة شركات الطيران الإيرانية بسبب انعدام الثقة لدى البنوك الدولية في التعامل مع الأنظمة المصرفية داخل إيران، في ظل تفشي الفساد، وسيطرة مليشيات الحرس الثوري الإيراني على أغلب إدارات تلك الشركات لدعم ونقل الأسلحة والعتاد على متن طائراتها المدنية إلى مقاتليه في كل من سوريا والعراق وغيرها، لتنفيذ أنشطته التخريبية.

وأشارت صحيفة "كيهان" اللندنية مؤخرا إلى أن سياسات نظام الملالي التخريبية بالمنطقة، التي تتصدرها مليشيا الحرس الثوري، الذراع العسكرية للنظام، أحد الأسباب الرئيسية وراء عدم قدرة حكومة طهران على جذب استثمارات أجنبية في مجال طيران النقل الجوي، إضافة إلى سيطرة تلك المليشيا على شركات الطيران المحلية، بهدف إرسال العتاد والمقاتلين إلى كل من سوريا والعراق.