قباطي: مشروع إيران في اليمن سيفشل لا محالة

أخبار محلية

قباطي
قباطي

اعتبر الدكتور محمد عبد المجيد قباطي، وزير السياحة اليمني، أن مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح علي يد "العصابات الحوثية" الموالية لإيران بداية النهاية لمشروع طهران في اليمن.

وقال قباطي في حوار خاص لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن مقتل الرئيس السابق بدم بارد جعل المشهد اليمني على كل المستويات السياسية والعسكرية والحزبية أقل تعقيدا بقدر ما أعاد رسم حدود المعسكرين المتواجهين في اليمن.

وأكد وزير السياحة اليمني أن التعاون القطري مع الحوثيين ومن خلفهم إيران مسألة قديمة قِدَم الحروب الستة التي تمت فيها مواجهة بين الجيش اليمني والحوثيين، مشيرا إلى أن قطر هي الداعم المادي الأكبر للحوثيين.

وأضاف قائلا: "يؤلمنا أنه بلد عربيّ.. لماذا تودّ (قطر) الانتصار لهذا المشروع الإيراني الفارسي في داخل منطقتك وأنت جزءٌ من هذه المنظومة الخليجية والعربية، مؤسفٌ جدًا الموقف القطري تجاهنا".

وحول الدور الإيراني في اليمن أوضح الوزير اليمني أن إيران "كانت من البداية تريد أن تظهر للعالم أنها وضعت يدها على مضيق باب المندب بجانب تهديدها لمضيق هرمز، تريد أن تقول للعالم خاصة أوروبا (رقبتكم بيدي)، فهذه المضايق يمر منها جانب ضخم من النفط المتجه إلى أوروبا، وبالتالي هذا كان جموحًا من المشروع الإيراني لا يأخذ في الاعتبار حقائق الواقع، هذا المشروع سيواجه الفشل وإيران تعلم جيدًا أن مشروعها في اليمن بات منتهيًا".. وإلى أهم ما جاء في الحوار

بعد مقتل علي عبد الله صالح.. إلى أين تتجه الأوضاع في اليمن؟

أرى الآن المشهد على كل المستويات السياسي والعسكري والحزبي والتنظيمي، أصبح أقل تعقيدًا، فمقتل صالح بدم بارد وبالطريقة الخسيسة التي استخدمتها عصابات الحوثي أحدث فرزًا للمشهد، وزالت التعقيدات السابقة وأصبحنا أمام معسكرين متواجهين، الأول خاص بالقوات المرتبطة بالملف الإيراني الظاهر فيه الحوثيين ومن خلفهم خبراء إيران من حزب الله وملالي طهران، وأجندتهم الإيرانية الفارسية، أمام معسكر الشرعية الممثل في قوات التحالف العربي الذي أخذ على عاتقه الحفاظ على الأمة العربية ومصالح اليمن.
هل يعد مقتل عبد الله صالح بداية النهاية للحوثيين باليمن؟

بالتأكيد بداية النهاية، هذه العصابات الانقلابية الحوثية بعد قتلها الرئيس السابق بدم بارد، تواصل الآن أسلوب الصدمة والرعب بقتل المئات من الكوادر المختلفة من السياسيين والعسكريين والقيادات والإعلاميين، فهناك أكثر من 50 إعلامي الآن مختطف، ومثل هذه الأساليب تقترب بهم من النهاية رغم شعورهم بأنهم أخمدوا الانتفاضة اليمنية الشعبية، إلّا أن الأمور فعليًا تتجه نحو تلقيهم هزيمة نكراء بيد الجيش والتحالف العربي والمقاومة الشعبية.
صف لنا النفسية التي يعمل من خلالها الحوثيون على الأرض؟

الذي لا يجب أن يغيب عن البال أن الحوثيين هم الواجهة، بينما من يدير المشهد عمومًا إيران، وخبراء من حزب الله، حتى أسلوب القتل نفسه والتمثيل بالجثة لا تنتمي أبدًا لأخلاق اليمنيين، ويعكس منظومة من القيم مستوردة تشبعت بها عناصر تربت في إيران، وبالفعل جزء كبير جدًا من قيادات الحوثيين تربوا في إيران وفي مدينة (قم) تحديدًا، وبالتالي رأينا مثل هذا الأسلوب الإجرامي الفاشي في مواجهة الخصوم، وما يرتكبونه من جرائم بربرية يوميًا تكتب نهايتهم قريبًا جدًا.
هل أسهم الحراك الأخير في إضافة مكتسبات إيجابية للمشهد اليمني أم التأثير عليه سلبًا؟

ربما على صعيد حسم الموقف في صنعاء هناك ضغط علينا كبير جدًا، فيه كلفة بشرية كبيرة جدا لدخول صنعاء من الأطراف بدون وجود مثل هذا الحراك الداخلي، ومن المؤسف مقتل الرئيس (السابق) في لحظة هامة جدًا، فلو كانت أركان الانتفاضة تمت بالكامل، وكان الرئيس (السابق) متحصنا في مكان يصعب أخذه بالطريقة التي أخذوه بها، لكان الأمر انتهى بتحرير صنعاء كاملة، إلّا أنه بالنهاية الشعب داخل صنعاء يعاني كثيرًا، لذلك نتوقع من هذه الانتفاضة التي كنا ننتظرها أن تسهل دخول القوات من أطراف صنعاء إلى الداخل عندما تصل لمرحلة النضج، فالعاصمة مدينة كبيرة لا نريد اجتياحها بالقوة التي قد تدمر كثير من بنيتها وجمالها، لاسيما أنها منطقة إرث تاريخي مُسجلة في منظمة اليونسكو، وبالتالي حدث نوع من الاستدارة مؤقتًا حتى تنضج الأمور أكثر لانتفاضة متكاملة الأركان في صنعاء، وممارسات الحوثيين البربرية كفيلة بالوصول لمرحلة النضج هذه سريعًا.
استدرتم عن صنعاء، فما الوجهة الآن؟

استعادة ميناء الحديدة، فالحديدة مدينة كبيرة مثل صنعاء لكن التواجد الحوثي الإيراني بها أقل والحاضنة الاجتماعية لهم غائبة، وبالتالي ستُحسم المعركة فيها سريعًا، ما يعني الإحاطة الكاملة بصنعاء، وبالتالي حرمان الحوثي من الميناء الذي كان تُهرب عبره الأسلحة والصواريخ الباليستية المختلفة التي كانت تمرر لهم طوال الفترات السابقة.
هل تعني السيطرة الكاملة على صنعاء فرض الاستقرار أخيرًا في اليمن؟

بالتأكيد نطمح إلى تحقيق ذلك. اليمن عكس البلاد الأخرى المضطربة سواء سوريا أو العراق أو ليبيا أو حتى تونس، الاضطراب الذي تشهده اليوم بدأت أولى حلقاته في 2007، بالتالي اليمنيين كانوا قد خرجوا بتوافقات، دعمتها تحركات رسمت ملامح التسوية السياسية، فهناك مبادرة خليجية مهدت لمؤتمر الحوار الوطني الذي استمر أكثر من 10 أشهر خرج بوثيقة مخرجات شارك فيها أكثر من 600 من الأطراف المختلفة باليمن وجميع الشرائح والفئات، وفي ضوء هذه الوثيقة استمرت لجنة تواجدت بالإمارات العربية المتحدة، وخرجت بمسودة الدستور الذي كان سيتم الاستفتاء عليه لإيجاد عقد اجتماعي جديد، وهذا كله أصبح مدعوم بشرعية دولية بعد صدور قرارات دولية تحت الفصل السابق من ميثاق الأمم المتحدة خاصة القرارات 2140 و القرار 2216 الذي يؤكد على هذه التسوية.
فعند استعادة الشرعية لزمام الأمور كاملة في اليمن، يكون الاتجاه لإصدار مسودة دستور، ثم الاستفتاء عليه، يلي ذلك إجراء انتخابات رئاسية، وبرلمانية، وعلى مستوى السلطة المحلية لدولة اتحادية فيدرالية مثل دولة الإمارات العربية المتحدة.
ما الذي تعنيه بتحويل اليمن إلى بلد فيدرالي؟

اتجهنا الآن لتكوين دولة من 6 أقاليم، اتحادية فيدرالية بحكومة مركزية توجد بصيغة تلغي المظلومية الكاملة في ظل ما تم التوافق عليه في مؤتمر الحوار الوطني، وسيتم ذلك بمجرد استعادة الشرعية على اليمن بالكامل.
هل توصلت لتحديد هوية "الأطراف الخائنة" التي ربما كانت ضالعة في مقتل الرئيس السابق؟

الرئيس علي عبد الله صالح لم يكن في موقع محصن بالكامل، كان في وسط العاصمة في شارع اسمه حدّا، ويصعب التحصين داخل المدينة، فكيف ستدخل الدبابات وباقي عُدّة التحصين، في موقع وسط حيّ تحيط به القبائل، فللأسف غلطة الشاطر بمليون، وعلي عبد الله صالح ارتكب خطًأ مركبًا، بدأ بالتعامل مع هذه المجموعات ثم التهاون معها عندما استولت على مقدرات الدولة والجهات السيادية، ثم الاستخفاف بها في مرحلة لاحقة خاصة عندما قرر فتح صفحة جديدة مع التحالف والاتجاه للشرعية.

وما هو الدور القطري الإيراني في اليمن وما هي الأهداف التي تقف خلف تحركاتهما؟

التعاون القطري مع الحوثيين ومن خلفهم إيران مسألة قديمة قِدَم الحروب الستة التي تمت فيها مواجهة بين الجيش اليمني والحوثيين، الآن قطر هي الداعم المادي الأكبر للحوثيين، ويؤلمنا أنه بلدٌ عربيّ وإخوة عرب في المنطقة، فلماذا تودّ (قطر) الانتصار لهذا المشروع الإيراني الفارسي في داخل منطقتك وأنت جزءٌ من هذه المنظومة الخليجية والعربية، مؤسفٌ جدًا الموقف القطري تجاهنا.
وبالنسبة للدور الإيراني؟

إيران كانت من البداية تريد أن تظهر للعالم أنها وضعت يدها على مضيق باب المندب بجانب تهديدها لمضيق هرمز، تريد أن تقول للعالم خاصة أوروبا (رقبتكم بيدي)، فهذه المضايق يمر منها جانب ضخم من النفط المتجه إلى أوروبا، وبالتالي هذا كان جموحًا من المشروع الإيراني لا يأخذ في الاعتبار حقائق الواقع، هذا المشروع سيواجه الفشل وإيران تعلم جيدًا أن مشروعها في اليمن بات منتهيًا، وفقط يريدون الآن استخدام اليمن كورقة للمقايضة في بقية ملفاتهم بمناطق الصراع في المنطقة، سواء ما سيتم في سوريا ولبنان، سيقولون أن ورقة اليمن هذه مستعدون الاستغناء عنها مقابل الحصول على مطامعهم في بقية الأماكن التي تتم بها الآن المواجهات المختلفة بين المشروع العربي والمشروع الإيراني.
وما قنوات الاتصال الآن بين قطر والحوثيين؟

إذا شاهدت قناة الجزيرة، كأنها أصبحت المسيرة (القناة التلفزيونية) التي أقامها الإيرانيون في الضاحية الجنوبية بيروت، عملهما مزدوج بشكل واضح فيما تقدمانه، بجانب ذلك يقدم القطريون الدعم المادي للحوثي، والحمد لله أنه تم تحديد الموقف من قطر وحصارها، بحيث إن الطيران القطري ما عاد يصل إلى صنعاء، لكن التواصل مع الحوثيين يتم بعناصرهم المختلفة عبر السفارات القطرية داخل أوروبا وألمانيا وبريطانيا، ونحن نتابع تحركاتهم في دعم الكثير من المجاميع التي تتحرك في أمريكا والكونجرس والصحف المختلفة؛ فكل ما لدى قطر من قدرة على توظيفه لصالح الحوثيين وإيران يُستخدم الآن.
وماذا عن الدعم المادي بالمال والسلاح؟

أصبح من الصعب جدًا الآن، خاصة وأن قوات التحالف الشرعية استكملت حصار سواحل اليمن على البحر خاصة الساحل الغربي، وبوصولها إلى مشارف المهرة على الحدود بين اليمن وعمان، قطعت أي محاولة تسلل للأسلحة عبر الحدود مع عمان، وبشكل عام إيصال السلاح صعب جدا الآن، ولكن السوق الداخلية ما زالت بها سلاح، فبالأموال يمكنهم شراء بعض الذخائر والأسلحة، لكن كان المقلق الأسلحة الضخمة الخطيرة مثل الصواريخ الباليستية التي كانت تأتي من الخارج من إيران وقطر وتهرب عبر (ميناء) الحديدة، فضلًا عن أن قطر لها تواجد في الجزر الإريترية مقابل السواحل اليمنية، وكانت تدعم تهريب الأسلحة عبر الصيادين والزوارق.
وماذا عن توكل كرمان ما وضعها الآن؟

كرمان تحمل حاليًا الجنسية القطرية وتتحرك بين تركيا وقطر، ونتألم للأسف كيمنيين أنها إحدى بناتنا التي مُنحت جائزة نوبل للسلام وتعرض نفسها اليوم لمواقف لا تتفق مع قيمة ورمزية جائزة السلام.
عندما تستقر الأوضاع في اليمن هل ستحاكمونها؟

هي انقلبت على أسس جائزة نوبل للسلام التي تسلمتها، كنا نريد أن تسمع منها إدانات لمن يقتل اليمنيين في الفترة بعد مقتل الرئيس السابق، على الأقل لتساعد في تعريف المجتمع الدولي بالكارثة الإنسانية التي تدور أحداثها في اليمن، لكنها لم تفعل، وهي تعرف أن ما اقترفته أفقدها قاعدة كبيرة جدا وجزءا كبيرا من الأسس التي مُنحت على أساسها الجائزة (نوبل للسلام).
أخيرًا ما أهم مناطق السياحة التي دمرها الحوثيون في اليمن؟

قوات الشرعية استعادت 80% من الأراضي وتمكنت من حماية مقتنياتها، لكنهم يعبثون بعد في الـ 20% الموجودة بيدهم، هؤلاء لا يعطون أي قيمة للتاريخ والآثار والثقافة، وتورطوا في ببيع الكثير من آثار اليمن والمخطوطات القيمة، كانوا يمكنون الناس من الدخول والاقتحام ثم يدخلون هم ويبيعونها، هم لا يعبؤوا بالتاريخ. وعلى الصعيد السياحي فالظروف الراهنة وحالة الحرب فرضت ضغطًا على السواح ومناطق الجذب السياحي خاصة في حضرموت المسماة بمنهاتن الصحراء، والمهرة وجزيرة سوقطرة.