هل سيشكل إطلاق السينما في السعودية محور جدل؟

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اليمن العربي - متابعات


تستمر مناطق السعودية باستقبال عروض سينمائية بين الحين والآخر، رغم عدم صدور قرار رسمي بعودة السينما إلى المملكة بعد عقود من المنع،  ويرى الكثيرون فيها إرهاصات أولى تمهد لانطلاقة جديدة للسينما في بلاد الحرمَين.


 

ووفقا لما نقلته "ارم" فإن منطقة الجوف شمال غرب البلاد، تستعد لاستقبال مهرجان سينمائي يتضمن مسابقة للأفلام، منتصف أكتوبر/تشرين الأول القادم، بدعم رسمي من إمارة المنطقة، في تطور لافت لقضية عودة السينما للمملكة.


 

ويعرض المركز الحضاري لبلدية أبو عجرم التابعة للجوف الأفلام المشاركة عبر شاشة ضخمة هي الأكبر في المنطقة.


 

وسبق أن أعلن الرئيس التنفيذي للهيئة، عمرو المدني، أن “إنشاء صالات السينما مازال تحت الدراسة وهناك لجان تعمل عليه”.


 

وكانت منطقة مكة المكرمة، استقبلت في يونيو/حزيران الماضي، عروضًا سينمائية لأفلام أجنبية، على مدى خمسة أيام، في مدينة جدة غرب البلاد، ضمن مهرجان سينمائي نظمته الجمعية السعودية للثقافة والفنون في جدة.


 

ووجهت البلدية مؤخرًا دعوة نقلتها صحف محلية، للمهتمين بصناعة الأفلام، للمشاركة في المسابقة التي تزيد جوائزها على 200 ألف ريال (حوالي 53 ألف دولار).


 

فعالية الجوف لا تُعد الأولى من نوعها؛ حيث استقبلت مناطق أخرى فعاليات سينمائية تضمنت عروضًا حية، ومنها مهرجان الأفلام السعودية، الذي احتضنته المنطقة الشرقية، وتحديدًا مدينة الظهران الساحلية، في مارس/آذار الماضي، وضم المهرجان حينها عروضًا لـ 58 فيلمًا سينمائيًا.


 

ويحاول المنحازون للسينما في السعودية، إحياء الفن السابع في بلادهم، مستفيدين من بيئة جديدة أكثر انفتاحًا في المملكة.

 


وفي العام 2009؛ ولأول مرة بعد ثلاثة عقود، استطاع السعوديون في العاصمة الرياض، ممارسة طقس الذهاب إلى السينما، وإن لم يُسمح للنساء بخوض تلك التجربة، في حين سُمِح للرجال والأطفال، بما في ذلك الفتيات حتى سن العاشرة، بالحضور، بعد الموافقة الرسمية على عرض فيلم “مناحي” في مركزٍ ثقافيٍّ تديره الحكومة.


 

وفي تموز/يوليو 2013، حاول رجال هيئة الأمر بالمعروف منع عرض الفيلم السينمائي “وجدة” للمخرجة السعودية هيفاء المنصور، والذي يعد أشهر الأفلام السعودية الطويلة، في قصر الثقافة، في العاصمة الرياض، بعد أن فاز الفيلم بجوائز وشهادات تقديرية في كل من مهرجانات “البندقية” السينمائي، و”دبي” السينمائي، ومهرجان “كان” في فرنسا، كما رُشِح الفيلم لنيل جائزة الأوسكار ضمن قائمة أفضل فيلم أجنبي.


 

وبينما يعارض شيوخ الدين المحافظون، العروض السينمائية، إذ ينظرون إلى الكثير من الأنشطة الثقافية، بعين القلق، لخشيتهم من أن تؤدي تلك الأنشطة إلى “الاختلاط بين الجنسين، وانتهاك القيم السعودية المحافظة”.

 

 

يستمر مواطنون سعوديون بتكثيف مطالبهم بعودة افتتاح صالات السينما بعد إغلاقها لعقود، بعد تجدد آمالهم بالتزامن مع نشاطات الترفيه المتنوعة التي تبنتها ونظمتها الهيئة العامة للترفيه السعودية، عقب مرور أكثر من عام ونصف العام على تأسيسها.

 

 

يُذكر أن السينما السعودية أحرزت في الأعوام الأخيرة نقلة نوعية، لتسجل حضورًا في مهرجانات دولية، وتحوز على جوائز عربية.