لماذا ساعدت قطر الحوثيين في الحروب الستة ضد نظام صالح ؟

أخبار محلية

صورة أرشفية
صورة أرشفية

قالت صحيفة إماراتية في تقرير أعدته عن قطر ودورها المشبوه في اليمن، أن ميليشيات التمرد الحوثي تحتفظ بالجميل لدولة قطر منذ حروب صعدة الست، بأعتبارها الوحيدة التي أنقذتها، بعد أن أوشكت القوات الحكومية على القضاء عليه .

وأشارت صحيفة الإمارات اليوم إلى أن أمير قطر السابق، تطوع وبإيعاز من إيران، كأول وسيط في موقف لم يكن مفهوماً حينها، لتسوية الصراع، بعد مقتل مؤسّسها حسين بدر الدين الحوثي، في الحرب الثالثة (يونيو 2006).

وبحسب الصحيفة، ترى الدوحة أن إنهاء الشرعية وتوليد نظام تهيمن عليه الحوثية، سيكون مركزاً أساسياً لمواجهة السعودية، وهذا الخط الثابت للسياسة القطرية يتوافق مع المشروع الإيراني، وإن اختلفت المصالح، إلا أن عزل اليمن عن السعودية، وجعله منطلقاً لتهديد أمنها، مثّل مركز التوافق القطري ـ الإيراني.

وأبرمت قطر صفقة ضمنت بموجبها، وقف تقدم الجيش اليمني نحو منطقة مطرة الجبلية، آخر معاقل المتمردين شمال محافظة صعدة، والتي كان يوجد فيها زعيم الحوثيين حالياً، عبدالملك الحوثي، مقابل أن يقيم شقيق مؤسّس حركة الحوثيين يحيى، ووالده بدر الدين الحوثي، وعمه عبدالكريم، مؤقتاً في الدوحة، وأن تتولى قطر دفع مساعدات وتعويضات وإعادة الإعمار.

وذكرت الصحيفة أن قيادات الجيش وقتها، إعتبرت أن الوساطة القطرية أنقذت الحوثيين من الهزيمة والقضاء عليهم، واتهمت الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الذي كان حاكماً في تلك الفترة، بالاستسلام للإغراءات، وعقد صفقة مع قطر، التي تعهدت أيضاً بتقديم مبالغ مالية كبيرة، كمساعدات، مقابل إيقاف الحرب، لكن الحوثيين بمجرد إعادة ترتيب أوراقهم، بفعل التدخل القطري، الذي مازالت كثير من تفاصيله غامضة، أشعلوا حرباً جديدة في العام التالي، وتنصلوا من كل الاتفاقيات.

وواصلت القيادة القطرية حينها الضغط على الحكومة اليمنية، لإبرام اتفاق آخر لوقف الحرب الرابعة، باتفاق ثانٍ، وما لبثوا أن تنصلوا من جديد من الاتفاق، الذي كانت الحكومة ترفضه، ما دفع أمير قطر السابق إلى زيارة صنعاء في مايو 2007، حاملاً معه هبات ومساعدات بنصف مليار دولار، ما أقنع المخلوع صالح بقبول الوساطة القطرية مرة أخرى، ووقف الحرب، بدلاً عن الحسم العسكري، وإنهاء التمرد.

وأوكلت مهمة تنفيذ بنود الاتفاق إلى مدير مكتب أمير قطر، الذي ظل برفقة ضباط قطريين ولفترة، يتنقل في رحلات مكوكية بين صنعاء وصعدة، ويعقد تفاهمات لم يعلم أحد فحواها، خصوصاً مع المتمردين الحوثيين، وترددت في تلك الأثناء أنباء محدودة التداول، مفادها أن قطر تعمل وسيطاً لنقل الدعم الإيراني للحوثيين، وخدمة هدفها أيضاً في استهداف السعودية.

وأشعل المتمردون الحوثيون حرباً خامسة ضد الدولة اليمنية في العام 2008، حينها ظهرت تصريحات نارية لعضو مجلس النواب اليمني محمد بن ناجي الشايف، في أغسطس من ذلك العام، حيث كان الوحيد الذي اتهم بشكل صريح إيران بالوقوف وراء الوساطة القطرية بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين في محافظة صعدة، مؤكداً أن قطر مجرد رسول من إيران، في الوقت الذي أوشكت القوات على حسم المواجهة لمصلحتها، وفي محاولة يائسة من قطر لمزاحمة الموقع السعودي في المنطقة والعالم، بحسب قوله.

وتؤكد الصحيفة أنه وبفضل التدخل القطري تنامت قدرات الحوثيين العسكرية والمادية، وباتت قوية، حيث استطاعوا بعد أن كانوا محصورين في كهوف جبلية بأطراف محافظة صعدة، التمدد إلى مناطق أخرى، والتوسع في المحافظة، ودحروا الجيش اليمني، الذي فوجئ بالعتاد الحربي الذي بات بحوزتهم، ولم يتمكن أحد من معرفة الطريقة التي تمكنت بها قطر، ومن ورائها إيران، من تزويدهم بذلك العتاد.

واشتعلت الحرب السادسة في عام 2009، التي تدخلت فيها السعودية بآلياتها ومعداتها العسكرية لدعم الجيش اليمني، لترعى قطر توقيع اتفاقية الدوحة بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين في 21 يونيو 2010، فارضة وجود هذه الجماعة المتمردة كطرف، بخلفية مذهبية وطائفية، يحاكي داعميه الأساسيين في طهران.

وقالت الصحيفة أن عضو البرلمان اليمني علي العمراني (سفير اليمن في الأردن حالياً) هاجم في أبريل 2010، الدور القطري، والتحرك تجاه صعدة، واتهم قطر وإعلامها بتنفيذ حملة لتقويض الاستقرار في اليمن، والدعوة إلى إعطاء الحوثيين حق تقرير المصير، وتأييد حمل السلاح، وأخذ الحقوق بالقوة.

وتفصح كل تلك الحقائق التاريخية بجلاء عن أسباب انتفاض الحوثيين للدفاع عن قطر مؤخراً والتضامن معها بعد ثبوت تمويلها للإرهاب والتنظيمات المتطرفة وإنهاء دورها في التحالف العربي بقيادة السعودية، وقطع دول عدة للعلاقات الدبلوماسية معها.

وذكرت الصحيفة أن وثيقة خطرة، أعيد تداولها أخيراً، فضحت حقيقة التواصل والدعم القطري للحوثيين، عبر خطاب موجه من بدر الدين الحوثي، والد حسين وعبدالملك، إلى أمير قطر السابق، حمد بن خليفة آل ثاني، أثنى فيه على دعمه السخي إلى جانب وقفة «أسود الإسلام في إيران»، بحسب وصفه، والذي مكنهم، على حد زعمه، من تحقيق الانتصارات، وعاهد الحوثي أمير قطر بأن يواصل المعركة.