من ينتصر إذا حدثت مواجهة عسكرية في صنعاء .. صالح أم الحوثي؟

ويمتلك طرفي الإنقلاب العديد من أوراق التفوق والنصر على الآخر، إلا أن الكفة تميل إلى الرئيس السابق علي صالح الذي لازال يحتفظ بقواته العسكرية ممثلة بالحرس الجمهوري والقوات الخاصة، في حين إستنزفت جماعة الحوثي قواتها خلال إجتياحها المحافظات عقب السيطرة على صنعاء وما تلاها من مواجهات عسكرية مع قوات الشرعية والتحالف العربي .

ففي الوقت الذي تمتلك فيه جماعة الحوثي الدعم الخارجي ممثلاً بإيران وأذرعها في المنطقة كحزب الله اللبناني الذي مد الجماعة بعشرات الخبراء العسكريين، فإن صالح يمتلك القوة العسكرية والأرض والدعم الشعبي الذي فقدته الجماعة جراء ممارسات ممثليها التعسفية بحق المدنيين .

وبدأ الخلاف بين الحوثي وصالح بعد رفض الاخير الزج بقوات الإحتياط في ريمة حميد في آتون المعارك الجارية في عدد من المحافظات والتي خسرت فيها جماعة الحوثي المتمردة الآلاف من قواتها وعتادها العسكري .

وكشف هذا الخلاف عن حجم القوة العسكرية التي لازال صالح يحتفظ بها، خاصة وأن معظم أفراد ألويته العسكرية لازالوا يرابطون في المنازل بإنتظار إستدعاهم للقتال في الجبهات، وهو ما كشفه صالح في خطابه الأخير الذي أكد فيه أنه كان يرفد جبهات القتال بالمتطوعين وأنه مستعد لرفده بالجيوش العسكرية المدربة .

وتفاقمت هذه الخلافات مع محاولات جماعة الحوثي إقصاء القيادات الموالية لصالح من المناصب العليا في وزارتي الدفاع والداخلية، بعد إقصائهم من المناصب الحكومية، وكذا محاولات الجماعة السيطرة على قيادة قوات الحرس الجمهوري وهو ما فشلت فيه على الرغم من الهجوم المتكرر على المقر في معسكر السواد في صنعاء .

وبرغم هذه المحاولات، لازال صالح يراوغ الحوثيين من خلال التهدئة وتوجيه القيادات الموالية بضبط النفس على الرغم من التنكيل والإقصاء الذي يتعرضون له .

ولعل أحداث البارحة كشفت عن تقارب القوة بين الحوثي وصالح، على الرغم من أن الأخير لم يكشف أوراقه ولم يدفع بقواته كاملة، ولازال يناور بنفس اسلوب مناوراته خلال حرب العام 2011م مع أسرة الشيخ المرحوم عبدالله بن حسين الأحمر على الرغم من الإنتشار الكثيف لمسلحي جماعة الحوثي في صنعاء .

وهو ما يضع الجميع أمام تساؤل هام، هو من ينتصر إذا حدثت مواجهة عسكرية في صنعاء .. صالح أم الحوثي؟