الدخيل: استدعاء قطر لقوات تركية تطور ينسف فكرة التعاون

أخبار محلية

خالد الدخيل
خالد الدخيل

انتقد المحلل والباحث في علم الاجتماع السياسي د.خالد الدخيل الموقف القطري من استدعاء القوات التركية إلى أراضيها، معللاً أنه تواجد لا مبرر له وينسف فكرة مجلس التعاون من أساسها.

وبين الدخل في حوار مع صحيفة الوطن البحرينية أن الأمر يختلف كثيراً عن تواجد قوات عسكرية خارجية أخرى في دول مجلس التعاون كالتواجد العسكري الأمريكي في قاعدة العديد وغيرها من المناطق الخليجية، كون أن ذلك ما فرضه الغزو العراقي للكويت، وجاء ليكون موجهاً ضد تهديدات إقليمية تستهدف هذه الدول من خارجها، بينما جاء التواجد العسكري التركي في قطر في إطار الأزمة الحالية على نحو موجه من دولة عضو في مجلس التعاون ضد أعضاء آخرين من المجلس، ومن دون مسوغ مقنع.

 

وكشف الدخيل أن قطر هي المنشأ والمصدر في الخلاف الراهن، وتقع عليها المسؤولية الأولى والأكبر من الملامة على ما حدث ويحدث. وأكد أنه علينا أن ننتظر القمة الخليجية في ديسمبر القادم لأنها ستعطي مؤشرات أوضح عن مستقبل المجلس، وحتى ذلك الحين فإن هناك تغيرات في نظام المجلس لم يعد مجدياً التساهل حيالها بعد انفجار الأزمة الحالية.

 

من جهة أخرى، بيّن الدخيل أنه إذا تم التوصل إلى حل نهائي مرض للجميع عبر بوابة الوساطة الكويتية وحل أزمة الخليج الراهنة، فسيحسب ذلك كثيراً في الرصيد السياسي لقصر السيف العامر، وتحديداً للشيخ صباح الأحمد.

 

وفي تقييم له للموقف العماني قال إن هذا شأن عمان دائماً فهي مسكونة بمسألة التوازنات بين دول المنطقة، وتريد أن تجعل من نفسها مهمة لكل الأطراف.

 

وفي سياق آخر وقف الدخيل على وقوع بعض الدول الخليجية في تهلكة الشكوك في النيات الأمر الذي يختفي وراء لغة دبلوماسية منمقة، حسب قوله، ما يشير إلى أن دول المجلس لم تتجاوز حتى الآن مرحلة تأسيسها.

 

وبينما اكتفى أغلب المحللين السياسيين وقادة الرأي الخليجيين باتخاذ مواقف تأييد كلية لمواقف دولهم وتوجهاتها، أشار الدخيل في خضم حديثه لـ"الوطن" إلى أن من مظاهر النضج السياسي والفكري أن يكون هناك أكثر من رأي في الأزمة، وألا يكون الجميع نسخاً مكررة لبعضهم الآخر، مؤكداً على أن يكون النقد مبنياً على معطيات ومبررات مقنعة وفي إطار ما يمكن أن يخدم الصالح العام لدولته، وليس لمجرد اتخاذ موقف الناقد أو المعارض.