السعودية تُقرب وجهات النظر بين الشرعية والإمارات.. وسياسيون يُعلقون

أخبار محلية

صورة أرشفية
صورة أرشفية

قربت السعودية وجهات النظر المختلفة بين الحكومة الشرعية والقوات الإماراتية المشاركة في التحالف باليمن.

ويرجع الفضل بعلاقات السعودية المتينة مع الرئيس هادي والحكومة، وشراكة السعودية الصلبة مع الإمارات العربية المتحدة، وذلك استناداً إلى أهداف الرؤية المتطابقة والمتكاملة للتحالف.


وخلال شهر يوليو  الماضي، عقدت الحكومة اليمنية لقاءات مكثفة مع قادة القوات الإماراتية المتواجدة ضمن التحالف العربي في مدينة عدن، إضافة إلى لقاء بمدير الهلال الأحمر الإماراتي، لمناقشة المشاريع الإغاثية في عدن وبعض المحافظات المحررة.

وجاءت هذه اللقاءات بعد أشهر من التباينات جراء غياب التنسيق الأمني المشترك ،وتنازع الصلاحيات بين القوات العسكرية والأمنية المتعددة التي أفرزتها الحرب.


حملات إعلامية إخوانية

ونقل موقع "إرم" عن رئيس مركز عدن للدراسات الاستراتيجية، حسين حنشي، تأكيده أن “هناك حملات إعلامية، كانت تشنها وسائل إعلام تتبع الإخوان المسلمين، أو الدول الداعمة للجماعة، تزعم أن هناك نزاعًا بين أبوظبي والرياض، فيما يخص الملف اليمني، حتى وصلت تلك الوسائل حد القول إن النزاع وصل إلى حدّ “كسر العظم” بين الطرفين، وإن الدولتين لا يمكن لهما أن تلتقيا على هدف معين، كما تم تصوير الأمر وكأن الإمارات تدعم الجنوبيين بصورة تغضب المملكة العربية السعودية”.

وأضاف حنشي” إنه كان من الواضح أن هناك تناسقًا في المواقف، وأن الرياض كانت تستضيف ذات القيادات الجنوبية، التي تقول عنها وسائل الإعلام تلك أنها تتبع الإمارات، إلا أن تلك الحملات استمرت، ولكن بعد ظهور صلابة العلاقة بين الدولتين التي تجلّت في الموقف من الإرهاب وقطر، ودعم الإخوان المسلمين، تراجعت الحملات الإعلامية، بل اختفت، وأصبحت تلك الوسائل الإعلامية تهاجم الدولتين معًا”، مشيرًا إلى أن ما يجري، يؤكد أن العلاقة السعودية الإماراتية، هي صمام أمان لمجلس التعاون الخليجي، والجزيرة العربية، وأن عمق العلاقة أكبر من توقعات أي محلل أو مراقب.

صراعات القوى اليمنية

ويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، ورئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات، نجيب غلاب:”إن دور المملكة العربية السعودية، كان قويًا وحاسمًا في تفكيك المشاكل المختلفة، شمالًا وجنوبًا، وحلّ بعض الملفات المختلف عليها، كما لعب دورًا محوريًا في تعضيد قوة الشرعية والتحالف، بما يسهّل إتمام عملية استعادة الدولة اليمنية”.

وأضاف بأن “التحالف العربي، يعمل ككل وبشكل متكامل، وتمثّل القيادة السعودية مصدر قوته وقدرته على تجاوز العقبات وبعض المشاكل التي تولدها تناقضات الصراعات الداخلية اليمنية”.

وأشار غلاب في حديثه للموقع ذاته ، إلى أن “الإمارات دولة مركزية في التحالف العربي، وبذلت جهودًا كبيرة ومنظّمة وفق مسارات مراهنة على مستقبل اليمن”.

وتابع: “المغالطات الانتهازية تتجاهل واقع اليمن وصراعاته الكثيرة والمتشابكة، حيث كانت بعض الأطراف تحاول سحب دول التحالف إلى إدارة صراعات القوى اليمنية، لا إنقاذ اليمن، ولأن التحالف لديه رؤية واضحة، ظلت المعركة متماسكة وتتراكم الإنجازات”.

ويؤكد غلاب أن “علاقة الإمارات بالشرعية قوية، وتعمل على معالجة المشكلات التي تولدت بفعل صراعات الماضي وإفرازاته ونتائج عملية التحرير، على الرغم من أن الخلاف أمر طبيعي، لكنه لم يهدد أهداف المعركة، وإنما خلاف على كيفية إدارة المناطق المحررة، وهو خلاف ناتج عن التناقضات داخل المناطق المحررة جنوبًا، ولعبت الإمارات دورًا توفيقيًا فيه”.


انعكاس على الأداء الحكومي

وفي الآونة الأخيرة، ارتفعت وتيرة الأداء الحكومي بشكل ملحوظ، في عدن وبعض المحافظات المجاورة، على المستوى الخدمي والمستوى العسكري ضد الانقلابيين الحوثيين والموالين لصالح، وهو ما يراه وكيل وزارة الإعلام، أسامة الشرمي، انعكاسًا لعملية التقارب بين الحكومة الشرعية والدول الفاعلة في التحالف العربي.

وقال الشرمي، لموقع "إرم":” إن هناك المزيد من الأثر لهذا التقارب، ستشهده عملية الاستقرار في المناطق المحررة بشكل عام، وإن ما يجري حاليًا من تنسيق رفيع ما بين الإخوة في التحالف، ورئيس الوزراء اليمني، أحمد عبيد بن دغر، سيكون له كثير من الثمرات، على المستوى الخدمي، كما حدث في اتفاقية النقل العام الموقعة مع الجانب الإماراتي، وهناك الكثير من الاتفاقات التي سيجري توقيعها خلال الأيام المقبلة، منها ما يتعلق بالطاقة الكهربائية، وغيرها من الخدمات، إلى جانب توفير مرتبات موظفي الدولة وإلى آخره”.

وحول العمليات العسكرية ضد الانقلابيين، يشير الشرمي، إلى أن “التنسيق فيها جارٍ على أعلى مستوى سابقًا، والتقارب الحاصل حاليًا سيسهم في إيجاد رؤية موحدة، لمستقبل هذه العمليات، وخصوصًا على صعيد الساحل الغربي لليمن، وبقية الجبهات التي تحاصر العاصمة المحتلة صنعاء” ، معتبرًا أن “التحالف العربي وتحديدًا دولتي الإمارات والسعودية لطالما أثبتتا بأنهما صادقتان في دعمهما لجهود تحرير اليمن من المليشيات الانقلابية، وهذا ما أثبتته الأيام الماضية، على الرغم من تباين وجهات النظر حول العملية العسكرية ،إلا أن التنسيق ظل في أعلى المستويات والعمليات جارية على أفضل ما يكون”.

وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، قد أكد في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، أن الخناق “كل ما زاد على التمرد وخطوط إمداده في اليمن، كلما سمعنا “نظريات وهذيان” الفاشل الحاقد. التحالف العربي موحّد شاء من شاء وأبى من أبى”.