ماذا قالت صحف السعودية اليوم حول قطر؟

أخبار محلية

أمير قطر
أمير قطر

واصلت الصحف السعودية، الصادرة اليوم الأحد، هجومها على قطر وأميرها الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، وفضائية «الجزيرة» الإخبارية التي تبث من الدوحة.


وارتفع من جديد حدة الهجوم على قطر، بعد هدوء نسبي طيلة اليومين الماضيين، والذي كان الهجوم فيه منصبا في الأساس على فضائية «الجزيرة».


وشنت صحيفة «مكة»، هجوما حادا على أمير قطر بعنوان تصدر صفحتها يقول: «تميم وروحاني يتآمران على قطر».


وقالت الصحيفة، إنه «على الرغم من محاولة الإعلام القطري تكذيب التصريحات التي أطلقها أميرهم الشيخ تميم بن حمد أخيرا، إلا أنهم عادوا اليوم ليؤكدوا مصداقيتها، وذلك بنقلهم الاتصال الهاتفي المتبادل مع الرئيس الإيراني حسن روحاني».


أما صحيفة «الجزيرة»، فصدرت صفحتها الأولى بعنوان «يا قطر.. أليس منكم رجل رشيد؟»، مضيفة أن «تميم هنأ روحاني بإعادة انتخابه رئيساً لإيران وبحلول رمضان.. ينبذون الطائفية نهاراً.. ويتناسلون إرهابها ليلاً»، بينما قالت صحيفة «الشرق الأوسط»، أن اتصال «تميم» بـ«روحاني» هو الثاني في أقل من أسبوع.


ونقلت الصحيفة عن الخبير السياسي السعودي الدكتور «أحمد الفراج»، قوله إن “التهنئة القطرية دحضت كل الروايات القطرية، وحملت عبارات «بدء مرحلة جديدة من العلاقات»، وهذا يعطي التأكيد على أنها مضادة لقمم الرياض، التي كان محورها مواجهة الإرهاب الذي ترعاه إيران في المنطقة، وأن العبارات حملت استفزازات للسعودية، وهي تؤكد كل ما تنفيه قطر.”


بينما صدرت صحيفة «الرياض» صفحتها الأولى بعنوان: «قطر ترتمي في أحضان إيران»، كما صدرت صحيفة «عكاظ»، صفحتها الأولى بعنوان: «وانفضحت لعبة نفي التصريحات.. الدوحة تواصل استعطاف ملالي طهران»، مضيفة: «الحركيون يعلون شأن الحزب على حساب الوطن.. صمتاً وتوارياً».


وهاجمت الصحيفة من يدافعون عن قطر، وقالت إن ما يثير الشفقة أن الحركيين السعوديين لم ينجحوا في ضرب المثل الأعلى في انتمائهم لوطنهم.


أما صحيفة «اليوم»، فاعتبرت الاتصال بين «تميم» و«روحاني»، طعنا بالظهر، ونقلت عن محللين قولهم: «قد يستغرب البعض من تصريحات أمير قطر تميم آل ثاني وسقوطه المدوي في حضن الملالي، ولكنّ الراسخين في شوؤن ودهاليز وأروقة قطر السياسية، وترتيباتها السرية من تحت الطاولة مع المنظمات الإرهابية ومجموعات الضغط الإسرائيلية، ونظام قم الطائفي وميليشيات حزب الله، والانقلابيين في اليمن، يعلمون جيدا الأدوار القطرية المشبوهة في المحيط العربي والإسلامي، التي توّجها تميم بمزاعم ومغالطات صدمت الجميع وقرعت جرس الإنذار في المحيط العربي والإسلامي».


لم يقف الأمر عن افتتاحيات الصحف، أو عناوينها الرئيسية فحسب، بل فتحت الصحف السعودية أبواب الراي المختلفة فيها للنيل من قطر والطعن فيها.


وفيما يل أبرز عناوين مقالات الرأي في الصحف الصادرة اليوم: «إيران تقود قطر إلى الهاوية»، و«إلا الخيانة أعيت من يداويها؟»، و«القذافي في قطر»، و«ماذا تريد قطر»، وذلك في صحيفة «الرياض».
أما في صحيفة «الوطن»، فكانت أبرز عناوين مقالات الرأي، «قطر والخليج.. في بيتنا مراهق»، وفي صحيفة «الجزيرة»، مقالات بعنوان «قطر.. وما أدراك ما قطر»، و« قولوا لقطر: Game over لتعرف أكثر»، و« أقوال تميم تتطابق مع أفعال قطر».


وفي صحيفة «عكاظ»، كان المقال الأبرز في الأزمة بعنوان «سقط قناع قطر فتعرَّى مرتزقتها!»، وفي صحيفة «الشرق الأوسط»، جاءت عناوين المقالات «قطر العزيزة.. لا للتغريد خارج السرب»، و«قطر ومغامراتها غير المحسوبة»، و«قطر مخترقة».


أما صحيفة «الحياة»، فأبرزت إرسال الكويت، التي توسطت من قبل في خلاف خليجي سابق مع قطر، وزير خارجيتها لزيارة الشيخ «تميم» الجمعة، فيما قالت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية إنه أبلغ تحيات أمير الكويت للشيخ «تميم» من دون أن تكشف عن المزيد من التفاصيل.


وبحسب الصحيفة، فقد أجرى وزير الخارجية الكويتي الشيخ «صباح الخالد» محادثات في الدوحة مع أمير قطر، فيما يبدو لاحتواء أزمة التصريحات، التي اعتبرتها أوساط خليجية تصريحات «مسيئة».


وقال مسؤول خليجي لوكالة «رويترز» إن أمير الكويت عرض أثناء محادثة هاتفية مع الشيخ تميم التوسط لاستضافة محادثات لضمان عدم تصعيد الخلاف، ولم يتسنّ الوصول إلى مسؤولين حكوميين في الكويت للحصول على تعقيب.


ومنذ أيام، تتداول وسائل إعلام إماراتية وسعودية بياناً «مفبركاً» لأمير قطر تضمن ادعاءات عن «توتر العلاقات» القطرية مع إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، ودعوة الدوحة كل من «مصر والإمارات والبحرين إلى مراجعة موقفهم المناهض لقطر».


ورغم مسارعة الدوحة إلى التأكيد على أن البيان المذكور «مكذوب»، وتم بثه على وكالتها الرسمية بعد اختراقها، إلا أن وسائل إعلام في الرياض وأبوظبي تجاهلت نشر النفي القطري، وواصلت تحليلاتها وتغطياتها المكثفة لما جاء في البيان المختلق؛ حيث تتعامل معه حتى الآن على أنه حقيقة، بل ودعمته من الدقائق الأولى بمواد إعلامية مثل «الفيديو غرافيك»، والتي يتطلب إعدادها وقتا طويلا، وكأن الأمر كان معد سلفا أو «دُبر بليل» كما عبر أحد المسؤولين القطريين.


ووفق مراقبين، فإن التصعيد الإماراتي السعودي المصري على قطر يبدو مقصوداً — إن لم يكن مدبراً -، مرجعين ذلك إلى عدة أسباب أولها الرفض السعودي الإماراتي لمواقف قطر الداعمة لـ«حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، والمساندة لـ«جماعة الإخوان المسلمين».


وإلى جانب الانزعاج الإماراتي الشديد من تصدي قطر لمخطط «انقلاب عدن»، عبر فصل الجنوب اليمني عن شماله.