القوة الصاعدة في الخليج تكافح من أجل إعادة اليمن

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يقول الكاتب لصحيفة ذا تايمز البيريطانية ان اللوحة البرونزية في مدخل المستشفى تعد تذكير بأوقات أكثر أملا، "فهذا الحجر وضع من قبل جلالة الملكة اليزابيث الثانية في 27 أبريل 1954"، ولابد من ان هناك العديد من الأحجار واللوحات المشابهة حول العالم.

 

هنا في ميناء عدن في اليمن يعد حكمها واحدا من احد المراحل التي تاتي وتذهب في حياتها ، وبعد أن جاء البريطانيون الى الأجزاء الجنوبية اليمنية وبعد ذلك الإتحاد السوفيتي ، ثم اليمنيين الجنوبيين ، يليه رئيس استمر في الحكم لسنوات طويلة أتى بعده الحوثيون ،الذين تدعمهم إيران ، في 2015.

 

الآن هناك قوة جديدة في المدينة: فالإمارات العربية المتحدة هي مرشح هذا العقد في محاولة بناء دولة حديثة في اليمن.

 

ولربما كانت دولة الإمارات العربية المتحدة مشهورة بالمتعة في دبي وأموال النفط في أبو ظبي أكثر من أي جسارة عسكرية، ولكن هذا ليس السبب في أنها تجد صعوبة في بسط سلطتها في أفقر بلد في العالم العربي.

 

وتشهد شوارع عدن الآن نشاطا بعد أن طرد الإماراتيون كل من الحوثيين والقاعدة، التي كانت موجودة هناك هي الأخرى . ومع ذلك لا يزال الفندق الرئيسي في المدينة في حالة خراب بعد أن أصابته الصواريخ، لا يزال التأمين عن طريق شاحنات صغيرة مليئة بالشباب المدججين بالسلاح، ولا يزال الأطفال يموتون بسبب المجاعة في المستشفى الرئيسي.

 

وأضافت الصحيفة انه ليس هناك نهاية في الأفق لتلك الفوضى السياسية. ومازالت البلاد تعانى من حرب مسدودة قتل فيها الاف الاشخاص وتعانى الملايين الاخرين من سوء التغذية حيث يحاصر الجيشان الاراضى الاخرى. ووفقا لمنظمة اليونيسف هناك 460,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.

 

ويعد الإمارات والمملكة العربية السعودية وهم الشركاء الرئيسيون في التحالف الذي يقوده الخليج في محاولة لاقامة "حكومة شرعية" في البلاد، وقاموا بتأييد الرئيس هادي الذي تعترف به الامم المتحدة، إنهم وقوات موالية للسيد هادي يقاتلون الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الذي حكم اليمن لمدة 30 عاما حتى تم تنحيته جانبا في الربيع العربي في عام 2011.

  

وقال مسؤول كبير في دولة الامارات العربية المتحدة، طلب عدم الكشف عن هويته، انه يأس من احتمال اعادة حكومة موحدة قوية في البلاد، وقال المسؤول "اننا نرى ان الاتفاق السياسى صعب للغاية"، وأضاف "كل الأطراف المتحاربة اليمنية لديها جداول أعمال خاصة بها".

 

الإمارات العربية المتحدة تحاول جاهدة إعادة البناء، وقد تحدث عبد الناصر الوالي، مدير الصحة العامة في عدن، عن اللوازم الجديدة من المعدات والأدوية التي أرسلها الهلال الأحمر الإماراتي إلى المستشفى. وعلى امتداد الساحل، في ميناء المكلا - الذي كان حتى وقت قريب تحت سيطرة القاعدة - أطلعت الحكومة المحلية الصحفيين الزائرين على زورقا جديدا ممولا من الإمارات و قالوا إنه يساعد على جذب شركات النقل البحري الدولية، وبعضهم من الصين.

 

وقد أنفقت دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر من 1.5 مليار جنيه استرليني لدفع الرواتب المحلية على أمل أن يؤدي الإنفاق على البنية التحتية للدولة إلى طفرة اقتصادية، كما حدث في دبي، وإن كان ذلك على نطاق أصغر. كما قامت بتدريب جيش يمني جديد في الجنوب من البداية ، فقد تم تجنيد أكثر من 30,000 رجل من القبائل المحلية والطبقات الوسطى الحضرية، وإرسالهم إلى الشوارع والخطوط الأمامية.

 

وقد خلق الاستثمار الإماراتي مفارقة. فكلما كانت الإمارات أكثر نجاحا فيما تفعل ،  قلما تشعر القيادة المحلية بضرورة التعامل مع مشكالت اليمن الأوسع نطاقا، والتي تقع، في حالة عدن والمكلا، على الخطوط الأمامية إلى الشمال.

 

حتى عام 1990 تم تقسيم اليمن إلى قسمين. الآن الجنوبيون، الذين يرون أنهم تخلصوا أخيرا من الكراهية الشمالية الحوثيين وصالح، ولا يرون ان هناك أي سبب لاستقبالهم مرة أخرى من خلال اتفاق سلام وإعادة إنشاء دولة موحدة.وهناك العديد من سيارات الجيب التي تحمل المقاتلين اليمنيين المدربين من قبل الإمارات - حتى أولئك المرافقين للمسؤولين الإماراتيين - يرفعون علم الحركة الانفصالية الجنوبية .

 

ويقر الضباط الإماراتيون بان استخدام الجيش الجديد الذي تم تدريبه في محاربة الحوثيون في الشمال يعد أمرا صعبا. وانه من بين 30,000 شخص تم تدريبهم هناك فقط 20,000 هم من تسلموا مهامهم .

 

وقد ناشدت وكالات الإغاثة والأمم المتحدة التحالف العربي بعدم تنفيذ تهديده بمهاجمة الحديدة ،الميناء الرئيسي الذي ما زال في أيدي الحوثيين، ونقطة دخول 80 في المائة من الإمدادات الغذائية في شمال اليمن. وقالت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير لها "إذا تعرضت المدينة للهجوم وأغلق الميناء، فإنها ستصبح أهم نقطة اختناق في ما يشكل تحديا كبيرا للجوع".

 

ويعيد المسؤولون الإماراتيون الآن التفكير فيما إذا كان الهجوم ممكنا أم لا، ويتساءلون أيضا عما إذا كان اليمن الموحد له مستقبل.

 

ويقولون انه حتى اذا كان هناك تسوية سلمية فان جيشهم سيبقى لضمان ان القاعدة لن تعود. وقال المسؤول الكبير "يجب ان نكون قادرين على الاحتفاظ بوجودنا في جنوب اليمن لمواجهة تحدي القاعدة".

 

بالنسبة للبريطانيين، كانت عدن أساسا قاعدة استراتيجية بين قناة السويس والهند. ويبدو أن الإمارات تتسأل الآن عما إذا كان بناء الدولة يعد أمرا طموجا جدا، وهل ينبغي أن يكون الأمن هو محور تركيزهم الأساسي في تلك الفترة.