حاكم عجمان يطلق مشروع تطوير منطقة "مصفوت"

اقتصاد

اليمن العربي

 

أطلق عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان الشيخ حميد بن راشد النعيمي، بحضور ولي عهد عجمان الشيخ عمار بن حميد النعيمي، مشروع تطوير منطقة "مصفوت" في عجمان، وذلك خلال استقبالهما، رئيس مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، في استراحة الصفيا بمنطقة مشيرف في عجمان.

واطلع حاكم عجمان، من الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، على المحاور الاستراتيجية لمشروع تطوير منطقة "مصفوت" الهادف إلى تنمية مختلف الجوانب المجتمعية والسياحية والثقافية فيها.
وتمّ خلال اللقاء عرض المحاور الاستراتيجية للمشروع، التي أقرها مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، الهادفة إلى تنفيذ مجموعة كبيرة من الاستراتيجيات التنموية المبتكرة في "مصفوت" حيث تشكّل السياحة الثقافية محورًا أساسيًا لتنمية المنطقة.

الاستقرار الاجتماعي
وأكد حاكم عجمان، أن "الاستقرار الاجتماعي للمواطنين وأسرهم في مختلف مناطق الدولة، والارتقاء بمستويات معيشتهم وتحقيق الرفاه والسعادة لهم يعد أولوية ونهجًا لدى قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله".
وعبّر عن سعادته باهتمام "قيادتنا الرشيدة بالتنمية المتوازنة في جميع إمارات الدولة، وتمكين المواطن من المشاركة في مسيرة التنمية والنهضة المباركة التي تنتظم في كل المرافق والقطاعات بسواعد كوادرنا الوطنية المقتدرة والمبدعة، التي تقود مستقبل بلادنا، وترسّخ ريادتها وتميّزها وجدارتها واقتدارها".
وأثنى حاكم عجمان، على ما يقوم به مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، برئاسة الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، عبر مشاريع "قرى الإمارات" التي تعتبر نموذجًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المتوازنة والمستدامة يعتمد على الشراكة بين القطاعات الحكومي والخاص والمجتمعي.

تاريخ وتراث
من جانبه عبر ولي عهد عجمان الشيخ عمار بن حميد النعيمي، عن سعادته وأهالي عجمان باختيار منطقة "مصفوت" كثاني مشروع ضمن مشاريع قرى الإمارات، وقال إنهم يتطلعون لتقديم نموذج تنموي متميز في هذه المنطقة بمواصفات حديثة ترتقي بمواطني المنطقة وبالسياحة والاستثمار وتعكس المكانة التي تحظى بها مصفوت، موقعًا وتاريخًا وتراثًا وإمكانات غنية وثرية، تعبر عن الوجه المشرق لدولتنا وما وصلت اليه من تطور وتقدم في المجالات كافة.
وأضاف أن "مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، يعزز مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة في جميع المجالات ويحقق الأهداف المستقبلية الطموحة عبر استثمار الطاقات البشرية والإمكانات الطبيعية لكل منطقة، بما يعود بالخير على جميع سكان دولة الإمارات".

تمكين الشباب
من جهته، أكد الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، أن مصفوت تحمل مقومات سياحية وتراثية وتضم كوادر وطنية متميزة، وأن الهدف هو تمكين شباب المنطقة من الفرص الاقتصادية، مشيرًا إلى أن المشروع الذي سيبدأ العمل به في الربع الأخير من 2023، يتضمن تطوير مرافق سياحية وتراثية وخدمية لجذب 100 ألف سائح، ودعم مشاريع الشباب في المنطقة.
وقال إن مشروع تطوير "مصفوت" يترجم رؤية القيادة الإماراتية الرشيدة الهادفة إلى ضمان تنفيذ الخطط التنموية الوطنية في كافة مناطق دولة الإمارات، موضحا سموه أن هدف مجلس الإمارات للتنمية هو تطوير 10 قرى في دولة الإمارات ضمن مشاريعه بالشراكة مع القطاع الخاص وأهالي هذه المناطق.
وأضاف أن "توفير الحياة الكريمة للمواطنين في جميع مناطق الدولة هدف استراتيجي للقيادة، لضمان تمتع كافة أبناء الوطن بالاستقرار الاجتماعي والمعيشي وبجودة الحياة وضمان وجود المشاريع التنموية المستدامة في كافة قرى الدولة"، مشيدًا بدعم الشيخ حميد بن راشد النعيمي، لعمل مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة في تنفيذ المشاريع التنموية ومتابعة أعماله وتقديم كافة التسهيلات له.

المقومات السياحية
وتتمتع "مصفوت" بطبيعة خلابة وموقع جغرافي فريد، وتغلب عليها البرودة في فصل الشتاء، بسبب وقوعها بين مجموعة من الجبال الشاهقة، والتضاريس المرتفعة التي تستقطب عشاق المواقع الطبيعية.
وتحظى المدينة بتاريخ عريق، وهي غنية بالمواقع التاريخية الهامة، كمتحف "مصفوت"، الذي يعد شاهدًا على تاريخ المدينة عبر رحلة زمنية تمتد منذ 5000 عام، و"قلعة "مصفوت"، الواقعة أعلى قمة جبلية مرتفعة، ويعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، ومسجد بن سلطان، الذي تم بناؤه في عام 1815 ميلادية.
وتعد “مصفوت” منطقة كبيرة نسبيًا حيث تحتوي على عدة شعبيات مثل مزيرع والخنفرية والصبيغة، وهي تزخر بالعديد من المرافق السياحية المتميزة والاستراحات الفاخرة، بما في ذلك المطاعم والوجهات التي تقدم خدمات وتجارب متميزة لزوارها.

المقومات الزراعية
وتشتهر "مصفوت" بأراضيها الزراعية الخصبة عالية الجودة، ومزارعها المنتشرة على رقعة كبيرة منها، بسبب اعتدال جوها صيفًا، وانخفاض نسبة الرطوبة، والبرودة النسبية لطقسها شتاءً، وتعد وديان "مصفوت" من أكثر الأراضي خصوبة في الإماراتكما تعدّ الزراعة، المهنة التاريخية الأقدم التي توارثها أهلها.
كما تضم مدينة "مصفوت" 9 أفلاج رئيسية يصل طول بعضها إلى 3 كيلومترات، إضافة إلى الأفلاج الموسمية الثانوية التي تعتمد على فترة جريان الماء في الأودية، ومن أبرز محاصيلها النخيل ذو الجودة العالية.
وتنتشر في المنطقة أيضًا السدود المستدامة والموسمية على أطراف أودية "مصفوت" مثل سد خليبان وسد مزيرع وسد اليزير، والتي تحجز المياه المنحدرة من الشعاب والسهول ليتم استخدامها في ري الأراضي وتغذية الآبار والأفلاج التي يُعتمد عليها لري المزارع.

شراكات استراتيجية
وضمن شراكاته الاستراتيجية النوعية والمثمرة، يطلق مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، بالتعاون مع "مبادلة" و"Hub71" مشروعًا مشتركًا لتحويل القرى الريفية إلى مراكز مزدهرة للابتكار والنمو المستدام، ويركز المشروع الذي يبدأ في مصفوت على توفير الجوانب الأساسية التي تسهم في الارتقاء بجودة الحياة لكافة شرائح المجتمع، بما في ذلك تقديم خدمات رعاية صحية متطورة، وتعليم رقمي نوعي، وتوفير تكنولوجيا الزراعة المستدامة، ودعم السياحة البيئية، والمساهمة في إنجاز بنية تحتية مستدامة.
ويضم المشروع في مجال الرعاية الصحية الرقمية، مزود الرعاية الصحية الرقمي المتخصص في مجال الأمراض المزمنة "ألما هيلث"، ومنصة "داردوك" التي ستعمل على تسهيل الحصول على الرعاية التمريضية في المنازل للأهالي والسكان، فيما ستقدم مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية دعمها بهدف تحسين مستوى الرعاية الصحية.
كما يتضمن المشروع إطلاق العديد من المبادرات الداعمة لأهداف رفع جودة وكفاءة التعليم الرقمي، حيث ستقدم مؤسسة "آي سكول" تدريبًا شاملًا للطلاب على المهارات المستقبلية عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز وعلم البيانات، فيما سيقوم "HUB71" بتطوير برامج تستهدف تدريب الشباب على أهم المهارات التي تتطلبها ريادة الأعمال، وتأسيس وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

الاستدامة
وفي مجال تكنولوجيا الزراعة المستدامة ستوفر "هيروغو"، خدمة توصيل الفاكهة والخضروات الطازجة مع تقليل الهدر، وستوفر "كولدهبز" محطات تبريد تعمل بالطاقة الشمسية لتخزين وحفظ الفواكه والخضروات على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع.
ويدعم المشروع جهود تطوير بنية تحتية مستدامة في مصفوت، عبر العديد من المبادرات التي تسهم في إنجازها مؤسسات وجهات رائدة في هذا المجال، منها تطوير نظام غير مركزي لمعالجة المياه الرمادية، وتحويل ثاني أكسيد الكربون الملتقط إلى صخور، وتوفير بيوت جاهزة مصنعة بنسبة 85% من البلاستيك المعاد تدويره.