عدد من قادة القطاعات في مجالات التجارة والاستثمار يناقشون دور الإمارات في التجارة العالمية

ناقش عدد من قادة القطاعات في مجالات التجارة والاستثمار، دور دولة الإمارات في التجارة العالمية والاستثمار والنمو.

وذلك خلال جلسة حوارية بعنوان "ما وراء الحدود: توظيف إمكانات التجارة العالمية للاستثمار والنمو"، في مؤتمر إنفستوبيا 2023.

عدد من قادة القطاعات في مجالات التجارة والاستثمار يناقشون دور الإمارات في التجارة العالمية 

وأدار الجلسة الدكتور ثاني الزيودي، وزير الدولة للتجارة الخارجية في دولة الإمارات، وشارك بها كريس كوكس، الرئيس العالمي للتجارة وحلول رأس المال في مجموعة "سيتي"، وسامايلا زبيرو، الرئيس والمدير التنفيذي في مؤسسة "أفريكا فاينانس كوروبوريشن"، وجيمس زان، مدير أول شؤون الاستثمار والمشاريع في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد".
وفي بداية الجلسة ناقش الدكتور ثاني الزيودي سؤالًا طرحته الإعلامية العالمية ماريا راموس حول نجاح دولة الإمارات بتحقيق نسبة نمو كبيرة في التجارة الدولية قدرها 78% على أساس سنوي، وأشار بداية إلى أن التحول في الجاذبية الاقتصادية على مستوى العالم يوفر فرصة لدولة الإمارات لترسّخ مكانتها كلاعب رئيسي في سلسلة القيمة العالمية.
وعلاوة على ذلك، توقع أن يتكلف الاقتصاد العالمي ما يقرب من 3 تريليونات دولار أمريكي بحلول عام 2025، بسبب تنامي توجهات الحمائية في جميع أنحاء العالم، والتي تسارعت وتيرتها بسبب الوباء، وحتى تتمكن دولة الإمارات من تجنب التأثير السلبي لهذه الاتجاهات فإنها تعمل على صياغة تعريف جديد لسلاسل التوريد، وإقامة شراكات جديدة.
وأضاف الدكتور ثاني الزيودي أن دولة الإمارات تمكنت من تحقيق نمو ملحوظ بنسبة 17% في الأنشطة التجارية في عام 2022، لتصل إلى 2.3 تريليون درهم، كما أبرمت دولة الإمارات أيضا ثلاث اتفاقيات تجارية جديدة مع شركائها، إضافة إلى الاتفاقيات القائمة داخل العالم العربي.

وأكد الدكتور الزيودي أيضًا التزام دولة الإمارات بالاستدامة، مشيرًا إلى أن 25% من إجمالي الطاقة في دولة الإمارات تأتي من مصادر الطاقة النظيفة، و75% من أنظف مصادر الطاقة التقليدية. وأعرب الدكتور الزيودي عن ثقته بقدرة دولة الإمارات على الاستمرار في جذب الاستثمارات، وتحقيق نمو تجاري قوي في العام المقبل.

من جانبها، سلطت سمايلا زبيرو، الرئيس التنفيذي بمؤسسة "أفريكا فاينانس كوروبوريشن"، الضوء على توقعات نمو سوق النقل الكهربائي إلى 50 مليار دولار بحلول عام 2050، والحاجة إلى توفير 2.5 مليون طن من المعادن لإنتاج السيارات الكهربائية والبطاريات، والتي يوجد الكثير منها في إفريقيا. وأكدت سمايلا الحاجة إلى تحسين طرق المعالجة وإحياء أسواق الكربون الطوعية خلال مؤتمر الأطراف (كوب 28)، وتوجهت بنداء إلى الشركات لحثّها على المشاركة في تحقيق أهداف الحياد المناخي والوصول إلى مستوى الصفر في الانبعاثات الكربونية.
من جهته، تناول كريس كوكس، الرئيس العالمي للتجارة وحلول رأس المال في مجموعة "سيتي"، تحديات سلسلة التوريد العالمية، وأكد أهمية الرقمنة والحوافز اللوجستية، لا سيما أن التجارة لا تزال مجزأة. وتطرق كوكس أيضًا إلى النمو الكبير في حلول تمويل سلسلة التوريد. وأشار كوكس إلى أهمية دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال وكالات التنمية التي تركز على الاستدامة، ومنها التزام مجموعة "سيتي" بزيادة رأس المال المتاح لهذه الفئة من الشركات.

ونوّه جيمس زان، مدير أول شؤون الاستثمار والمشاريع في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد"، إلى أنه يمكن تعزيز التجارة العالمية لتحقيق النمو المستدام من خلال الاستثمار. وأضاف أنه على الرغم من الاتجاهات الأخيرة الدالة على التباطؤ والعولمة الهشّة، لا يزال هناك طلب على التمويل من التحول المناخي والنمو السريع. وأشار إلى أن الاستثمار المدفوع بالسياسات، مثل استثمار الاتحاد الأوروبي البالغ 300 مليار دولار أمريكي، وجهود الولايات المتحدة في إفريقيا، تسهم في دفع الأمور إلى الأمام.

تجدر الإشارة إلى أن النسخة الثانية من مؤتمر إنفستوبيا 2023 يأتي هذا العام تحت عنوان "استشراف الفرص في عصر التغيرات"، ويناقش ثلاثة محاور وهي: استشراف الفرص في اقتصاد اليوم، ومستقبل ثروات الدول، وفرص النمو للاقتصاد منخفض الكربون. ويتضمن المؤتمر 35 جلسة وطاولة مستديرة، بمشاركة أكثر من 2،000 مندوب من الشخصيات المحلية والعالمية البارزة من مستثمرين ومسؤولين حكوميين وصانعي القرار ورواد الأعمال الذين ينتمون لأكثر من 40 دولة.

و "إنفستوبيا" هي منصة عالمية تهدف لتحفيز الاستثمارات العالمية وتحقيق المزيد من النمو والابتكار بما يخدم رفاه وازدهار الأجيال القادمة. وتحظى "إنفستوبيا" بدعم من عدد من الشركاء المحليين والعالميين، من ضمنهم دائرة التنمية الاقتصادية- أبوطبي، "كريبتو دوت كوم"، مبادلة، ومكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، ومنتدى "سولت" لريادة الأعمال والاستثمار، مؤسسة التمويل الدولية، أي كونيكشنز، مصرف الإمارات للتنمية، مجموعة ''جي كي إس دي'' القابضة للاستثمار، وجمعية الشرق الأوسط للاستثمار الجريء.

وتمثل "إنفستوبيا" إحدى المبادرات الرئيسة ضمن «مشاريع الخمسين» التي أعلنتها حكومة دولة الإمارات عام 2021، والتي تهدف إلى بناء الاقتصاد الأفضل والأكثر ابتكارا في العالم. وتحت رعاية وزارة الاقتصاد ترسي "إنفستوبيا" دعائم جديدة، حيث يتعاون المستثمرون من حول العالم معًا لصياغة نماذج مبتكرة للبنية الاقتصادية المستقبلية وشراكات ستنتج فرصا استثمارية جديدة في الاقتصادات الجديدة.