أمريكا تطلق مناورة لأسبوعين في إندونيسيا مشاركة 5 دول ومراقبة 9 آخرين

عرب وعالم

اليمن العربي

تطلق الولايات المتحدة الإثنين مناورة لأسبوعين في إندونيسيا مشاركة 5 دول ومراقبة 9 آخرين.

ويبدأ آلاف الجنود الإندونيسيين والأميركيين مناورات عسكرية مشتركة، وصفتها واشنطن بأنها تهدف إلى تعزيز "التعاون الإقليمي"، وسط توتّرات متصاعدة مع الصين.

 

أمريكا تطلق مناورة لأسبوعين في إندونيسيا مشاركة 5 دول ومراقبة 9 آخرين

 


وتجري المناورات في جزيرة سومطرة الإندونيسية وفي جزر رياو، وهي مقاطعة إندونيسية مكوّنة من جزر صغيرة متناثرة بالقرب من سنغافورة وماليزيا.

ويوجد حاليًا 4 آلاف جندي أمريكي وإندونيسي على الأقل في الموقع، كما ستنضم إليهم قوات أسترالية وسنغافورية ويابانية.


وتشارك اليابان للمرة الأولى في هذه المناورات السنوية التي تحمل اسم "سوبر غارودا شيلد".

ويأتي ذلك في الوقت الذي تبدأ فيه رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي جولة آسيوية من الممكن أن تتضمّن تايوان، الأمر الذي من المتوقع أن يُسهم في تصعيد التوتّرات التي تشهدها العلاقات بين بكين وواشنطن.

وتبدي الولايات المتحدة وحلفاؤها الآسيويون قلقًا متزايدًا بشأن الوجود الصيني المتنامي في المحيط الهادئ. لكنّ واشنطن أكدت أنّ المناورات لا تستهدف أيّ دولة، حتى لو كانت هذا العام تكتسب أهمية أكبر من الأعوام السابقة.

وقال ستيفن سميث قائد القوات الأميركية المشاركة للصحافة في جاكرتا "يتعلق الأمر بتمرين لبناء الثقة والتماسك والتفاهم المتبادل وتنمية القدرات والقضايا الأخرى ذات الصلة". وأضاف "إنه تدريب عسكري وليس تهديدا لأي جهة كانت".

وتستمر المناورات حتى 14 أغسطس/آب وستتضمّن تدريبات للمشاة والبحرية والقوات الجوية.

وأعلن مسؤول إندونيسي أنه سيجري افتتاحها باحتفال تحضره كلّ الدول المشاركة الأربعاء.

وستشارك كندا وفرنسا والهند وماليزيا وكوريا الجنوبية وبابوا غينيا الجديدة وتيمور الشرقية وبريطانيا بصفة مراقب.

على أنغام تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية أعلنت الصين تنظيمها في مضيق تايوان، السبت، باتت بكين وواشنطن على شفا حفرة من خط المواجهة.

تلك المواجهة المتوقعة قابت قوسين أو أدنى، مع الزيارة المحتملة التي قد تُجريها رئيسة مجلس النوّاب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان التي تُطالب بكين بالسّيادة عليها، قريبة، في حدث ستزيد تبعاته الوخيمة على أجواء التوتّر بين الصين الغاضبة وأمريكا المتحفزة.
فبيلوسي وهي ثالث أرفع شخصيّة في الإدارة الأمريكيّة، يُحتمل أن تبدأ اعتبارًا من الجمعة جولة في آسيا قد تشمل محطّةً في تايوان، لكنّها ترفض تأكيد ذلك لأسباب أمنيّة.

وتُعتبر هذه المسألة حسّاسة بالنسبة إلى واشنطن، فرئيسة مجلس النوّاب الأمريكي شخصيّة محوريّة في الغالبيّة الديمقراطيّة للرئيس جو بايدن.


لكنّ زيارتها المحتملة للجزيرة ستشكّل خطوة إلى الأمام في المواجهة مع بكين، وهو ما يُنذر بتعقيد مهمّة الدبلوماسيّين الأمريكيّين الذين يسعون جاهدين لعدم تسمّم العلاقات مع العملاق الآسيويّ.

والجمعة أعرب وزير الخارجيّة الأمريكي أنتوني بلينكن عن أمله في أن تتمكّن الولايات المتحدة والصين من أن تُديرا "بحكمة" خلافاتهما في شأن تايوان، مضيفًا: "لدينا خلافات عدّة في شأن تايوان، لكن خلال أكثر من أربعين عامًا، تمكّنّا من إدارة هذه الخلافات وفعلنا ذلك بطريقة حافظنا عبرها على السلام والاستقرار وسمحت لشعب تايوان بالازدهار".

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أوضح الخميس، خلال اتّصال مباشر نادر مع نظيره الصيني شي جينبينغ، أنّ موقف الولايات المتحدة في شأن تايوان "لم يتغيّر" وأنّها "تُعارض بشدّة الجهود الأحاديّة لتغيير الوضع أو تهديد السّلام والاستقرار في مضيق تايوان".

من جهته، دعا شي نظيره الأمريكي إلى "عدم اللعب بالنار" بشأن تايوان، في وقتٍ وصف متحدّث باسم الخارجيّة الصينيّة الزيارة التي قد تُجريها بيلوسي للجزيرة بأنّها "خط أحمر".

وستكون المناورات العسكريّة المزمع إجراؤها السبت محدودةً جغرافيًا وستجري في المنطقة المجاورة مباشرةً للساحل الصيني. ولم يأتِ البيان الذي أصدرته بكين على ذِكر بيلوسي لكنّ الإشارة تبدو واضحة.

في المقابل، قال المتحدّث باسم البيت الأبيض للقضايا الاستراتيجيّة جون كيربي الجمعة، إنّ خطابًا كهذا يُحرّض على الحرب "من الجانب الصيني" ليس "مفيدًا حقًا". وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة لم تُلاحظ في هذه المرحلة أيّ نشاط عسكري خاصّ من جانب بكين تجاه تايوان.

وارتفع منسوب التوتّر الدبلوماسي بين البلدين بسبب زيارة لم يَجر تأكيدها بعد. وردًّا على سؤال الجمعة، رفضت بيلوسي الإجابة بوضوح، متحدّثة عن "أسباب أمنيّة". ولم يؤكد البيت الأبيض ولا بلينكن الجمعة أو ينفيان احتمال إجراء بيلوسي هذه الرحلة إلى تايوان أو حتّى إلى آسيا.

ويؤجّج الغموض الذي يكتنف وضع هذه الجزيرة الواقعة في بحر الصين، التوتّر بين واشنطن وبكين.

وتقول شبكة "سي إن إن"، إنه لم يصدر أي بيان لصالح أو ضد زيارة بيلوسي المحتملة من رئيسة تايوان تساي إنغ وين أو مكتبها، رغم أن رئيس الوزراء سو تسينج تشانغ قال يوم الأربعاء إن تايبيه "ممتنة للغاية لرئيسة البرلمان بيلوسي لدعمها القوي تجاه تايوان على مر السنين، وأن الجزيرة ترحب بأي ضيوف ودودين من الخارج".

ويقول المحللون إن الصمت النسبي يرجع إلى أن تايوان، وهي جزيرة ديمقراطية تتمتع بالحكم الذاتي ويبلغ عدد سكانها 24 مليون نسمة والتي يزعم الحزب الشيوعي الصيني الحاكم أنها جزء من أراضيها، تجد نفسها في موقف حرج.

وأشاروا إلى أن تايوان تعتمد على الأسلحة الأمريكية للدفاع عن نفسها ضد احتمال "غزو" الصين لها، لذلك لا تريد أن يُنظر إليها على أنها تثبط الدعم من أحد أقوى السياسيين في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، إذا بدت تايوان متحمسة للغاية بشأن إمكانية زيارة بيلوسي، كما يقول الخبراء، فإنها تخاطر بإذكاء غضب بكين.

وقالت وزارة الخارجية التايوانية، الخميس، إنها "لم تتلق أي معلومات محددة بشأن زيارة رئيسة مجلس النواب بيلوسي لتايوان" و"ليس لديها تعليق آخر على هذا الأمر".

وقال شخص مطلع على خطط بيلوسي إنها تخطط للمغادرة يوم الجمعة، بتوقيت الولايات المتحدة، للقيام بجولة في آسيا، مشيرًا إلى أن الرحلة ستشمل محطات توقف في اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة - لكن ما إذا كانت ستتوقف في تايوان لا يزال غير مؤكد.

وقال محللون سياسيون إن جزءًا من سبب عدم لفت انتباه السلطات التايوانية إلى الزيارة، هو أن القيام بذلك قد يساعد في صرف اللوم إذا تم المضي قدمًا في مثل هذه الرحلة - حيث يقولون إن بكين ستلقي باللوم على واشنطن، بدلًا من تايبيه، على الأرجح.

وقال وين-تي سونغ، أستاذ العلوم السياسية في برنامج دراسات تايوان بالجامعة الوطنية الأسترالية، إنه من مصلحة الحكومة التايوانية أن تظل على مستوى منخفض وتتجنب إعطاء تصور بأن تايوان تشجع بنشاط زيارة بيلوسي.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أنه "إذا ظلت تايوان صامتة وجاءت بيلوسي، فمن المرجح أن يُقرأ على أنه قرار اتخذته الولايات المتحدة أو بيلوسي، لكن إذا دعت تايوان علانية للزيارة، فإنه يمكن لبكين أن تضعها في إطار مؤامرة من قبل تايوان".

وأشار إلى أن مثل ذلك السيناريو، سيضع البلدان في المنطقة - مثل اليابان أو كوريا الجنوبية أو حتى أستراليا - أقل تعاطفًا مع تايوان إذا شعرت أن تايوان تخلق مشكلة من العدم.

وفي حين غطت وسائل الإعلام الدولية على نطاق واسع زيارة بيلوسي المحتملة، إلا أنها بالكاد تصدرت عناوين الصحف في تايوان هذا الأسبوع، فيما ركزت الأخبار التايوانية في الغالب على الفضائح المحيطة بالانتخابات المحلية المقبلة وأكبر التدريبات العسكرية السنوية في الجزيرة.

وقال وانغ تينغ يو، النائب التايواني من الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم، إن هذا يرجع جزئيًا إلى أن الجماهير التايوانية أصبحت معتادة على تهديدات بكين - التي كانت لديها خطط في الجزيرة منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية، قبل أكثر من سبعة عقود.

من جانبه، قال بريان هيو، وهو أمريكي تايواني يعيش في تايبيه أسس مجلة نيو بلوم، التي تغطي السياسة التايوانية، إن الشعب التايواني ليس قلقًا بشكل عام بشأن التداعيات المحتملة لزيارة بيلوسي، كون بكين وجهت تهديدات مماثلة في الماضي.

وأشار إلى أن "تهديدات الصين تحدث بوتيرة متكررة تجعلها تشبه بمثابة الضجيج في الخلفية، وبالتالي فإن الناس هنا في الواقع لا يفكرون حقًا في ذلك بجدية بشأن احتمال حدوث تداعيات من زيارة بيلوسي".

في الوقت نفسه، يحذر المحللون من تفسير عدم وجود رد فعل رسمي من تايوان على أنه يعني أنها غير مدركة للمخاطر المحتملة التي يجب أن تزورها بيلوسي.

وقال معلقون إنه مع تزايد الضجيج حول رحلتها المحتملة، سيشعر كل جانب أنه بحاجة إلى التمسك بمواقعه لتجنب الظهور بمظهر ضعيف.

ونوقش الأمر مطولًا في مكالمة هاتفية الخميس بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والزعيم الصيني شي جين بينغ - الذي حذر من "أولئك الذين يلعبون بالنار سيهلكون بها"، حسب بيان قدمته صحيفة "تشي".

وقال محللون إنه إذا لم تأت بيلوسي، فإن الولايات المتحدة تخاطر بالظهور وكأنها خائفة من رد فعل الصين المحتمل. وفي الوقت نفسه، فإن التكهنات المتزايدة بشأن ما قد تفعله الصين للرد قد تدفع بكين إلى الزاوية حيث شعرت أنه يتعين عليها القيام بشيء لتجنب فقدان ماء الوجه إذا استمرت الزيارة.

وقال هيو: "في هذه المرحلة من الزمن، نظرًا لوجود الكثير من التعليقات والمناقشات حول كيفية رد فعل الصين، أعتقد أن الصين ملزمة بالرد في هذه المرحلة، لذلك أعتقد أنه سيكون هناك نوع من رد الفعل من الصين، وستحاول جعل الأمر يبدو كما لو كان أكثر أهمية بكثير".