كل ما تريد معرفته حول "سلطان النيادي"

بروفايل

اليمن العربي

أصبح سلطان النيادي، أول رائد فضاء عربي سيقضي مهمة طويلة تستغرق 6 أشهر في محطة الفضاء الدولية العام المقبل.

كل ما تريد معرفته حول "سلطان النيادي"

 

جاء ما سبق، بعدما أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اختيار "النيادي" ليكون أول رائد فضاء عربي يقضي المهمة سالفة الذكر.

 

وكتب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عبر حسابه الرسمي في "تويتر": "من بين مجموعة من رواد الفضاء الإماراتيين في مركز محمد بن راشد للفضاء، تم اختيار سلطان النيادي ليكون أول رائد فضاء عربي سيقضي مهمة طويلة تستغرق ٦ أشهر في محطة الفضاء الدولية العام المقبل بإذن الله.. شبابنا رفعوا رؤوسنا للسماء.. حيث مكان ومكانة دولة الإمارات المستحقة".

في عام 2021، أتم رائد الفضاء سلطان النيادي بنجاح السنة الأولى من التدريبات في مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة ناسا، وهو جاهز حاليا للعمل بصفة مشغِّل على متن محطة الفضاء الدولية.

"النيادي" أنهى التدريبات في مختبر الطفو المحايد، وتقييما حول استخدام بدلة السير في الفضاء EMU، وصيانة محطة الفضاء الدولية، وإنقاذ رواد الفضاء في حالات الطوارئ ICR، وأكمل حصصا نظرية وتدريبات عملية على طائرة (تي-38).

وحصل "النيادي" على شارة رواد الفضاء من مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة ناسا، بعد إتمام تدريباتهما العامة التي استمرت نحو 20 شهرا.

 

وهو رائد فضاء إماراتي، كان احتياطيا لهزاع المنصوري في أول مهمة علمية مأهولة إلى الفضاء لدولة الإمارات العربية المتحدة، على متن محطة الفضاء الدولية في 25 سبتمبر/أيلول 2019 تحت شعار "طموح زايد".

وُلد "النيادي" في 23 مايو/أيار 1981 في منطقة أم غافة (30 كيلومترا جنوب شرق مدينة العين التابعة لإمارة أبوظبي)، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي، وتميز في تعليمه وتفوق بين زملائه. وتبعا لخطى والده، الرجل العسكري، التحق "النيادي" بالقوات المسلحة التي ابتعثته لدراسة هندسة الاتصالات.

بدأ مشواره العلمي العالي في المملكة المتحدة، تحديدا في جامعة برايتون، وحصل على شهادة البكالوريوس في هندسة الاتصالات وتقنية المعلومات.

بعدها، رجع "النيادي" إلى دولة الإمارات، وبدأ العمل بالقوات المسلحة، ليناديه شغفه بالتعليم مرة أخرى ويتوجه إلى أستراليا هذه المرة، لتلقي شهادة الماجيستير عام 2008 في تخصص أمن المعلومات من جامعة جريفيث الأسترالية.

ومن ثم، عاد "النيادي" كمهندس أمن شبكات لدى القوات المسلحة، وزار بحكم عمله أكثر من 20 دولة حول العالم.

في بداية عام 2012 دعاه الشغف مرة أخرى إلى الدراسة لاستكمال علمه في نفس مجاله أمن المعلومات، وعاد إلى أستراليا لمدة 5 سنوات حصل في نهايتها على درجة الدكتوراه في تخصص منع تسريب المعلومات، ونشر خلالها 6 أبحاث في مواقع عالمية متخصصة.

ويعتبر سلطان النيادي هو أحد رواد الدفعة الأولى لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي أطلقه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في العام 2017، لتدريب وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين، وإرسالهم إلى الفضاء لتنفيذ مهام علمية مختلفة.

وتم اختيار "النيادي" من ضمن أكثر من 4 آلاف متقدم للبرنامج، بعد سلسلة اختبارات ذهنية وبدنية في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها.

وساعد تحصيله العلمي، وهو دكتوراه في تكنولوجيا المعلومات (منع تسريب المعلومات)، وحبه وشغفه بالرياضة بشكل عام ورياضة الجوجيتسو بشكل خاص، أن يكون في مقدمة المرشحين، ويجتاز اختبارات برنامج الإمارات لرواد الفضاء بتفوق، إذ استطاع أن يجمع ما بين القدرات الذهنية العالية، واللياقة البدنية المطلوبة.

وفي إطار اتفاقية مركز محمد بن راشد للفضاء، ووكالة الفضاء الروسية روسكوزموس في الجمهورية الروسية الاتحادية لتدريب رواد الفضاء الإماراتيين، توجه "النيادي" في سبتمبر/أيلول 2018 إلى روسيا، بهدف تلقي التدريبات اللازمة لمهمة 25 سبتمبر/أيلول 2019.

وتحضيرا للمهمة، خضع "النيادي" لمجموعة من التدريبات، صُممت خصيصا لتتناسب مع متطلبات المهمة ومدتها، حيث بدأ تدريباته في 3 سبتمبر/أيلول بمركز "يوري جاجارين" لتدريب رواد الفضاء بمدينة النجوم في موسكو، بناء على اتفاقية مع وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس.

كما تلقى "النيادي" تدريبات في هيوستن بولاية تكساس الأميركية، وكولن في ألمانيا، ضمن اتفاقيات شراكة مع كبرى الوكالات الفضائية، وهي ناسا، والوكالة الأوروبية (إيسا)، واليابانية (جاكسا).

شمل البرنامج التدريبي جميع أقسام ووحدات محطة الفضاء الدولية، وكيفية استخدام الأجهزة والمعدات الموجودة داخلها، كما تلقى "النيادي" تدريبات على الحالات الطارئة، التي قد تحدث على متن المحطة الدولية، منها الحريق، وانخفاض مستوى الضغط، وتسرب غاز الأمونيا.

كذلك خضع "النيادي" لتدريبات النجاة في حال الهبوط الاضطراري للكبسولة في غابة شديدة البرودة، وتدرب على بدلة الفضاء التي يصل وزنها إلى 10 كيلوجرامات، وعلى كيفية ارتدائها في بيئة منعدمة الجاذبية.

وتدرب "النيادي" أيضا على القيام بمهام يومية، مثل تحضير الطعام، وكيفية استخدام الكاميرا لتوثيق الأحداث، والتقاط صور للأرض، والتواصل مع المحطات الأرضية، وغيرها من الأمور اليومية التي قام بها خلال فترة المهمة.

بلغ عدد مجموعة الدورات التدريبية أكثر من 90 دورة، ووصل عدد ساعاتها إلى أكثر من 1.400 ساعة.

 

سيكون الانطلاق في ربيع عام 2023، ضمن مهمة ناسا وسبيس إكس 6-Crew، على أن تدوم 6 أشهر.

وتعتبر هذه المهمة الأولى طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب، وخلالها سيتم إجراء تجارب علمية معمقة ومتقدمة، ستوفر نتائج قيمة للمجتمع العلمي.

وعند اكتمال المهمة، ستصبح دولة الإمارات الـ11 عالميا بين الدول التي تنجز مهمة طويلة الأمد في محطة الفضاء الدولية.