تيك توك يرفض المساعدة بتحقيقات جرائم الحرب في أوكرانيا‎‎

تكنولوجيا

اليمن العربي

تبذل شبكة الفيديوهات تيك توك قصارى جهدها لتقاوم المطالبات لها بالاحتفاظ وتسليم أي محتوى مصور على المنصة يمكن الاعتماد عليه في تحقيقات بشأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث يرى محامون وحقوقيون أن التطبيق الصيني يعتبر من مصادر المعلومات الهامة لإثبات ما قامت به روسيا في أوكرانيا، وهو ما يصفونه بأنه ”جرائم حرب“.

 

الشهرة الواسعة التي يتمتع بها تيك توك بين المراهقين وصغار السن بروسيا وأوكرانيا جعلت منه كنزا من المواد الفيلمية التي توثق مجريات الأحداث في أوكرانيا، والتي من الممكن كذلك أن تعتمد عليها القضايا التي يتم تجهيزها لاتهام روسيا بارتكاب جرائم ضد البشرية داخل أوكرانيا.

 

وواجهت شركة ”بايتدانس“، الشركة المالكة لتيك توك، انتقادات حادة بشأن بطء تعاملها وردها على الطلبات المقدمة إليها بشأن إجراء تحديثات برمجية على المنصة، بحيث تسمح للمستخدمين أرشفة المحتوى المصور وسهولة التأكد من حقيقته، إلى جانب تسهيل وصول واستخدام مؤسسات المجتمع المدني للمنصة.

 

وأشار ضياء كايالي، مدير مساعد في مؤسسة Mnemonic غير الهادفة للربح التي تستهدف جمع وتوثيق أدلة رقمية على انتهاكات حقوق الإنسان، إلى وجود مخاوف عميقة بشأن تعامل تيك توك مع الفيديوهات الخاصة بالأوضاع الأوكرانية، خاصة مع خلفيته الصينية، فهناك قلق مباشر نابع من قدرة الحكومة الصينية على الوصول لتلك البيانات بسهولة، بحسب تصريحات ”كايالي“ لموقع فاينانشيال تايمز.

 

حتى الآن، رفضت الحكومة الصينية إدانة العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، ودعمت بشكل كامل شكاوى ومخاوف موسكو بشأن مساعي حلف الناتو التوسعية.

 

يُذكر أن تيك توك قد اعترفت من قبل بحجبها بعض المحتوى المتعلق بوقائق وموضوعات سياسية تتعلق بالداخل الصيني، مثل محتوى متعلق بالأحداث الدموية بميدان تيانانمين في الصين.

 

وأكد الخبراء أن تيك توك يعد واحدة من المنصات الاجتماعية الهامة التي يمكن الاعتماد عليها بشكل رئيسي لجمع أدلة حول العديد من أشكال الانتهاكات لحقوق الإنسان، إلا أنها في نفس الوقت تعتبر المنصة الأكثر إثارة للجدل نظرا لعدم وضوحها حول طريقة تعاملها وتخزينها للمواد المصورة التي يشاركها المستخدمون.

 

طريقة عرض المحتوى على تيك توك لا تعتمد على الترتيب الزمني، كما هو الحال في أغلب منصات التواصل الاجتماعي، كما أن 90% من الفيديوهات التي ترى المنصة بأنها مخالفة لقواعدها، لا يتمكن عدد يُذكر من المستخدمين من مشاهدتها قبل حذفها.

 

وأوضح المحامي الجنائي الدولي راكيل ليورينتي، مدير قطاع القانون والسياسات بمؤسسة Witness غير الهادفة للربح، أن طريقة تعامل تيك توك مع المحتوى تشكل عواقب وخيمة للتحقيقات القانونية بشأن جرائم حقوق الإنسان.