"النصر قبل المفاوضات".. أوكرانيا تضع شروطا لإنهاء الحرب

عرب وعالم

اليمن العربي

رغم مرور قرابة 4 أشهر على الأزمة الأوكرانية إلا أن الحرب التي "أرهقت" بلدانًا عدة لم تضع أوزارها بعد، وسط تعثر سبيل المفاوضات.

 

وفيما بات الحديث عن سبل إنهاء تلك الأزمة الشغل الشاغل لسياسيين وقادة بعض دول العالم، حدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، شروطًا لذلك، أبرزها "انتصار" كييف قبل أي اتجاه نحو المفاوضات.

 

وقال الرئيس الأوكراني في تصريحات لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية اليومية، إنه يجب أن يكون النصر قبل كل شيء في ساحة المعركة، مشيرًا إلى أن بلاده بحاجة إلى كمية من الأسلحة توازي على الأقل تلك المتوافرة للروس.

 

وأضاف زيلنسكي: "في الوقت الحالي، لا يمكننا المضي قدمًا بطريقة قوية من دون تحمّل خسائر فادحة، داعياً حلفاء أوكرانيا الغربيين إلى توفير المزيد من الأسلحة لأوكرانيا".

 

الانتصار أولا

 

ورداً على سؤال حول ما الذي تعتبره أوكرانيا "انتصارًا" في الحرب؟، رأى زيلنسكي أن عودة الوضع إلى ما كان عليه قبل "الهجوم" الروسي في 24 فبراير/شباط الماضي، سيكون "انتصارًا جدياً مؤقتًا" قبل نهاية "احتلال" البلاد بالكامل، على حد قوله.

 

وعقب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014 نشب النزاع مع الانفصاليين الموالين لروسيا، الذين سيطروا على مساحات واسعة من الأراضي في شرق أوكرانيا، قبل بدء الهجوم الروسي.

 

ورداً على سؤال عن المحادثات مع روسيا المتوقفة منذ نهاية مارس/آذار، أجاب الرئيس الأوكراني بأنه لم يغيّر موقفه من حقيقة أن أي حرب يجب أن تنتهي على طاولة المفاوضات.

 

وقال: "أنا مستعد للمحادثات المباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سواء رغبت بذلك أم لا، لكن إذا كنا سنناقش إنهاء الحرب وليس أي شيء آخر"، مضيفًا: "أنا مستعد لذلك.. أعتقد أنه لا يوجد أحد آخر للتحدث معه في روسيا".

 

لكن ماذا عن الوضع الميداني؟

 

بحسب صور جديدة التقطتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" الإثنين، فإن ضربات عسكرية روسية استهدفت مستشفيين اثنين على الأقل في مدينتي سيفيرودونتسك وروبيزني الأوكرانيتين.

 

وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إنه تم تدمير أجزاء كبيرة من سيفيرودونتسك بسبب القتال بين القوات الأوكرانية والروسية، مشيرة إلى أن الأوكرانيين حافظوا على مواقعهم الدفاعية في المدينة، وأحبطوا حتى الآن محاولات الروس للاستيلاء على المدينة.

 

وفي وسط سيفيرودونتسك، تم تدمير عدد من المباني في مجمع المستشفيات، فيما شوهد صليب أحمر كبير مرسوم على السطح وقد دُمر، بحسب الشبكة الأمريكية، التي أشارت إلى تدمير مستشفى آخر في جنوب روبيزني، بالإضافة إلى تدمير المباني المحيطة بها، بما في ذلك شركة أدوية.

 

من جانبه، قال رئيس الإدارة العسكرية لمدينة سيفيرودونتسك إن الوضع العسكري في سيفيرودونتسك "صعب باستمرار"، مشيرًا إلى أن القوات الأوكرانية عززت مواقعها وأبقت الحدود في المدينة.

 

وتابع أولكسندر ستريوك في تصريحات للتلفزيون الرسمي الأوكراني، أنه: "القتال لا يهدأ.. يرمي الروس المزيد والمزيد من القوات؛ تتركز هنا الكثير من المدفعية والمعدات، وتهاجم المدينة. يحاولون التقدم ونحن نوقفهم ".

 

ممران روسيان

 

يأتي ذلك، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها هيأت شروطا لممرين إنسانيين بحريين للسماح بالحركة الآمنة للسفن في البحر الأسود وبحر آزوف.

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية، في البيان، إن الاتحاد الروسي يتخذ مجموعة كاملة من الإجراءات لضمان سلامة الملاحة المدينة في مياه البحر الأسود وبحر آزوف"، مشيرة إلى أنه "لا يزال هناك خطر على الملاحة وإلحاق أضرار بالبنية التحتية للموانئ من انجراف الألغام الأوكرانية التي انتزعت من المراسي على طول ساحل دول البحر الأسود.

 

وبحسب البيان الروسي، فإن الممر الإنساني البحري في بحر آزوف سيعمل على مدار الساعة للسماح للسفن بالخروج من ميناء ماريوبول.

 

في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن ممرًا بحريًا إنسانيًا سيعمل خلال ساعات العمل لمغادرة موانئ خيرسون وميكولايف وتشورنومورسك وأوتشاكيف وأوديسا ويوجني في الاتجاه الجنوبي الغربي من البحر الإقليمي لجزر أوكرانيا.