هل تملكه الجزائر ومصر؟.. الحل السحري لاستغناء أوروبا عن الغاز الروسي

اقتصاد

اليمن العربي

وسط استمرار ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا، تبحث دول القارة العجوز عن بدائل للغاز الروسي، آملين في قدرة أفريقيا على أن تكون موردا بديلا.

 

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا

 

زعزعت حرب أوكرانيا ثقة الدول الأوربية في روسيا، والتي تعتمد عليها بشكل كبير في تأمين حاجتها من الطاقة وخاصة الغاز.

 

ومع شعور أوروبا بمدى اعتمادها على الغاز الروسي، الذي تلوح به موسكو كسلاح في ردها على العقوبات الغربية، تسعى الدول الأوروبية جاهدة إلى إيجاد بدائل للغاز الروسي.

 

ووسط هذا الشعور الأوروبي المتنامي عن نوايا روسيا، تسود القارة توقعات باستمرار ارتفاع أسعار الغاز، في ظل اعتمادها على الغاز الروسي.

 

ارتفعت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي في تعاملات أوروبا الأربعاء، لليوم الثاني على التوالي في ظل تراجع إمدادات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب المارة بأراضي أوكرانيا، وحدوث عدة انقطاعات للكهرباء في منشآت لإنتاج الغاز الطبيعي في النرويج مما أدى إلى تراجع الطاقة الإنتاجية.

 

وبحسب شركة تشغيل شبكة خطوط أنابيب الغاز الطبيعي في أوكرانيا، فإن الطلبيات على الغاز الروسي عبر هذه الخطوط كانت اليوم أقل بنسبة 11% بعد تراجعها أمس، حيث أكدت شركة تصدير الغاز الطبيعي الروسي جازبروم هذا التراجع، لكنها أكدت أن كمية الإمدادات متماشية من طلب العملاء.

 

وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن الحرب الروسية ضد أوكرانيا لم تؤثر حتى الآن على تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا، والذي يمثل حوالي 40% من إجمالي واردات دول القارة، حيث زادت الكميات التي يتم ضخها إلى أوروبا في بعض الأيام عن مستويات ما قبل بدء الغزو يوم 24 فبراير/شباط الماضي.

 

وارتفع سعر العقود الآجلة للغاز الهولندي وهي العقود القياسية للسوق الأوروبية بنسبة 3% إلى 105.32 يورو لكل ميجاوات/ساعة، تسليم الشهر المقبل. كما ارتفع سعر الغاز البريطاني الأربعاء بنسبة 0.9%.

 

الغاز الجزائري بديلا للروسي

 

في هذا الإطار يجري الحديث عن إحياء مشروع خط أنابيب الغاز "ميدكات MidCat" لنقل الغاز الجزائري من إسبانيا إلى فرنسا، وهو ما يمكن أن يساهم في استغناء أوروبا عن الغاز الروسي.

 

وألمانيا التي تستورد حوالي 55% من حاجتها للغاز الطبيعي من روسيا، تدعم بشدة استكمال مشروع خط أنابيب الغاز من إسبانيا إلى جنوب فرنسا الذي توقف عام 2019.

 

وقال السفير الألماني في مدريد، فولفجانج دولد، في مقابلة مع صحيفة "لا فانغارديا" الإسبانية، نشرت الثلاثاء (29 مارس/ آذار 2022) ، إن ألمانيا تدعم تماما خط أنابيب ميدكات MidCat".

 

وقد توقف مشروع خط الأنابيب هذا والذي تبلغ طاقته السنوية 7,5 مليار متر مكعب قبل ثلاث سنوات، لأنه كان يعتبر غير ذي جدوى اقتصادية آنذاك، وبسبب إمدادات الغاز الطبيعي الأرخص من روسيا.

 

لكن مع حرب أوكرانيا وبحث أوروبا عن بدائل للغاز الروسي، تغير الموقف من هذا المشروع، الذي لا يزال هناك 226 كيلومترا منه ويحتاج عامين من العمل ليكتمل.

 

وتريد إسبانيا من الاتحاد الأوروبي أن يمول المشروع. وأكد دولد على أهميته بالقول إننا "نعتقد أن شبه الجزيرة الإيبيرية تقدم بديلاً ويمكن أن تساهم في تنويع" مصادر الغاز.

 

الغاز المصري بديلا للروسي

 

وفقا لتقرير نشرته صحيفة "الكوريو" الإسبانية في فبراير/شباط الماضي، فإن الغاز المصري يلعب دوراً هاماً في تأمين احتياجات القارة العجوز من الطاقة.

 

وأوضحت أن أوروبا ستلجأ بشكل أكبر للحصول على الغاز الطبيعى حال تدهور الصراع بين أوكرانيا وروسيا، الذى أصبح لا يهدد المواطنيين الذين عانوا من الدمار الذى خلفته الحرب منذ 8 سنوات، بل أيضا يهدد الاتحاد الأوروبى الذى يضع اعتماده حالياً على الغاز الروسى.

 

وأشارت الصحيفة على موقعها الإلكترونى، إلى أن مصر فى قائمة الدول البديلة لروسيا بالنسبة للاتحاد الأوروبى للحصول على الغاز الطبيعى، حيث أن الإمداد من موسكو، عبر شركة جازبروم، يمثل- وفقًا لبيانات يوروستات- أكثر من 40% من واردات الطاقة السنوية.

 

 وبحسب الصحيفة فإن إجمالي صادرات الغاز الطبيعي المصرى بلغت 3.5 مليون طن، خلال النصف الأول من العام المالي 2021-2022، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 7.5 مليون طن بنهاية العام المالي الحالي.

 

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أن الدول السبع والعشرين ستكون قادرة على مواجهة تخفيضات محتملة في إمدادات الغاز الروسي في حال تفعيل العقوبات الدولية ضد موسكو، نتيجة اعتداءها على أوكرانيا، مضيفة خلال تصريحات صحفية "لقد درسنا جميع الخيارات المحتملة إذا اختارت روسيا استخدام الطاقة كوسيلة ضغط ويمكنني القول إننا آمنون لهذا الشتاء".