مزارعو اليمن يقاومون ألغام"الحوثي".. إنتاج وفير في رمضان

أخبار محلية

اليمن العربي

يزداد النشاط الزراعي لمزارعي اليمن كثيرًا في شهر رمضان، إذ يفتح شهر الصوم،أبواب الرزق، نظرا لزيادة الطلب على المنتجات الزراعية.

 

وخلفت حرب مليشيات الحوثي تحديات عديدة أمام المزارعين في اليمن كارتفاع تكاليف الوقود وزرع الحقول الزراعية بالألغام، لكن بعضهم سعى لتطوير آليات الزراعة من قبيل استخدام الطاقة الشمسية.

 

ويتحول أغلب المزارعين اليمنيين، إلى زراعة المنتجات التي يقبل على شرائها الصائمين، كالبطيخ والبقوليات، والمحاصيل النقدية المرتبطة بموائد الإفطار.

 

محمد علي سويدان، أحد مزارعي البطيخ في الساحل الغربي، يقول إن شهر رمضان يعتبر أفضل الشهور وأكرمها، لذا يحرص المزارعين، لا سيما الصغار منهم، على إنتاج المحاصيل التي تكون جزاء من موائد الإفطار الرمضانية.

 

وبحسب المزارع سويدان فإن اختياره لزراعة البطيخ تحقق انتعاشا في المبيعات خلال شهر الصوم.

 

كما أن البطيخ لا يحتاج إلى فترة طويلة من الانتظار من أجل نضوج ثماره، بحسب سويدان، الذي يقول إنه بدأ بزراعة هذا الصنف من الفاكهة في شهر فبراير من العام الحالي، وصادف موسم الحصاد حلول شهر رمضان، في عملية حسابية أعدت مسبقا.

 

موسم للحصاد

 

كما يتضاعف نشاط المزارعين في شهر رمضان، لاسيما في المناطق الريفية، حيث يحرصون على تنمية محاصيلهم الزراعية، أملا في الحصول على مردود مالي جيد.

 

محمد علي دهيش مزارع آخر يقول، إن العديد من الأشخاص يعتقدون أن نشاط المزارعين يقل خلال شهر رمضان وهو اعتقاد خاطئ لا سيما إذا عرفنا أن موسم رمضان، موسما للرزق.

 

يصف المزارع اليمني، ثلاثيني، مبيعات مزرعته غربي محافظة تعز على ساحل البحر الأحمر من ثمار البطيخ بالجيدة، لكنه يرفض إعطاء أرقام معينة عن الكميات التي رفد بها أسواق الساحل الغربي لليمن.

 

وعلى مدى السنوات الماضية، اكتسب المزارعين اليمنيين خبرات كبيرة، في مواعيد إمدادات الأسواق بالمنتجات الزراعية، وتوجهات المستهلكين خصوصا خلال شهر رمضان.

 

وبحسب المزارع سعيد عبدالله، فإن شهر رمضان من الأشهر التي يحسب لها المزارعين ألف حساب، إذ أن المنتجات الزراعية، تشهد إقبالا غير مسبوق، ما يحقق انتعاشاً للمزارعين.

 

ويرى أن البقوليات لاسيما "الفجل بأنواعه" من الخضروات التي تشهد إقبالا غير مسبوق عليها في شهر رمضان، ولذا تخصص أجزاء من المساحات المزروعة، لزراعة لتلك الأصناف.

 

ويؤكد أن شهر رمضان بالإضافة إلى أنه شهر العبادة، فهو أيضا شهر للرزق والبركة، و موسما للحصاد والبيع للكثير من المزارعين الصغار ومستوردي المنتجات الزراعية.

 

تحديات الحرب 

 

وبحسب خبراء، استخدام أنظمة الري الحديثة، المزودة بألواح الطاقة الشمسية، وأنظمة التقطير، عملت في تخفيض كلفة إنتاج الزارعة إلى قرابة 90%.

 

وهذا ما أكده مدير مكتب وزارة الزراعة اليمنية في مديرية المخا غربي محافظة تعز، محمد قليهط، بأن أكثر ما كانت تعانيه مؤسسات الدولة، هو الري بالغمر، مع ما تتسبب به تلك الطريقة، من هدر واسع للمياه الجوفية.

 

صوب زراعية

 

ويرى أن رغم إرتفاع أسعار الوقود، إلا أن عديد المزارعين سعوا لاستبدال مضخات الدفع القديمة العاملة بالديزل، بمنظومات الطاقة الشمسية، فضلا عن إستخدام أنظمة الري بالتقطير.

 

وبالعودة إلى المزارع محمد سويدان فيذهب إلى القول بأن التكلفة التشغيلية لري مزروعاته من البصل والبطيخ، تعد صفرية، إذ ما قورنت بأنظمة التشغيل القديمة العاملة بوقود الديزل.

 

ويرى أن تلك الأنظمة مكلفة جدا، وتستهلك ما يقارب من 70% من الأرباح، لكن أنظمة الري الحديثة تمنح المزارع نسب عالية جدا من العائدات، لا سيما أن أنظمة التقطير لا تتيح هدر مزيدا من المياه، وما يصاحب ذلك من قلة في تكاليف التشغيل.

 

ويعد مزارعو اليمن أكثر قطاع يتأثر بارتفاع أسعار الوقود ورغم استخدام الطاقة الشمسية كبديل ناجح لتشغيل مضخات المزارع إلا أن الكثير من المزارعين لازالوا يفتقروا لثقافة ترشيد استخدام المياه باعتبار البلد أحد أكثر البلدان المهددة بالجفاف.

 

وتشير منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، إلى تراجع استخدام الوقود في ري الزراعة من 18% في العام 2010 إلى 3% في العام 2018، في حين تتفاوت تسعيرة الوقود(الديزل المشغل لمضخات الزارعة) بين 25 دولار إلى 23 دولار للصفيحة الواحدة 20 لترا.