الربط الكهربائي بين مصر وقبرص.. ممر الطاقة "المتجدد" بالشرق الأوسط

اقتصاد

اليمن العربي

أبرمت مصر وقبرص مذكرة تفاهم لدراسة إنشاء مشروع الربط الكهربائي بين البلدين، الذي يوفر الربط المباشر لتبادل الكهرباء بينهما.

 

وقع الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر، السبت، مذكرة تفاهم مع وزارة الطاقة والتجارة والصناعة بجمهورية قبرص، لدراسة إنشاء مشروع الربط الكهربائي بين مصر وقبرص، والذي يوفر الربط المباشر لتبادل الكهرباء بين البلدين، بحضور الوفد المرافق له في زيارته لجمهورية قبرص لبحث أوجه التعاون المشترك فيما يخص الربط الكهربائي بين شبكات نقل الكهرباء فى مصر وقبرص.

 

أهداف متجددة استراتيجية

 

وأشارت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، في بيان، إلى أن المشروع يهدف إلى إنشاء شبكة ربط قوية بين مصر وقبرص لتحسين أمن الإمداد بالطاقة وتحفيز التعاون الإقليمي والرخاء، وإنشاء خطوط لنقل كميات ضخمة من الطاقة الكهربائية المولدة من الطاقة المتجددة وتعزيز المزيد من التطوير، وزيادة مشاركة الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة، إضافة إلى اعتبار المشروع أحد مشروعات البنية التحتية التي لها منافع عامة مشتركة.

 

كما أفاد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري بأن توقيع أول مذكرة تفاهم حكومية مع قبرص؛ يأتي في إطار التحضيرات اللازمة لتوقيع العقود النهائية الخاصة بمشروع الربط الكهربائي بين مصر وقبرص واليونان.

 

وأضاف شاكر أنه يجرى حاليًا الإجراءات النهائية لمراجعة الدراسات الخاصة بمشروع الربط الكهربائي مع قبرص واليونان، تمهيدًا للبدء في تنفيذ المشروع بقدرة 2000 ميجاوات، ومن الممكن أن تصل إلى 3000 ميجاوات، موضحا أن الربط مع قبرص يتيح لمصر إمكانية الربط مع دول أوروبا بالكامل بعد أن يتم الربط مع كريت ثم اليونان.

 

وأوضح شاكر أن الربط الكهربائي مع قبرص لتصدير الكهرباء قدرته 2000 ميجاوات وفقًا للدراسات الخاصة بالمشروع وسيتم تشغيله على مرحلتين بقدرة ألف ميجاوات لكل مرحلة، وسيكون عبارة عن خط مرور يسمح لأي دولة أخرى أن تستخدمه مقابل سداد رسوم مرور الطاقة لمصر بالعملة الصعبة.

 

حجر زاوية نحو التحول للاقتصاد الأخضر

 

من جانبها، قالت وزيرة الطاقة القبرصية ناتاشا بيليدس في أثناء مراسم التوقيع مع نظيرها وزير الكهرباء والطاقة المصري محمد شاكر، بالنسبة لقبرص، ينطوي الربط الكهربائي مع مصر، أحد أهم حلفائنا الاستراتيجيين في المنطقة، على إمكانية أن يصبح حجر زاوية لجهودنا في التحول نحو اقتصاد أخضر.

 

وأضافت أن تقوية شبكاتنا الكهربائية والسماح بمزيد من التكامل في مجال الطاقة المتجددة بالبلدين، وتحسين أمن إمدادات الطاقة لدينا والتمكن من أن نصبح مصدرين للطاقة، هي مجرد جزء يسير من الفوائد الملموسة.

 

وأبرمت مصر واليونان في الأسبوع الماضي اتفاقا مماثلا يهيئ المجال لمد كابل تحت المياه لنقل الكهرباء المتولدة من مصادر طاقة نظيفة من شمال أفريقيا إلى أوروبا، وهي البنية التحتية الأولى من نوعها في منطقة البحر المتوسط.

 

علاقات وطيدة وشراكة متميزة

 

وتجدر الإشارة إلى أن المشروع يمثل جزءًا مهمًّا من العلاقات والتعاون الاستراتيجي الحالي بين الطرفين، والذي يُعجل من تطوير ممر الطاقة من خلال زيادة إمدادات الطاقة الكهربائية لكل من مصر وقبرص، مع تحقيق التوازن في الطلب على الطاقة، وتحفيزًا للاستجابة للتحديات الخاصة بتغيير المناخ واعتبار المشروع خطوة مهمة للأمام لتحقيق التوافق المطلوب لدعم تكامل الطاقة المتجددة في شبكات الطاقة للدولتَين.

 

ويأتي ذلك في إطار علاقات الصداقة المتميزة بين مصر وقبرص التي أسهم في تعزيزها القرب الجغرافي والتمازج الحضاري والثقافي بين البلدَين، وتتسم العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والدبلوماسية بين مصر وقبرص بالعمق والعراقة؛ وهو ما نتجت عنه دومًا علاقات تعاون قوية ومتميزة.

 

وجدير بالذكر أن الربط الكهربائي بين شمال وجنوب المتوسط سوف يعمل على استيعاب القدرات الكهربائية الضخمة التي سيتم توليدها من الطاقات النظيفة التي تزخر بها القارة الأفريقية.