أسرة الفنان الجرادي تتعرض لضغوط قبلية

ثقافة وفن

اليمن العربي

ما زال ملف قضية مقتل الفنان اليمني الشاب نادر الجرادي منظوراً أمام المحاكم اليمنية، في وقت تتعرض فيه أسرته لضغوط من أجل تغيير مسار القضية إلى قتل "غير عمد".
وفي تصريح لـ"اليمن العربي" قال فؤاد الشرجبي مدير البيت اليمني للموسيقى أن هناك تدخلات وجهود قبلية حثيثه تسعى لتسوية الأمر مع أسرة الجرادي ومحاولة إعتبار أن قاتله لم يكن يقصد قتله، وأضاف:"ما يزال الجدال مستمراً في ظل غياب لدور الدولة وغياب الدور الحقيقي للقضاء في مثل هذه الظروف الإستثنائية".
ورغم أن قاتل الجرادي محتجز على ذمة القضية، لم يخف الشرجبي قلقه لجهة تحقق محاكمة عادلة أو حتى خروج الجاني تحت أي ظرف.
يقول الشرجبي:"لن نصمت نحن وجميع الفنانين والمثقفين عن أي محاولة لإهدارواو تمييع لقضية الفنان الشاب نادر الجرادي رحمة الله عليه".
وبعد مقتل الجرادي نهاية سبتمبر 2015 كان عدد من الفنانيين وأصدقاء الفنان نظموا عديد وقفات احتجاجية تنديداً بقتله، مساندين أسرة من أجل تطبيق العدالة والقصاص من قاتله.
ويعتبر الشرجبي أن مقتل الجرادي بالدرجة الأولى بسبب الإنفلات الأمني وإنتشار السلاح بيد الأطفال والمراهقين.
ويروي الشرجبي واقعة القتل قائلاً:"عندما ثار شجار بعد إنتهاء العرس بين أخو العريس ومهندس الصوت المرافق للفنان المرحوم نادر الجرادي قام اخو العريس وعمره تقريبا 18 عام بإشهار السلاح نحو مهندس الصوت في لحظة لا وعي بسبب نشوة القات على ما أعتقد، عندها حاول الفنان الجرادي التدخل لحماية مهندس الصوت، ولكن كانت الرصاصة أسرع في قتله وقتل فرحة العرس لتتحول الليلة السعيدة إلى ماساة ويتيتم أطفال فناننا الشاب".
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي تناقلت صورة للجرادي نشرت بعد مقتله بأيام، ويظهر في الصورة وهو يحتضن طفليه التؤام حاملاً كل منهما على أحد ذراعيه، وهي الصورة التي أثارت شجون محبي الفنان الراحل وحظيت برواج كبير.
إلى ذلك يرى الشرجبي أنه ومنذ إنتشار الحوثيين في البلاد لوحظ تراجع واضح للحركة الفنية كما تعددت مضايقات الفنانين ومنعوا في بعض الاحيان من ممارسة فنهم، مضيفاً:"تسبب ذلك في خروج وسفر عدد كثير من الشباب لخارج اليمن، أو بقائهم في البيوت بعيداً عن النشاط الفني والأضواء".
ويشير الشرجبي إلى أن بعض المطربين تعرضوا للإعتداء بسبب إحيائهم لحفلات الأعراس:"احتجزوا بشكل مهين لعدة أيام قبل أن يفرج عنهم نظير تعهدات بعدم الغناء مرة أخرى".
ولتلك الأحداث كانت عدداً من الصحف المحلية نشرت أبان مقتل الفنان الجرادي أن قاتله ينتمي لجماعة الحوثي وأنه قتل لرفضه تلحين الصرخة وهي الشعار الذي يردده الحوثيين.
غير أن أسرته ما لبثت أن نفت أي تورط لجماعة الحوثي في مقتل نجلها، مؤكدة أن خلاف بسيط على الأجر بين الفنان وأهل العريس  ما أدى إلى تصويب سلاح ناري من شقيق العريس تجاهه هو السبب وراء مقتله.
وقالت الأسرة في تصريحات صحفية أنه لا توجد أي صفحه رسمية للفنان الجرادي على موقع التواصل فيس بوك وأن كل الصفحات الموجودة بإسمه هي انتحال لشخصيته ومزوره، وطالبت الأسرة في تلك التصريحات بالقصاص الشرعي من الجاني.
من جانبه قال الشرجبي في تصريحه لـ"اليمن العربي":"نعلن تعاطفنا الكبير مع أسرة الجرادي لما تتعرض له من ضغوط من أجل التنازل والتسوية وحل القضية قبلياً".
ويعاقب القانون اليمني القاتل في حالة إرتكابه جريمة القتل العمد بالإعدام، فيما يعاقب بالدية من تسبب بالخطأ في موت شخص ويجوز فوق ذلك تعزير الجاني بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات او بالغرامة.
والجرادي هو واحد من أبرز الفنانين الشعبيين في اليمن، وبزغ نجمه خلال سنوات قليلة ليصبح أحد أشهر الفنانين الشباب في اليمن، ومثل خبر مقتله صدمة كبيرة لمحبيه في اليمن.