مدينة بولندية تصوت لهدم نصب تذكاري للجيش الأحمر

ثقافة وفن

اليمن العربي

ذكرت وكالة الصحافة البولندية، أن أعضاء مجلس بلدية مدينة "شيتسين" صوتوا لصالح هدم النصب التذكاري للجيش الأحمر في المدينة، لكن القرار النهائي لم يتخذ بعد.

وصوت لصالح هدم النصب التذكاري 23 عضوا في مجلس بلدية المدينة، عن حزبي "المنصة المدنية" و"القانون والعدالة"، بالإضافة إلى أنصار عمدة المدينة بيتر كشيستك، فيما صوت 3 أعضاء ضد هدم النصب.

يذكر أن النصب شيد في عام 2015، تعبيرا عن الامتنان للجيش الأحمر على تحرير البلاد من النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية، وقد دعت الأحزاب البولندية غير مرة إلى هدم النصب فيما بعد.

يذكر أن مجلس مدينة جيشوف جنوب شرق بولندا قرب الحدود الأوكرانية تجاهل مطالب بعض النشطاء بإزالة نصب تذكاري يعود للحقبة السوفيتية شيد وسط المدينة منذ عام 1950.

وقال ماسيج شلودنيكي المتحدث باسم إدارة المدينة لمصدر إعلامي بولندي: "شيد النصب التذكاري عام 1950 وسط المدينة، امتنانا للجيش الأحمر على مساهمته في الحرب العالمية الثانية ضد النازية".

وأضاف شلودنيكي: " من حرر مدينة جيشوف هو الجيش السوفيتي نفسه، وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها ولا تقبل الجدل، ما حدث بعد ذلك هو مسألة مختلفة، ولكن لا يمكن لأحد تغيير الحقائق"، "يجب عدم إزالة هذا النصب التذكاري، هذا لن يغير التاريخ".

وجاءت رسالة، ماسيج شلودنيكي ردا على تهافت مطالب عدد من النشطاء المعادين للشيوعية والنازية من بينهم الناشط فلودزيميرز نواك، وهو ناشط في مركز لمحاكمة الفاشية والشيوعيين، وطالب الناشط السلطات المحلية ومجلس المدينة بإزالة النصب التذكارية العائدة للحقبة السوفيتية، والذي اعتبر أن وجودها في المدينة بمثابة "سخرية من الشعب البولندي".

وأوضح الناشط نواك في بيان بعثه إلى مجلس جيشوف أن استمرار وجود النصب التذكاري في ساحة ضحايا "غيتو"، المكان الذي اعتقل فيه 15 ألفا من اليهود قبل إرسالهم إلى معسكرات الموت، بمثابة " تدنيس"، وذكر أنه ينبغي الاستعاضة عنه بلوحة تذكارية لضحايا الحرب العالمية الثانية.

وكان معهد الإرث التاريخي البولندي قد طالب مؤخرا السلطات المحلية بإزالة فورية لحوالي 500 نصب تذكاري في أرجاء المدينة تعود للحقبة السوفيتية، قبل سن قوانين تلزم بهدمهم.

من جهتهم، شدد أعضاء الجمعية التاريخية الروسية على عدم جواز هدم النصب التذكارية للعسكريين السوفييت في بولندا، وناشدوا البرلمان والمؤرخين في بولندا عدم السماح بتدمير الآثار السوفيتية.

وسبق أن أعلن رئيس المعهد البولندي للذاكرة الوطنية لوكاش كامينسكي عن مخطط للسلطات البولندية يقضي بتدمير أكثر من 500 تمثال يبرز معالم الامتنان للجيش السوفيتي الذي حرر بولندا من ألمانيا النازية.

تجدر الإشارة إلى أن هدم النصب التذكارية للمحاربين السوفييت في الدول الأوروبية، وخاصة بولندا، يثير انتقادات شديدة اللهجة عند موسكو.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أعلن في وقت سابق، أن بولندا أصبحت "الدولة الرائدة" في "السباق الأوروبي" لهدم وتدنيس النصب التذكارية السوفيتية.