تركيا تقتل السوريين ببطء وتحرمهم مياه الفرات

عرب وعالم

اليمن العربي

تركيا تقتل الناس ببطء في شمال شرق سوريا عبر تعطيشهم بقطع مجرى نهر الفرات، وفقاً لما بثته وكالة أنباء هاوار من صور تظهر حجم الأزمة، معنونة "هكذا انتهى نهر الفرات".

 

تظهر الصور ومقاطع الفيديو كيف انخفض منسوب نهر الفرات إلى مستويات قياسية، وكيف تحول النهر إلى مستنقع يهدد بكارثة إنسانية وبيئية ستحل بالنهر، بعد نحو ثلاثة أشهر من خفض تركيا منسوب نهر الفرات.

 

في السابع والعشرين من كانون الثاني الماضي، خفضت تركيا منسوب نهر الفرات المتدفق من أراضيها إلى الأراضي السورية من 500 متر مكعب إلى 200 متر مكعب في الثانية، مما أدى إلى انخفاض منسوب المياه وتحويله إلى مستنقع كبير. من الأوبئة بسبب الأصداف والمحار النهرية فيه.

 

وتظهر الصور ومقاطع الفيديو التي التقطها مراسلو وكالة أنباء هاوار، أن المياه بدأت تتلوث على جانبي النهر، ما يشكل خطرا على حياة الإنسان والحيوان على حد سواء، وينذر بكارثة بيئية وإنسانية في سوريا خلال الأيام المقبلة.

 

في وقت سابق، حذرت إدارة السد في شمال وشرق سوريا من وقوع كارثة إنسانية حقيقية كبيرة، بعد التلوث الذي ضرب نهر الفرات بسبب انخفاض منسوب المياه، وتدفق الطحالب والقشور التي تسبب أمراضًا خطيرة مثل الكوليرا.

 

بالإضافة إلى مخاوف من تأثر مياه الشرب بالتدهور، وكذلك بالقطاع الزراعي، لأن آلاف الهكتارات من الأراضي المزروعة بالقمح المروي تعتمد بشكل أساسي على نهر الفرات.

 

كما نقلت وكالة أرمينيا نيوز عن وزارة الخارجية السورية قولها إن "تركيا تركت أكثر من مليون ساكن بدون مياه شرب"

 

وتدين وزارة الخارجية السورية الموقف اللاإنساني للسلطات العسكرية التركية تجاه سكان محافظة الحسكة شمال شرق البلاد، حسب وكالة تاس.

 

ترك الجيش التركي أكثر من مليون من سكان مدينة الحسكة، المركز الإداري للمحافظة السورية التي تحمل الاسم نفسه، دون مياه شرب.

 

وجاء في الوثيقة أن "قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها قطعت إمدادات المياه عن المدينة ومحيطها لمدة 16 يومًا، وأوقفت عمل محطة ضخ المياه في علوك شمال الحسكة".

 

تلفت الخارجية السورية انتباه مجلس الأمن الدولي واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى الأعمال الإجرامية لتركيا، والتي تخلق ظروفًا لا تطاق على حياة المواطنين السوريين في شمال شرق البلاد. وأشارت الوثيقة إلى أنه منذ أكتوبر 2019، عطلت أنقرة المنشأة الحيوية في علوك 23 مرة، بما في ذلك نتيجة القصف والقصف المضاد.

 

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان إنها تطالب بوضع حد لهذه الممارسة اللاإنسانية بحق السكان الأبرياء الذين حرموا من مياه الشرب خلال جائحة فيروس كورونا.

 

مع بداية شهر نيسان من كل عام يبدأ مزارعو الرقة بالتحضير لزراعة محصول القطن الاستراتيجي كونه من المحاصيل الأساسية التي تزرع في منطقة حوض الفرات ويأتي بالدرجة الثانية بعد زراعة الحبوب في المنطقة.

 

 ويقول موقع هاوار إن "موسم القطن موسم صيفي يحتاج إلى مياه وفيرة وبشكل منتظم، وانخفاض منسوب مياه نهر الفرات بعد حبس تركيا لها يقلق مزارعي الرقة الذين يتخوفون من زراعته خاصة وأن القطن يحتاج إلى تكاليف كبيرة."

 

كما طالب المزارعون الجهات الدولية المختصة بالضغط على تركيا لإعادة ضخ مياه نهر الفرات، مؤكدين أن تركيا تحارب الشعب في لقمة عيشه وتريد إنهاك المنطقة اقتصاديًّا.

 

بدأت آثار انحسار مياه نهر الفرات تظهر بشكلٍ واضح على مناسيب القنوات التي تستجر منها المياه وخصوصًا القنوات التي تعمل بوساطة مضخات الرفع، مما ينذر بانعدام زراعة الموسم الصيفي في ريف ناحية عين عيسى الشرقي، وفقاً للوكالة.

 

ويقول إدوارد يرانيان، إن "المسؤولون الأتراك لم يعلقوا على الاتهامات لكنهم يقولون إن تركيا أيضًا تعاني من نقص في المياه. في الوقت نفسه، يعبر المزارعون عن مخاوفهم بشأن وضع يقول بعض المحللين إنه قد يزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة."

 

قال وزير المياه العراقي، مهدي الحمداني، في مؤتمر ببغداد، مؤخرًا، إن أزمة المياه تؤثر على سوريا والعراق ودول أخرى في المنطقة لدرجة الإضرار بالأرض والبيئة.

 

يشتكي حامد الحمادي، المهندس في سد تشرين السوري على طول نهر الفرات بالقرب من حلب، من انخفاض منسوب المياه في بحيرة الأسد عند المصب.

 

ويقول إن سوريا بحاجة إلى احتياطي مياه استراتيجي للزراعة ومياه الشرب، بالإضافة إلى إنتاج الكهرباء. انخفض مستوى البحيرة بمقدار النصف، مما تسبب في حدوث أزمة