تفاصيل مؤلمة لمقاوم شجاع بتعز تعرض للخذلان

أخبار محلية

اليمن العربي

يروي الكاتب حمزة مصطفى قصة مؤلمة لأحد رجال المقاومة الشعبية بمحافظة تعز، جنوبي اليمن.

 

وتتحدث القصة عن الشاب طارق محمود الذي خسر عينه الوحيدة في مواجهات مع مسلحي الحوثي وقوات المخلوع صالح بتعز.

 

وبحسب مصطفى فقد تعرض الشاب طارق لخذلان كبير، رغم الوعود التي تلقاها بالعلاج.

 

إلى تفاصيل القصة:

 

مأساة البطل الذي فقد بصره.. كي نرى المستقبل

من مشرعة وحدنان نتعلم الوطنية..

نتحدث اليوم عن احد النماذج التي تذود عن الوطن ولا تبخل بشيء.

طارق محمود شاب بسيط من مشرعة وحدنان، كان يمتلك سيارة يستخدمها لنقل الركاب من القرية إلى #تعز والعكس، سيارة يعيل من خلالها أسرته وبعين واحدة عاش مكافحا كغيره من ابناء هذه المديرية التي حرمت من أبسط الخدمات وازدحمت بالوطنيين الشرفاء..

وهبناكِ الدم الغالي وهل يغلى عليك دمُ..

طارق الذي بعين واحده اذاق المليشيات المر والعلقم في مشرعة وحدنان.

بدأت قصة طارق عند دخول مليشيات الحوثي والمخلوع لمشرعه وحدنان فكان طارق من أوائل الذين تشكلت منهم المقاومة هناك.

لم يتوقف أو يتراجع وشارك بالعديد من الجبهات وكان من اوائل الذين خرجوا للدفاع عن تربتهم.

كان لطارق دور كبير بأغلب البطولات التي صنعها أبطال مشرعة وحدنان..

فمن مدرسة " المحرس" شارك البطل وبعدها الى "المجيرين، قبله، اكمة القرن، الحصن، تبة مسعود، وحدنان.."

بعد عوده المليشيات الى المجيرين مره أخرى بسبب نفاذ الذخيرة من رجال المقاومة، عاد طارق مع رفاقه لاستعادتها ولم تخيفهم ارتال التعزيزات التي وصلت للمنطقة

بكل شجاعة وبعد معارك عنيفة استعاد أبطال مشرعة وحدنان " المجيرين" والحقوا بالمليشيات شر هزيمة.

وهنا كان الثمن غاليا، فقد خسر طارق عينه الوحيده ليصبح بعدها كفيفا.

رصاصة جبانة أفقدت طارق محمود بصره لتحرمه رؤية أطفاله واستكمال بطولاته إلى جانب رفاقه.

لم يستطع العودة للجبهات أو العودة للعمل، ليدخل بعدها فصول من المعاناة والخذلان..!!

بعد فترة من إصابته توجه طارق إلى عدن للعلاج مع جرحى آخرين من تعز على أمل السفر للخارج لتلقي العلاج، فهو أحد الذين تلقوا الوعود  من قيادة المقاومة ؟!

شهرين وأكثر والبطل طارق ينتظر استكمال المعاملات في عدن، ينتظر بصره يعود له.. لكن لا فائدة!!

فالوعود كلها تبخرت في فضاء الخذلان.

بعد أن ضاق الحال بطارق عاد إلى تعز وإلى بيته في مشرعة ليدرك أنه لن يشاهد وطنا محرراً، ولن يشاهد الحياة الكريمة التي خرج من اجلها!!

وهنا تكمن المأساة..

طارق محمود سطر لنا تاريخ نضالي لا ينسى، سطر أروع البطولات التي سنحكيها لأطفالنا بكل فخر وبكل الم

لكن كيف سنحكي لأطفالنا عن هذا البطل الشامخ والكفيف؟

هل نحكي لهم أننا تجاهلنا من ضحى بنور عينيه لأجلنا؟!

أم نحدثهم كم نحن جبناء حين تخلينا عن جرحانا؟!

هل سيعي أطفالنا معنى النفاق السياسي حين نحكي لهم قصة هذا البطل وكيف خذلته المقاومة؟

بهذه القصة المعجونة بالتضحية والخذلان هل سنغرس الشجاعة في نفوس اطفالنا أم الخوف.

ملحوظة: البطل الكفيف طارق محمود لم يتناوله الإعلام ولا تباكى عليه الجبناء، نحن لقيناه بالمصادفة يوم أمس أثناء تشيع الشهيد سمير هزاع أحد شهداء مشرعة وحدنان.

لم يحظى طارق بالاهتمام لأنه عزيز نفس وخرج للقتال عن قناعة وهو اليوم يدفع ثمنها ظلمة عينيه كل لحظة، لكنه شامخ كشموخ مشرعة وحدنان.