البداية بالصومال.. أردوغان يقرر محاربة نفوذ قطر في إفريقيا

عرب وعالم

اليمن العربي

في الوقت الذي تغرق فيه تركيا بمشاكلها الداخلية والخارجية وتخشى تلقي عقوبات من الولايات المتحدة الأمريكية، يتمسك رئيسها رجب طيب إردوغان بطوق الخطط التوسعية التركية، ويستجدي الدعم لخدمة مصالحه وأهدافه.

 

وتزايدت محاولات تركيا لبسط نفوذها في القارة السمراء، وذلك عن طريق مغازلة الدول الأفريقية وعرض خدماتها لدعم عدد من القطاعات في تلك الدول، سواء الاستثمارية منها أو العسكرية، بما يصب في مصلحة الخطة التركية التوسعية، ويساعد رئيسها على ابتزاز هذه الدول، والحصول على المزيد من الأموال لخدمة أهدافه، حيث تهدف تركيا إلى كسب الدعم، في الوقت الذي تغرق فيه بالمشاكل الداخلية والخارجية والعقوبات التي تلاحقها جراء سياساتها الخارجية الخاطئة.

 

الأطماع التركية كشفها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أكتوبر الماضي، متباهيا بتجاوز قيمة المشاريع التركية المنجزة في قارة أفريقيا نحو 70 مليار دولار، موضحا أن ذلك جاء بعد أن رفعت بلاده عدد سفاراتها في أفريقيا من 12 إلى 42 سفارة.

 

وتمثل قارة أفريقيا هدفا استراتيجيا بالنسبة للحكومة التركية؛ لذا فقد حرصت حكومة حزب العدالة والتنمية على تعزيز التمدد العسكري في أفريقيا، وذلك عن طريق إرساء القواعد العسكرية فيها، فخلال العام الحالي اتجهت تركيا نحو الغرب الأفريقي، واختارت جمهورية النيجر لتحتضن قاعدة عسكرية تركية جوية وبرية، تحت غطاء تدريب جيش النيجر.

 

القاعدة التركية في النيجر جاءت بعد إجهاض الثورة السودانية لاتفاق البشير وإردوغان على تعمير جزيرة سواكن لتكون قاعدة تركية، والتي احتفت بها إسطنبول كثيرا باعتبارها نصرا مؤزرا يمكنها من فرض رقابتها على البحر الأحمر والدول المشاطئة له، إلا أن الفرحة لم تتم، فاستعاضت بذلك باتفاق عسكري مع جيبوتي، لإنشاء قاعدة هناك.

 

خطوات تركيا للتوسع في القارة الأفريقية عبر اتخاذ التعاون العسكري غطاء تتستر به فضحته الأنشطة المشبوهة لقاعدة (تركسوم) التركية في الصومال، والتي أنشئت عام 2012م، تزامنا مع إنشاء القاعدة التركية في قطر، ولكن (تركسوم) بنيت على مساحة تقدر بـ 400 هكتار وقوامها 1500 جندي تركي، وتعتبر أكبر القواعد التركية في الخارج، حيث أنشئت بذريعة تدريب الجيش الصومالي، وبحسب ما أفادت به وكالة (EHA) الإخبارية التركية فالقاعدة تحولت لموقع هام لتدريب العناصر الإرهابية، وبؤرة لتهريب الأسلحة لمختلف المواقع.

 

إلى جانب ذلك فقد اتضحت نتائج التدريب التركي للصوماليين، حيث كشف موقع «جاروي أون لاين» الصومالي عن استيلاء عناصر مدربة بواسطة تركيا من الشرطة الخاصة الصومالية (Haram’ad) بشكل كامل على قصر (هيرشبيلي) الرئاسي الإقليمي في مدينة جوهر، التي تبعد نحو 90 كلم عن شمال مقديشو، بعد ساعات من إعلان الدولة عن قائمة النواب المشاركين في انتخابات برلمان ولاية هيرشبيلي.