تحذيرات من ورطة جديدة لليبيا في صراعات أردوغان المتوسطية

عرب وعالم

اليمن العربي

حذر المحلل السياسي الليبي جمال شلوف، من استمرار فرض أنقرة إرادتها على حكومة الوفاق في طرابلس، والزج بليبيا في صراعاتها الإقليمية.

 

تحذير يأتي على خلفية أنباء كشفت ترتيبات تجري بين أردوغان والسراج، لدفع ليبيا للاعتراف بما يعرف بجمهورية قبرص التركية.

 

ونقلت جريدة "ميلييت" التركية عن إرسين تاتار، رئيس ما يعرف بجمهورية قبرص التركية، قوله إنه يستعد لزيارة رسمية إلى طرابلس خلال الأيام القليلة المقبلة، من أجل تحقيق الاعتراف الليبي وإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.

 

وجمهورية قبرص التركية، أعلنها انفصاليون عن دولة قبرص موالون لتركيا في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1983، ويعتبرها المجتمع الدولي جزءا من أراضي دولة قبرص تحتلها تركيا ولا تعترف بها سوى أنقرة ولا يوجد فيها تمثيل دبلوماسي إلا من تركيا وتركمانستان.

 

وفي حال اعترفت حكومة السراج غير الدستورية بجمهورية قبرص التركية، يكون أردوغان نجح بالفعل في توريط ليبيا بأزمة قبرص، كما فعل بخصوص أزمات شرق المتوسط، ما يؤكد إصرار تركيا وإخوان ليبيا على تحويل هذا البلد إلى بؤرة للتوتر الإقليمي.

 

جمال شلوف، رئيس مؤسسة سلفيوم للدراسات والأبحاث، قال في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "ليبيا لا ناقة لها ولا جمل في صراعات البحر المتوسط، بينما يحاول أردوغان استدراجها في صراعاته مع بعض دول شرق المتوسط، باستخدام حكومة السراج الموالية له".

 

وأشار إلى أن النهب التركي مستمر لكل الموارد الليبية واستنزافها عبر حكومة السراج، مما يكشف مدى استعمال واستخدام الدبلوماسية الليبية أداة تركية في صراعاتها مع محيطها شرق المتوسط.

 

وشدد شلوف على أن أزمة مذكرة التفاهم حول الحدود البحرية الموقعة بين أردوغان والسراج ما زالت تسبب توترا كبيرا في شرق المتوسط.

 

ولفت إلى أن أردوغان يحاول إقحام ليبيا في أزمة دبلوماسية أخرى مع قبرص واليونان، عبر دفع السراج وخارجيته إلى الاعتراف بدولة غير عضو بالأمم المتحدة ويعتبرها المجتمع الدولي أراضي محتلة.

 

جمهورية شمال قبرص التركية المعلنة من جانب واحد هي منطقة لا يعترف بها المجتمع الدولي، باستثناء تركيا التي تديرها بحكم الواقع.

 

وتبلور التوتر بين المجموعتين اليونانية والتركية في خمسينيات القرن الماضي في الجزيرة التي كانت حينها مستعمرة بريطانية، حيث كانت الأولى تريد إنشاء اتحاد مع اليونان "البلد الأم"، فيما تدعو الثانية إلى تقسيم الجزيرة وربط نصفها بتركيا والنصف الآخر باليونان.

 

ولم يضع استقلال الجزيرة المتوسطية في 1960 حداً للخلاف، وتأسست قوة سلام تابعة للأمم المتحدة تمركزت فيها في 1964 بعد اشتباكات بين المجموعتين.

 

وفي صيف 1974، غزت القوات التركية شمال الجزيرة ثم ضمته في رد فعل على انقلاب قومي كان يهدف إلى إعادة ربط البلاد باليونان، فيما خلف الصراع المئات من القتلى وحوالي ألفي مفقود، وتسبب بنزوح أعداد كبيرة.