البرلمان الألماني.. ثغرات وخروقات متكررة والشرطة تكثف التأمين

عرب وعالم

اليمن العربي

لم تكن محاولة الاقتحام الفاشلة التي تعرض لها مقر البرلمان الألماني"البوندستاج"، مساء السبت، منفردة، إذ يعاني المبنى من مشاكل أمنية عديدة، وتعرض لعدد من الحوادث التي تدق ناقوس الخطر، وتدفع الشرطة إلى تكثيف عمليات تأمين رمز السلطة التشريعية في البلاد. 

 

ومساء الأحد، أحبطت الشرطة الألمانية، محاولة عناصر من اليمين المتطرف، اقتحام مبنى البرلمان في وسط برلين، على هامش مظاهرات حاشدة ضد إجراءات كورونا.

 

ووفق صحيفة بيلد الألمانية، فإن مجموعة من الأشخاص يحملون علم الدولة النازية السابقة، حاولوا اقتحام مبنى البرلمان.

 

وتابعت الصحيفة "هرع عناصر الشرطة إلى الدرج المؤدي لمدخل البرلمان، ووقفوا كحائط صد ضد محاولات المجموعة دخول المبنى"، مضيفة: "استخدم عناصر الشرطة رذاذ الفلفل لإبعاد المقتحمين".

 

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الشرطة لم تذكر اسمه أنه "كانت هناك عملية للشرطة على الدرج في مدخل مبنى البوندستاج. ومنع الضباط تقدم المقتحمين وأبعدوهم عن المبنى".

 

وأضاف المتحدث: "البعض حاول الاعتصام أمام مبنى البرلمان، لكن الشرطة تسيطر على الموقف وزال الخطر".

 

جاء ذلك على هامش مظاهرات حاشدة شارك فيها نحو ٣٠ ألف شخص للتنديد بإجراءات احتواء فيروس كورونا المستجد، في العاصمة الألمانية برلين، ما أثار فوضى كبيرة في المدنية.

 

وفي يوليو/تموز الماضي، تسلق نشطاء من منظمة "جرينبيس" (السلام الأخضر) الدولية غير الحكومية، مبنى البرلمان، وصولا لارتفاع 40 مترا، وعلقوا لافتة صفراء كبيرة كتبوا عليها "مستقبل بدون فحم"، أسفل كلمة "الشعب الألماني" المحفورة أعلى البوابة الغربية للبرلمان.

 

وأدت هذه العملية لتشويه عبارة "الشعب الألماني" المحفورة في المبنى منذ عام 1916، وتعد الآن رمزا لسيادة الشعب والديمقراطية، ومثلت اختراقا أمنيا كبيرا يطرح العديد من الأسئلة منها كيف تمكن النشطاء من إحضار الحبال ومعدات التسلق ولافتة بطول 20 مترا إلى مدخل البرلمان دون أن ترصدهم الشرطة؟، وما مدى تأمين البرلمان؟.

 

لكن هذه الحادثة لم تكن الأولى أيضا، ففي 29 يونيو/حزيران الماضي، تعرض المبنى لحريق بسيط، جرى اخماده سريعا.

 

ووفق بيان لإدارة الدفاع المدني، فإن النيران اشتعلت في لوح خشب في نافذة بالجانب الشرقي لمبنى البرلمان.

 

 وتابع البيان: "جرى إخماد الحريق قبل وصول عناصر الإطفاء".

 

ووفق صحيفة "برلينر تسايتونج" المحلية الألمانية، فإن الشرطة توصلت إلى أن "الجناة أحضروا وسائل قابل للاشتعال لإشعال النار عن عمد في جزء من المبنى".

 

وفي 19 يونيو/حزيران، تسلق رجل مبنى البرلمان لسبب غير معروف حتى اليوم، وصرخ بعدة جمل لم يستطيع أحد من المارة فهمها، حسب صحيفة بيلد.

 

وفي أواخر يونيو/حزيران، تظاهر مجموعة من الألمان المطالبين بقوانين جديدة حماية البيئة، في داخل مقر البرلمان، وكانوا قريبين للغاية من المستشارة أنجيلا ميركل.

 

وفي هذا الإطار، قالت بيلد إن "مقر البرلمان يعاني من أزمة تأمين واضحة، ما يسهل اختراقه، وانتهاك المبنى من قبل النشطاء أو حتى المجرمين".

 

ونقلت عن ستيفان مولر، البرلماني البارز بالاتحاد المسيحي "يمين وسط/حاكم" قوله في تصريحات سابقة إن "إساءة استخدام مبنى البرلمان لأغراض الدعاية يعد أمرا خطيرا".

 

وأضاف: "لا يجوز بأي حال إساءة استخدام مقر البرلمان من أي طرف ولأي غرض، ويجب أن يكون المبنى مفتوحا للأعضاء وقادرا على العمل في أي وقت".

 

وتابع: "اختراق لمقر البرلمان بهذا الشكل يعكس عدم احترام له ولمكانته".

 

فيما قالت مصادر أمنية ألمانية لـ"العين الإخبارية" إن الشرطة توفر التأمين الكامل لمقر البرلمان، وتخصص عدد جيد من عناصرها لتوفير الخدمة الأمنية في محيطه.

 

وتابعت أن أجهزة الأمن "تأخذ جميع التهديدات لمقر البرلمان على محمل الجد، وتمكنت اليوم من منع محاولة اقتحامه من قبل المتظاهرين".

 

ورغم ذلك، أضافت المصادر أنه "في ضوء ما حدث اليوم، سنعمل على زيادة التأمين خاصة في أوقات الطوارئ والمظاهرات".

 

ووفق الموقع الرسمي للبرلمان، يشارك 210 من عناصر الشرطة في تأمين مقر البرلمان، وحفظ النظام، والسماح لأعضاء البرلمان بممارسة مهامهم.