صحيفة: تركيا وقطر تعتقدان أن طريقهما سالك لتحقيق ولاية إخوانية في ليبيا

عرب وعالم

اليمن العربي

كتبت صحيفة إماراتية،  " مثل اللصوص الذين يقتحمون المنازل في العتمة، وفي غفلة من أهلها، وصل وزيرا دفاع قطر خالد بن محمد العطية ونظيره التركي خلوصي أكار إلى طرابلس الغرب، في زيارة سرية أمس، لم يعلن عنها مسبقاً، تأكيداً لتحالفهما المشترك في مسيرة التآمر على ليبيا، وتدميرها ونهب ثرواتها، ونشر الفوضى والإرهاب في شمال إفريقيا وكل القارة السمراء".

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الثلاثاء، أن الوزيرين لن يبحثا فقط كيفية دعم ما يسمى «حكومة الوفاق» بقيادة فائز السراج، مع ما تمثل من ميليشيات «إخوانية» وإرهابية ومرتزقة، بل سيبحثان الخطوات التي اتخذت حتى الآن لإنشاء القاعدة البحرية التركية في مصراتة، والقاعدة الجوية التركية في مطار الوطية جنوب طرابلس؛ حيث من المقرر أن تتحولا إلى مخلب قط تركي في شمال إفريقيا، وستتحولان إلى قاعدتين تهددان الأمن والسلام في كل المنطقة.

 

وتابعت بهذا المعنى، فإن الشريكين القطري والتركي اللذين يسيل لعابهما على الثروة النفطية الليبية سوف يلجآن إلى مختلف الأساليب لتعزيز وجودهما هناك، من خلال «حكومة الوفاق» التي تحولت إلى دمية، وميليشيات جماعة «الإخوان»، إضافة إلى مجموعات المرتزقة التي نقلتها تركيا من شمال سوريا، والتي بلغ تعدادها حتى الآن وفق مصادر مطلعة نحو عشرين ألف مرتزق يتم نقلهم بحراً وجواً، وبتمويل قطري، إضافة إلى آلاف الضباط والجنود الأتراك الذين يتولون الإشراف على كل المجاميع المسلحة.

 

وبذلك تم تحويل غرب ليبيا إلى منصة إرهابية بامتياز، تديرها «دولة إرهابية» بدعم شريك ممول، قام منذ بدء ما يسمى «الربيع العربي» بفتح خزائنه، وضخ مليارات الدولارات للجماعات الإرهابية في كل من العراق وسوريا، وهو الآن يواصل مسيرة التخريب في ليبيا.

 

وذكرت أن أكار وخالد العطية يلعبان الآن دور «العرّاب» الذي يقود عملية التخريب والتدمير في ليبيا، لعلهما يتمكنان من تطويع هذا البلد العربي واحتلاله، وتحويله إلى «ولاية إخوانية» في خدمة «مشروع الخلافة العثمانية» الذي يدغدغ أحلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

وأضافت إذا كانت تركيا وقطر تعتقدان أن طريقهما سالك لتحقيق هذا الهدف، فهما لم يقرآ جيداً تاريخ ليبيا، وكيف أن عمر المختار ظل يقارع الاستعمار الإيطالي طوال عشرين سنة من العام 1912 حتى العام 1931 حين تم اعتقاله وإعدامه؛ لذلك على أنقرة ومعها الدوحة أن تراجعا التاريخ قبل أن تغرقا في رمال الصحراء الليبية، وتتحولا إلى أمثولة للفشل والهزيمة.

 

وقالت "الخليج" في ختام افتتاحيتها إن الشعب الليبي الذي يحاولون الآن ترويضه من خلال الميليشيات والمرتزقة، وإثارة الخلافات القبلية والجهوية سوف ينتفض على المستعمرين الجدد الذين لم يتعلموا جيداً الدرس الإيطالي، ولعل الجيش الوطني الليبي ومعه كل القوى الحية في هذا البلد الشقيق سوف يشكلون طليعة المقاومة التي لا بد أن تنتصر في نهاية المطاف.