صحيفة: أنقرة وطهران ترسلان المرتزقة إلى الدول المضطربة

عرب وعالم

اليمن العربي

تحت عنوان " لعنة الجغرافيا " .. قالت صحيفة "الوطن" إنه في الكثير من الأحيان تفرض الجغرافيا نفسها كقوة كبرى، وتختلف بين حالة وثانية، فهناك دول صغيرة بجانب دول كبيرة بالمساحة تتحكم غالباً بالطرق والعبور وغيرها، وهناك دول فيها منابع أنهار تصب في دول أخرى وتعمل على التحكم بها، وذات الحال حيث توجد تكتلات سياسية أو اقتصادية بجانب دول أو كيانات لا تتفق معها في التوجهات والقواعد.. لكن من الأوضاع التي تكون فيها الجغرافيا عامل توتر دائم كما يبدو في حالة كل من إيران وتركيا، حيث يقوم النظامان على أجندات توسعية وأطماع وهما لا يتورعان عن استخدام أخطر الأساليب من قبيل دعم الإرهاب وزرع المليشيات والتكفل بالقوى الظلامية عبر تبنيها وتأمين تنقلها وتمويلها ومحاولة التدخل في شؤونها الداخلية والتهديد ومعارضة القرارات السيادية، وغير ذلك الكثير من الأساليب التي تجرمها كافة القوانين الدولية.

 

وتابعت أنه ولعدم وجود المحاسبة الواجبة فلم تتردد كل من أنقرة وطهران بإرسال المرتزقة والقتلة والمجرمين وحتى القوات والجيوش التابعة لها إلى كل دولة تعاني ظروفاً صعبة أو أوضاعاً قاسية بهدف السيطرة على قسم من أراضيها أو فرض الهيمنة والتحكم بالقرارات الخاصة بها، ومن سوريا إلى العراق ولبنان واليمن والصومال ووصولاً إلى ليبيا يتكرر ذات السيناريو العدواني، بالإضافة إلى إصدار تصريحات عدائية واتخاذ مواقف لا حق لها بها تجاه قضايا سيادية لدول ثانية .

 

ولفتت إلى أن آخر تلك الحالات المريبة تمثلت بموقف النظام الإيراني من معاهدة السلام الإماراتية – الإسرائيلية، والتصريحات العدوانية التي تعتبر تدخلاً في شؤون وقرارات سيادية دون أي صفة، وهو ما استتبع موقف عالمي مندد بمواقف إيران.. كذلك ما تقوم به تركيا في العراق من استهداف مباشر لشمال أراضيه أوقع قتلى وسبب توتراً مضاعفاً ينعكس على الأمن والسلامة والاستقرار، وهو ما دفع العراق للاحتجاج على الهمجية التركية غير المبررة، إذ لا يعقل أن يقوم نظام العدوان التركي باستباحة سيادة دولة جديدة بحجة وجود إحدى مكوناتها الرئيسية شمال العراق، علماً أن الجميع يدرك سخف المبرر التركي وافتقاده للموضوعية، فبأي حق تقوم تركيا بإرسال قوات والعمل على إقامة قاعدة عسكرية في شمال العراق والعمل على تكرار السيناريو الذي اتبعته في سوريا مع جارها العراق.

 

وقالت في الختام إن سياسة الرعونة التركية تتطابق مع المتبعة من قبل إيران وكل الدلائل تشير إلى أنها تتم بتنسيق وتوافق على أعلى مستوى بين النظامين اللذين يعملان على استغلال الأوضاع في دول الجوار واستباحة سيادتها ومحاولة نهب ثرواتها، وهو ما يبين الجدول الزمني أنه يسير بشكل تصاعدي مع اقتصار الموقف الدولي على التلويح بالعقوبات والانتقادات لما يقدم عليه كل من النظامين، لكن خطورة ما يجري تستوجب موقفاً أكثر جدية في التعامل لكبح جنون السياسات المتبعة من قبل نظامين يستغلان الوضع الجغرافي للعمل على تحقيق أطماع وأوهام تاريخية من الأشد سوداوية وقتامة بتاريخ العالم.