وفاء القائد لجنوده

اليمن العربي

كنا على موعد من ثاني أيام العيد للقيام بزيارات ميدانية لمعسكرات ووحدات القوات المسلحة في المنطقة العسكرية الثانية ووحدات الأمن بهدف معاودة القادة والضباط والصف ضباط والجنود لهذه الوحدات كتقليد وواجب تقوم به القيادة في هذه المناسبات .

 

لكن هذا العام كان مختلف عن سابقيه من الاعوام الماضية من حيث ما لمسناه من جاهزية وانضباط ويقظة لدى منتسبي هذه الوحدات وكذا من حيث العدد الكبير من الوحدات التي تضمن البرنامج زيارتها.

 

ان مستوى العمل الكبير الذي تم انجازه في بناء مختلف المرافق في هذه الوحدات يدل دلالة كبيرة على جدية العمل والروح المعنوية العالية التي تتمتع بها هذه الوحدات.

 

وهذا ما دعاني لكتابة هذه الانطباعات لتكون شهادة للتاريخ لهؤلاء الجنود والصف ضباط والضباط الذين يسهرون الليالي وبهمة عالية في سبيل الدفاع عن أمن واستقرار حضرموت.

 

ولو عدنا بالذاكرة الى بدايات تكوين هذه القوة وما تم التوصل اليه اليوم من حيث الجاهزية ومستوى التدريب نستطيع القول بأن البناء المؤسسي لهذه

القوة كان الركيزة الأساسية لتطويرها ووصولها الى هذه المستويات من الجاهزية

والتدريب والانضباط والدقة في تنفيذ المهام.

 

ولأن البداية كانت صحيحة وتحت

اشراف فخامة الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي اصدر قرارات رئاسية بتسجيل وحدات المنطقة العسكرية الثانية

وتعيين قادتها ورعايته المستمرة لها، لذلك فان هذه القوة في تطور رغم كل الصعوبات التي مرت بها.

 

كانت الزيارة الأولى لوحدات معسكر الريان وقوة محور الضبة في ثاني أيام العيد، حيث قمنا بنقل تهاني وتحيات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الى المقاتلين في هذه الوحدات،  وتبادل التهاني معهم بالعيد.

 

اما الزيارة الثانية في ثالث ايام العيد فكانت لمديرية دوعن تمكنا خلالها من زيارة

معسكر الشرطة في دوعن والالتقاء بالضباط والصف ضباط والجنود في هذا المركز، واستطيع القول انه في السابق كانت لي زيارات عديدة لقيادة معسكر لواء شبام والوحدات التابعة له،  لكن يظل التطور في هذا المعسكر هو سمة العمل لقيادة اللواء حيث انه من وقت الى آخر يجري تطوير وتحسين مرافق المعسكر المختلفة من حيث سكن الأفراد

والضباط ومكاتب القيادة والإمداد والتموين وابراج الحراسة للمعسكر وهذا هو التوجه العام لنا لبناء سكن ملائم للجنود ومرافق اخرى تؤمن حسن تغذيتهم وتدريبهم وتؤمن لهم السيطرة الكاملة على مسرح العمليات الذي يعملون فيه.

 

ان أكثر ما شدّ انتباهي اثناء وقوفنا أمام الطابور العام للواء هو مستوى التدريب العالي

والانضباط والروح المعنوية العالية، وكان معي شخصيات مدنية وأعضاء مجلس النواب

ومدراء عموم وغيرهم من الأعيان وهم قد لا يفقهون كثيرا في الشؤون العسكرية

لكني لاحظت على وجوههم ومن خلال الهمس بينهم ان هناك ارتياحاً كبيراً ينتابهم

وهم يشاهدون أبناءهم بهذا المستوى من الظهور وهذا الانضباط والروح المعنوية العالية التي يتمتعون بها.

 

ان المواطنون في مديرية دوعن يتذكرون جيداً كم كانت الحالة الأمنية في هذه

المنطقة التي كان يسودها الاختلال المستمر وظهور عناصر ارهابية من وقت لآخر،

واليوم وقد انتشرت هذه القوة فإن الأمن والأمان بات يسود كل ربوع دوعن.

 

وفي اليوم الثالث كنا على موعد مع زيارة لواء حضرموت المتمركز في لبنة وضواحيها.

 

تحركنا بدءً من وادي دوعن بطريق رملية فيها شيء من الصعوبة حتى وصلنا تحديداً الى الفرضحة وهي لا تبعد كثيراً عن مدينة "لبنه" وفي مفرق الفرضحة استقبلنا قائد اللواء وتم الاطلاع على قوام القوة المنتشرة في هذا الموقع وتم تبادل التحيات والتهاني بمناسبة عيد الاضحى المبارك مع أفرادها.

 

بعد ذلك تم التحرك صوب قيادة معسكر لواء حضرموت، وهناك عُقد لقاء كبير بقادة وضباط وصف ضباط لواء حضرموت.

 

حيث القينا كلمة في الحاضرين نقلنا اليهم تحيات وتهاني فخامة الاخ الرئيس عبدربه

منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة،  ولقد لمسنا في هذا المعسكر  مستوى عالٍ من الانضباط والتدريب والروح المعنوية العالية لدى الجنود والصف ضباط والضباط، حيث ظهر ذلك جلياً في مستوى الحضور،  كما لوحظ ايضاً ان هناك عمل انشائي كبير تم تنفيذه في بعض المشاريع

والبعض الآخر لا يزال يجري العمل فيه، يتمثل في عمل تحصينات للمعسكر وأبراج

مراقبة وسكن للأفراد والضباط ومستودعات ومرافق فنية ومسجد.

 

والجدير بالذكر أن لواء حضرموت ينتشر في عدة نقاط مهمة في هذه المنطقة اسوة بلواء شبام ولواء الدفاع الساحلي.

 

وفي اليوم ذاته،  كلفنا أركان المنطقة العسكرية الثانية بزيارة لواء الدفاع الساحلي المتمركز في "قارة الفرس" وبنفس الروح والعمل الجاد أظهر هذا اللواء مستوى عال من الجاهزية القتالية والتدريب والانضباط والروح المعنوية العالية.

 

وبعد منتصف النهار توجهنا من "لبنه" باتجاه نقطة رأس حويرة ومعسكر الأدواس

وعند وصولنا الى منطقة راس حويره التقينا بالقادة والضباط وصف ضباط والجنود

في هذه النقطة، ويسعدني أن أسجل اعتزازي وتقديري لأفراد هذه النقطة وضباطها

الذين أظهروا باستمرار تميزاً ويقظة عالية في رصد وضبط المهربات كالأسلحة والمخدرات، اضافة الى ادائهم المتميز اثناء حملة منع القات، واعتقد ان المواطنين في

حضرموت كانوا يسمعون يومياً عن أخبار نجاحات هذه النقطة من خلال وسائل الاعلام المختلفة.

 

بعد ذلك توجهنا الى معسكر الأدواس حيث تم اللقاء بقيادة المعسكر والضباط وصف الضباط والجنود وأعطيت التوجيهات اللازمة لتحسين أوضاع هذا المعسكر ودعمه بالسلاح والقوة ليكون من اقوى المعسكرات تحصيناً وقوة واداءً لتنفيذ المهام

والواجبات.

 

ودعونا نوضح كيف نشأت هذه القوة ومن له الفضل الكبير في سبيل انشائها وتأمين

تسليحها وتزويدها بمختلف الأسلحة والمعدات ووسائل الاتصالات والنقل، فما كان لهذه القوة أن تظهر  الى حيز الوجود بهذه الجاهزية وبإمكانيات محلية،  لولا فضل الله أولاً ثم الدعم الكبير لقيادة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة

الامارات العربية المتحدة اللاتي كان لهما الدور الكبير في هذا المجال وبالأخص دولة الامارات العربية المتحدة التي كان لها نصيب الأسد من دعم هذه القوة وفقاً لتفاهمات تمت في قيادة التحالف العربي.

 

ويسعدني ان اسجل اجمل الانطباعات للقادة العسكريين من دول التحالف العربي الذين كان لهم شرف التواجد على ارض حضرموت لمساعدتنا في التدريب

والتوجيه والتأمين اللوجستي.

 

 ان ضباطاً وقادة من هذه الدول لن تنساهم الذاكرة ابداً وسيخلدون في تاريخ حضرموت العسكري المعاصر.

 

وانا أسجل هنا انطباعاتي عن الجنود والصف ضباط والضباط في هذه الوحدات، فلا يسعني الا أن أتوقف عند ابرز ما يمكن تسجيله:

 

ان فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات

المسلحة كان له الدور الكبير في تشكيل ورعاية هذه القوة بشكل منظم

ومؤسسي.

 

ان حضرموت بتاريخها المعاصر قد ساهمت اسهاماً كبيراً في بناء قوة

عسكرية وأمنية في ظل ظروف حرب مرّ بها الوطن واثبتت التجارب أن هذه القوة هي صمام أمن حضرموت ونموذجاً للبناء العسكري المؤسسي.

 

كما نستطيع القول انه    ولأول مرة في تاريخ حضرموت تنتشر قوة عسكرية بهذا الحجم والقدرة في مناطق مثل دوعن وقارة الفرس ولبنه وحجر الأمر الذي اسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في هذه المناطق بعد أن كانت تعبث فيها عناصر ارهابية ومخربة.

 

ان ما أثار ارتياحي ايضاً هو مستوى أداء قادة هذه الوحدات ومرؤسيهم فاليوم يقف على رأس قيادة هذه الوحدات ضباط كبار يتمتعون بخبرة عسكرية كبيرة وروح وطنية عالية ما يجعلنا نطمئن عن قدرة هذه الوحدات في اداء الواجب العسكري الوطني بشكل رائع وناجح.

 

كما قمنا بزيارات تفقدية للوحدات العسكرية والامنية المنتشرة على طول اتساع مديريتي بروم ميفع وحجر، تبادلنا معهم التهاني بالعيد، واطلعنا على جاهزيتهم،  وشددنا من أزرهم لمواصلة حفظ الامن.

 

ان أكثر ما يثير الارتياح هو وحدة وتلاحم جنود وصف ضباط وضباط هذه الوحدات العسكرية ومستوى تحصينهم من اي تجاذبات في ظل الوضع الراهن وبدون شك هناك انطباعات جميلة ورائعة جداً قد لا أجد المتسع الكافي من الوقت لسردها لكن يظل تعاون السلطات المحلية في المديريات مع القيادات العسكرية والأمنية امراً غاية في الأهمية، وهذا ما تم التأكيد عليه وملاحظته خلال النزولات.

 

وأشد على ايدي القادة والضباط وصف الضباط والجنود في الوحدات العسكرية والأمنية واقدّر تقديراً عالية الدور الذي يضطلعون به في حفظ أمن واستقرار حضرموت فمنا لهم ومن كل مواطن في حضرموت كل التحية والتبريكات بالعيد، فحين كان المواطنين ينعمون خلال أيام العيد بالأمن والاستقرار ولم ينغص ذلك أي حادث أمني، كان ذلك بفضل تواجد هؤلاء الجنود في معسكراتهم ونقاط التفتيش وتسييرهم للدوريات.

 

كما لا ننسى أن هذه الوحدات قد قدمت عدداً من الشهداء في بداية انتشارها في هذه المناطق.

 

وفي نهاية مقالي هذا لا يسعني الا أن أعبر عن ارتياحي التام لمستوى جاهزية هذه الوحدات والروح الوطنية والمعنوية العالية التي يتمتع بها منتسبو الوحدات العسكرية والأمنية، وأدعوهم أن تكون اليقظة نصب اعينهم باستمرار لكي تنعم حضرموت بالأمن والأمان على الدوام .

 

 اللواء الركن فرج سالمين البحسني

 

محافظ محافظة حضرموت

 قائد المنطقة العسكرية الثانية.