التايمز: الفساد في لبنان يعيق ظهور قيادات جديدة

عرب وعالم

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

 

قالت صحيفة ”التايمز“ البريطانية، إن فساد المؤسسة اللبنانية قد حد من الأوجه المتنافسة على قيادة لبنان، ومنع ظهور وجوه جديدة.

وأضافت الصحيفة: يجلس على كرسي الرئاسة الآن الجنرال السابق ميشال عون، ويمتلك رجل الدين البارز حسن نصر الله، رئيس حزب الله نفوذا كبيرا، وهناك الأكاديمي غير المعروف حسن دياب، الذي برز ليصبح رئيسا للوزراء، وكان محط سخرية على نطاق واسع لتخبطه وهو عالق بين مستشاريه الفنيين والقوى الحقيقية في لبنان.

وبالإضافة إلى الثلاثة السابقين، يبرز سعد الدين الحريري، رئيس الوزراء السابق، الذي ورث مكانته القيادية من والده الراحل رفيق الحريري الذي قضى بانفجار في بيروت عام 2005.

وعنت ديمقراطية لبنان أنه أكثر حرية من جيرانه، ولكن الجانب السلبي لذلك كان ازدهار جميع القوالب النمطية.

ويذكر أن الشخصية التي نجحت في جمع الحكومة هي الرئيس ميشال عون، وكانت هزيمته المخزية كرئيس لأركان الجيش على يد القوات السورية في نهاية الحرب الأهلية، قد أدت إلى تقلص سلطة كل من المسيحيين والمنصب الذي يشغله الآن.

ثم عاد عون في وقت لاحق من المنفى، وعكس موقفه على الفور، وصنع السلام مع دمشق وتحالف مع حزب الله، وهو أمر لم يغفره له المسيحيون المؤيدون للغرب، في حين كان الكثيرون سعداء بأن التسوية السياسية انتصرت على مخاطر الصراع الطائفي.

إلا أن عون البالغ من العمر 85 عاما، نادرا ما يبدو حاسما الآن، ما سمح لصهره جبران باسيل، الذي أصبح أكثر رجال لبنان إثارة للجدل والانتقادات، بسرقة الضوء منه.

وكوزير للطاقة، تمكن جبران من الاستيلاء على جزء كبير من ميزانية الحكومة دون توفير الكهرباء على مدار 24 ساعة، وهو أمر تضمنه دول المنطقة مثل مصر.

وأدى رده هذا الأسبوع إلى تأجيج التوترات في البلاد بشكل خاص، ولم يظهر في المنطقة المتضررة، وعندما أجرى مقابلة على التلفزيون، شوش على مسؤولية الحكومة في تخزين نترات الأمونيوم التي انفجرت في ميناء بيروت قبل أيام.

2020 ومن جانبه نجا دياب، الأستاذ الجامعي الذي تحول إلى رئيس للوزراء، من حبل المشنقة الرمزي الذي استخدمه المتظاهرون، وذلك لأنه يُنظر إليه كقليل الحيلة وليس مسيطرا على فساد المؤسسة، إذ فشل دياب حتى الآن في دعم مقترحات صندوق النقد الدولي للإصلاح الاقتصادي، أو التوصل إلى خطته الخاصة.

ويقول المنتقدون إن دياب هو مجرد واجهة لقادة أقوى فصيلين إسلاميين شيعيين: السيد نصر الله، ونبيه بري زعيم حزب أمل ورئيس البرلمان، اللذين يعتبران حليفين لسوريا منذ فترة طويلة، إذ يقول المعارضون إنهم ضحوا بازدهار لبنان من أجل التحالفات الإقليمية المدمرة، كما يُقال إن بري ملياردير، على الرغم من أنه أمضى حياته بأكملها في السياسة.

ويعتبر الرجل الوحيد خارج النظام الذي اجتذب هذا القدر من الانتقادات والذم، هو سعد الحريري، السياسي السني البارز، إذ تبددت المشاعر الحسنة التي وصل وسطها إلى السلطة بعد اغتيال والده، رئيس الوزراء الملياردير.

ورغم كل ذلك، لا توجد بدائل في الوقت الراهن، إذ لم يتمكن أي مرشح أصغر سنا أو أفضل من الخروج من السياسة الطائفية التي يمثلونها.

وقالت نجوى، وهي إحدى المتظاهرات، إنها تريد رحيلهم جميعا على أي حال، وأضافت: ”لديهم كرسي واحد وهم متمسكون به، ولا يريدون تركه، والسبب هو أنه يجلب لهم الكثير من المال ”