هل عجز نظام أردوغان عن صد خطر الأكراد المزعوم ؟

عرب وعالم

اليمن العربي

منذ اعتلاء سدة الحكم في تركيا رئيسا للوزراء منذ 2003 ولاحقا رئيسا للبلاد في 2014 ظل الرئيس التركي الموهوم يقاتل حزب العمال الكردستاني، لكنه على ما يبدو يسعى مؤخرا لدفن رأسه في صحراء العرب.

 

عملية عسكرية تلو أخرى في الشمال السوري لكنه يعجز عن صد ما يزعم أنه خطر على بلاده من حزب مسلح لم يعد يستقوى أمامه إلا بالانقضاض على ما يزعم أنه جناحه المدني.

 

يقول تقرير لموقع العين الإخبارية أن أردوغان صاحب الصورة الشهيرة التي وقف خلالها وسط ممثلين يقبضون على حراب من مخلفات أوهام قرون منصرمة وأزياء مبهرجة كما في عرض للسرك لا يقوى على مواجهة مباشرة مع العرب فيرسل مرتزقته إلى سوريا وليبيا.

 

واعتادت تركيا اختراق الأجواء العراقية بزعم ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، غير أن تلك الهجمات كثيرا ما تسقط ضحايا من المدنيين.

 

يأتي ذلك فيما يتواصل قصفت طائرات تركية عدة مواقع في مدينة دهوك، شمالي العراق، في استمرار لانتهاك سيادة البلاد.

 

وكانت الخارجية العراقية قد استدعت سفيري تركيا وإيران لديها قبل عدة أيام وسلمته مذكرة احتجاج على القصف المدفعي الذي تعرضت له قرى حدودية بإقليم كردستان. وتواطأت إيران مع تركيا وقصفت شمالي العراق، بالتزامن مع العدوان التركي في نفس المنطقة.

 

وتواطأت إيران مع تركيا وقصفت شمالي العراق، بالتزامن مع العدوان التركي في نفس المنطقة والذي يستهدف الأكراد، والتي أطلقت عليه أنقرة عملية "المخلب-النمر"، بزعم استهداف عناصر حزب العمال الكردستاني.

 

وفي 28 يونيو/حزيران الماضي، أعلن الناطق باسم وزارة شؤون البيشمركة (الدفاع) في كردستان العراق أن إيران وتركيا توغلتا في أراضي الإقليم مسافة تتراوح بين 10 و40 كيلومترا، مشيرا إلى أنه تم إبلاغ الحكومة الاتحادية في بغداد بهذه الخطوة.

 

ومن العراق إلى ليبيا؛ حيث قال العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، إن القوات المسلحة رصدت تجنيد تركيا لأطفال من سوريا للقتال في صفوف المليشيات الإرهابية.

 

وتستمر تركيا في تحدي القرارات الدولية التي تحظر نقل السلاح والمرتزقة إلى ليبيا رغم تلويح أوروبي بفرض عقوبات.

 

ورغم التزام الجيش الليبي بتعهداته الدولية وقرار وقف إطلاق النار المنبثق عن إعلان القاهرة، فإن المليشيات الموالية لتركيا والمرتزقة السوريين لا يزالون يحشدون قواتهم للهجوم على تمركزات الجيش الليبي شرقي مصراتة غربي سرت.

 

والخميس، شنت القوات التركية والفصائل الموالية لها، قصفا مدفعيا على ريف تل تمر وقرية الطويلة الواقعة بمحاذاة ريف الحسكة، شمالي سوريا.

 

وشهدت قرية تل حلف التي احتلتها قوات الاحتلال التركي ومرتزقته في سياق عدوانها على الأراضي السورية، تفجيرات عديدة خلال الأشهر الماضية، أسفرت عن مقتل وإصابة المئات من السوريين.

 

ويرى طيف واسع من المراقبين أن الفوضى التي يخلفها أردوغان في الشرق الأوسط تهدف إلى القفز على أزمته الداخلية العميقة، حيث يشهد اقتصاد بلاده ترديا غير مسبوق، كما يشهد حزبه انقساما حادا باتت معه خسارة الانتخابات البرلمانية مسألة وقت.

 

ويسعى أردوغان على ما يبدو لخلق انطباع زائف بالقوة في الإقليم فيما يعجز طوال سنوات عن حسم معركته مع حزب مسلح يتوهم خطره، فيما جنوده تعمل على إضعاف قوات سوريا الديمقراطية التي كانت رأس حربة المجتمع الدولي في الحرب على تنظيم داعش حليفه الاستراتيجي بالمنطقة