زيارة برنارد ليفي إلى مصراتة الليبية تثير غضب شعبي واسع

عرب وعالم

اليمن العربي

اثارت زيارة الكاتب الفرنسي برنارد ليفي لمصراتة الليبية غضب شعبي واسع، خاصة وأنها جاءت حاملة معها تكهنات كثيرة حول توقيتها وأسبابها، غير أنها أثارت غضبا شعبيا وصل حد إطلاق النار صوب موكبه.

 

ويرتبط اسم ليفي بشبح الدمار والخراب الذي صاحب حراك فبراير 2011 في ليبيا وعلاقاته التي وثقها هو نفسه بالصور والمؤلفات بالتنظيمات الارهابية المسلحة.

 

كما أنه من أكثر داعمي مسارات انهيار الدولة في ليبيا والدول العربية الأخرى التي شهدت تحركات شعبية متزامنة.

 

وجاء ظهور برنارد ليفي في مصراته الليبية، السبت، تحت زعم إجراء لقاءات مع مسؤولين بما تسمى حكومة الوفاق غير الدستورية.

 

كما زار ليفي مدينتي الخمس وترهونة ما أثار موجه غضب شعبية وصلت حد إطلاق الرصاص صوب موكبه في مدينة مسلاتة وهو في طريقه من مصراته إلى ترهونة.

 

ويرى المحلل السياسي الليبي عيسى رشوان أن زيارة ليفي تأتي لترميم جبهات مليشيا الوفاق المنقسمة بين فايز السراج ووزير داخليته فتحي باشأغا، وهو ما أحدث تصدعات في صفوف المليشيات.

 

ويقول رشوان، وفقا لـ"العين الإخبارية"، إن ليفي يجري زيارة طمأنة ودعم نفسي لعملائه الذين نصبهم في حكم ليبيا.

 

وأضاف أن ليفي بزيارته ولقاءاته غير المعلنه مع المليشيات يحاول تمرير رسالة بأن ثمة موقف دولي مازال معهم ولا داعي للقلق، وتوقع رشوان أن تستتبع الزيارة تحركات عسكرية على الأرض تجاه سرت.

 

كما أوضح أن ليفي يخشى على أتباعه الذين زرع بذورهم في ليبيا من الانهيار في ظل حالة الاستقطاب الدولي الحادة حاليا وعدم وضوح المواقف الدولية.

 

ويرى رشوان أن الزيارة تتضمن أيضا رسالة موجهة الي العالم بكل وضوح من صناع الفوضى والربيع العربي والشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة، بأنهم مازالوا يتواجدون بليبيا.

 

وعلقت مصادر عسكرية مقربة من القيادة العامة للجيش الليبي على زيارة برنارد ليفي بأن جزءا منها يتعلق بمحاولة السراج ومن ورائه تركيا وقطر إلصاق تهم ضد القوات المسلحة بمزاعم حول المقابر الجماعية في ترهونة وزراعة ألغام وغيرها.

 

ونوهت المصادر في هذا الصدد بأن زيارة ليفي تأتي في إطار الاتفاق معه كصحفي في وول ستريت جورنال الأمريكية ولوبان الفرنسية، للترويج لتك المزاعم.

 

 وحول الهدف من ذلك قالت المصادر العسكرية إن ذلك يأتي في إطار ضغوط من قوى دولية على القيادة العامة لإجبارها على التراجع خارج مدينتي سرت والجفرة إلى مسافة 160 كيلو شرقا، لتمكين تركيا من نهب الثروات الليبية.

 

وأكد اللواء أحمد المسماري الناطق باسم الجيش الليبي على أن ما يعرف بحكومة الوفاق غير الدستورية، تضغط بشكل علني  على الليبيين والجيش الوطني بـ"فزاعة" المحكمة الجنائية الدولية.

 

بدوره قال الدبلوماسي الليبي السابق الدكتور عمر علي الصيد، في حديث لـ"العين الإخبارية" إن الزيارة تأتي في إطار الكيد لمصر نتيجة لموقفها الداعم لليبيين في مواجهة الأتراك والذي جمد كافة التحركات التركية في البلاد.

 

ووصف الصيد ليفي بـ"عراب الفوضى" في جميع أنحاء العالم، فأينما حل وجدت الحروب الأهلية والتقسيم والفوضى.

 

وطالب الصيد جموع الليبيين بطرد برنارد ليفي، الذي يسعى لجر البلاد نحو مزيد من الفوضى والخراب بمساعدة مليشيات السراج التي باعت نفسها لكل المشترين ورهنت ليبيا لأردوغان.

 

وتزامن وصول ليفي إلى مصراته مع التدريبات المصرية الفرنسية في المتوسط وتحركات عسكرية بحرية فرنسية.

 

وربط الباحث السياسي الليبي جمال شلوف، رئيس مؤسسة سلفيوم للدراسات، بين الزيارة وتوقيتها وبين التدريبات المصرية الفرنسية، معتبرا ليفي أحد أدوات الابتزاز والضغط على الدور الفرنسي الرافض للوجود التركي في ليبيا.

 

ويشير شلوف، في حديث لـ"العين الإخبارية"  إلى أن الزيارة تأتي عقب إعلان تركيا الجمعة توقيع اتفاقيات أمنية وعسكرية مع النيجر ذات الحدود المشتركة مع الجنوب الليبي، وهي منطقة نفوذ فرنسي.

 

ويلفت شلوف إلى جانب آخر وهو أن الزيارة أظهرت حقيقة الانقسام والعداء بين أقطاب حكومة السراج من ناحية، وفتحي باشأغا والغرياني من ناحية أخرى.

 

وأوضح أن لهجة التحريض من قبل السراج ضد زيارة ليفي كانت موجهة بالأساس ضد وزير داخليته فتحي باشاغا، وأطقم وزارته التي استقبلت وأمنت تحركات ليفي.

 

واعتبر أن غضب السراج لم يأتي على أرضية رافضة أو مبدأية، وإنما جاء في إطار العداء والتنافس بينهما.

 

وعلى الرغم من تحين المفتي المعزول الصادق الغرياني لأية فرصة للفتوى حيث يوفر الغطاء الديني للتنظيمات الإرهابية بمصراته،  إلا أن بعض الليبيين تساءل عن غياب فتاويه عن زيارة برنارد ليفي.

 

وقال الباحث السياسي ناصف الفرجاني إن زيارة ليفي وصمت الغرياني أظهرا ميكافيلية الفتوى لدى الغرياني الذي لطالما أفتى بقتال وقتل أفراد الجيش الليبي، وهذا أمر يوضح أن الفتوى عند الغرياني مجرد أداة سياسية لا تستند أبدا لقواعد الشرع وإنما لأهواء السياسة.

 

ومنذ عام 2011 ارتبط برنارد ليفي بالتنظيمات الإرهابية تحت ستار ما عرف بثورات الربيع العربي، وظهر في أكثر من موقع مع قيادات داعشية وإخوانية في سوريا وليبيا واليمن

 

وفي أواخر 2011 أصدر ليفي كتابه "الحرب من دون أن نحبها.. يوميات كاتب في قلب الربيع العربي"، حول حيثيات الصراع الليبي وكواليسه ومجرياته، بعد ما ادعى الانتصار لحرية الليبيين، مُخفيًا مهامه الحقيقية في التهيئة لمشروع تفكيك ليبيا وتقسيمها