"الخليج": الخلاف بين الصين والهند في الواقع هو أكبر من خلاف حدودي

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية،  إنها ليست المرة الأولى التي يشتبك فيها الجيشان الصيني والهندي على الحدود، وتقع خسائر بشرية، فقد شهدت منطقة لاداخ المتنازع عليها في جبال الهيمالايا، حرباً بين البلدين في العام 1962، انتهت بانتصار الصين، لكن التوتر ظل قائماً بين البلدين في ما بعد، ووقعت مناوشات عدة بينهما جرى حلها بالوسائل الدبلوماسية، كان آخرها العام 2017.

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الخميس تابعها "اليمن العربي" أن الخلاف الحدودي بين البلدين هو مصدر خطر دائم على البلدين الآسيويين العملاقين الجارين، ولم تنجح كل الجهود الدبلوماسية، واللقاءات العديدة التي عقدت بين قادتهما في وضع حد له، وهو خلاف من إرث الإمبراطورية البريطانية التي تركت «مسمار جحا» بين البلدين قبل انسحابها من الهند العام 1947، بعدما أقدمت على رسم خطي «مكماهون» و«مكارتني - ماكدونالد»، وهما خطان يرسمان الحدود في الهيمالايا والتيبت، وظلا موضع خلاف بين البلدين، حول عائدية الأراضي الواقعة بينهما.

 

وذكرت أن الخلاف بين الصين والهند في الواقع هو أكبر من خلاف حدودي ..إنه صراع جيواستراتيجي له علاقة بالدور الإقليمي والعالمي الذي يتخذ من الخلاف الحدودي سبباً، كلما شعر أحد الطرفين بأنه يحتاج إلى رافعة لموقفه يؤكد من خلالها وجوده وقدرته وتأثيره، مع أنهما يدركان أن أي توسيع للمواجهة بينهما قد يؤدي إلى كارثة فادحة، خصوصاً أنهما يمتلكان ترسانة نووية متنوعة الأشكال والمديات.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن المعارك التي تقع بين البلدين في ظروف جبلية قاسية على ارتفاعات تزيد على أربعة آلاف متر، وعلى مساحة من الأرض تقدر بآلاف الكيلومترات المربعة، وتتوزع في أكثر من منطقة حدودية متنازع عليها، تشكل في الواقع إنذاراً بهشاشة الأوضاع بين البلدين، خصوصاً إذا وقعت حرب فعلية بينهما، إذ لا بد أن تتسع رقعتها بما يتجاوز جبال الهيمالايا لتشمل مساحة البلدين اللذين يضمان حوالي ثلاثة مليارات إنسان ..فلنتخيل عندها حجم الضحايا والدمار، مع استخدام الأسلحة النووية، وما يمكن أن يسببه ذلك من خطر فعلي على الأمن والسلام في آسيا والعالم.

 

واشارت إلى أنه لعل قادة البلدين يدركان كل ذلك، كما يدركان أن التنافس بين بلديهما له ضوابط وحدود، ويمكن كبح الانجرار إلى صراعات واسعة ومدمرة، بحكم ثقافة بلديهما التي تشكلت عبر التاريخ وحددت أنماط الحياة والعلاقات والقيم الاجتماعية والأخلاقية والروحية، وهي مازالت متجذرة في أسلوب الحكم والعلاقات العامة في كل من الصين والهند ..ثم إن الانزلاق إلى مواجهة واسعة وغير محسوبة بين البلدين، يعني تدمير أو إجهاض كل ما أنجزاه من تقدم علمي واقتصادي وتكنولوجي على مدى السنوات الماضية، والارتداد سنوات إلى الوراء بعيداً عن الجهود المبذولة للارتقاء إلى قمة النظام العالمي، وهو ما تتمناه واشنطن وغيرها