تفاصيل جديدة حول مقتل عشرات المهاجرين الأفغان في إيران

عرب وعالم

اليمن العربي

كشفت وسائل إعلام أفغانية عن تفاصيل جديدة حول مقتل عشرات المهاجرين الأفغان غرقا بعد تعرضهم لسوء معاملة من جانب عناصر حرس الحدود الإيراني أثناء محاولتهم العبور إلى الأراضي الإيرانية.

 

وذكرت صحيفة "صبح كابول" الأفغانية المحلية، الأحد، نقلا عن جيلاني فرهاد  الناطق باسم والي هرات، أن قرابة 23 مهاجرا أفغانيا إما غرقوا أو فقد أثرهم في منطقة دهانة ذوالفقار التي حاولوا الدخول منها إلى حدود إيران.

 

وأوضح "فرهاد" أن هؤلاء المهاجرين ينحدرون من بلدة رباط سنجي الواقعة بولاية هرات أقصى غربي أفغانستان قرب الحدود الإيرانية.

 

وتقع منطقة دهانة ذوالفقار ذات الموقع الاستراتيجي على حدود إيران وأفغانستان وكذلك تركمانستان، بينما توجد ولاية هرات في أفغانستان ومدينة تربت جام في محافظة خراسان الرضوية الإيرانية على جانبي هذه المنطقة.

 

وتشير وسائل الإعلام الأفغانية إلى أن انعدام الأمن والبطالة وتزايد الفقر تعد من الأسباب الرئيسية للسفر غير القانوني للمهاجرين الأفغان إلى إيران.

 

وتعرضت عناصر حرس الحدود الإيراني لانتقادات حقوقية مرارا بسبب سوء معاملة المهاجرين الأفغان لدى محاولتهم تجاوز الحدود الفاصلة بين البلدين.

 

واستنكر محمد بهادري، عضو مجلس ولاية هرات، في تصريحات لإذاعة أوروبا الحرة الناطقة بالفارسية، إطلاق النيران من جانب حرس الحدود الإيراني على أولئك الذين يسافرون إلى إيران بدافع الفقر، وبحثا عن فرص عمل.

 

وتطرقت عدة تقارير إخبارية أفغانية إلى سوابق لحرس الحدود الإيراني أساء خلالها معاملة المهاجرين الأفغان، في حين تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة أظهرت ضرب عناصر حرس الحدود لمهاجرين أفغان وألقت ببعضهم في نهر هريرود الواقع قرب الحدود مع إيران.

 

وكشفت المقاطع القصيرة، التي بثها ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي، أن المهاجرين الأفغان لفظوا أنفاسهم الأخيرة غرقا في النهر بعد رميهم وسط ضحكات عناصر حرس الحدود الإيراني.

 

وذكر شهود عيان لإذاعة "أوروبا الحرة" أن العناصر الحدودية الإيرانية هددت المهاجرين الأفغان عبر إطلاق الرصاص الحي على سبيل الترهيب وطلبوا منهم إلقاء أنفسهم في مياه النهر.

 

وأوضحت صحيفة "صبح كابول" أن سلطات ولاية هرات الأفغانية بدأت تحقيقات لمعرفة كواليس غرق واختفاء عشرات المهاجرين لدى محاولتهم العبور إلى حدود إيران، وكذلك مدى دور عناصر حرس الحدود الإيرانيين في تلك الواقعة.

 

ونقلت جثث 5 مهاجرين أفغان على الأقل لقوا مصرعهم بعد أن غرقوا في نهر هريرود الواقع قرب الحدود مع إيران، بينما تشير تقارير محلية إلى أن عناصر حرس الحدود الإيراني أطلقت النار على أكثر من 50 مهاجرا أفغانيا.

 

ووسط نفي قنصلية إيران لدى هرات ممارسات الحرس الإيراني، تحدث ناشطون أفغان على مواقع التواصل الاجتماعي عن اعتقال وتعذيب حرس الحدود بإيران لمهاجرين وإلقاءهم في النهر.

 

وطالبوا بالتحقيق الموسع في الواقعة التي نعتوها بالقاسية للغاية، كما دعوا السلطات الإيرانية إلى التعامل مع المواطنين الأفغان وفقا لمبادئ حسن الجوار.

 

وأعلنت وزارة الخارجية الأفغانية التحقيق بشكل موسع وشامل في تفاصيل واقعة مقتل عشرات المواطنين الأفغان على الحدود مع إيران.

 

وأعرب المكتب الإقليمي للجنة حقوق الإنسان في ولاية هرات الأفغانية عن قلقه إزاء ما وصفها بالمعاملة غير الإنسانية للمهاجرين الأفغان ودعا إلى إجراء تحقيق فوري.

 

واعتبر عبد الستار حسيني، نائب ولاية فراة الحدودية بالبرلمان الأفغاني، مجلس النواب الأفغاني، أن إلقاء عناصر حرس الحدود الإيراني قرابة 50 عاملا أفغانيا في النهر بعد الاعتداء عليهم بالضرب وتكسير أقدامهم وأيديهم جريمة لاتغتفر، على حد تعبيره.

 

ومن جهتها، نقلت شبكة "إيران واير" التي يديرها صحفيون إيرانيون معارضون، عن مهاجرون أفغان ناجون، قولهم إن العديد من العمال يعبرون من أراضي ولاية هرات الواقعة على الحدود الشرقية لإيران بحثا عن فرص عمل.

 

وأوضحت "إيران واير"، حسب مصادر لها، أن حرس الحدود الإيراني احتجزوا عشرات المهاجرين الأفغان لنحو ليلة كاملة داخل حدود إيران قبل أن يقتادوا مرة أخرى إلى جزء عميق من نهر هريرود ويجبروا على إلقاء أنفسهم بالمياه حيث غرق بعضهم بسبب عدم إجادة السباحة