حملة إماراتية لدعم اللاجئين حول العالم في مواجهة كورونا

عرب وعالم

اليمن العربي

أطلقت قرينة حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والنازحين، الإثنين، حملة واسعة لجمع التبرعات المادية وأموال الزكاة، تحت شعار "دعمك لهم مسافة أمانهم".

 

وتسهم الحملة في تعزيز الرعاية الصحية للاجئين والنازحين في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19"، في تجمعات عدة للاجئين تستدعي الدعم والرعاية.

 

 

وتستهدف الحملة في المرحلة الأولى تجمعات اللاجئين في كل من الأردن وفلسطين ولبنان وبنجلاديش وكينيا، مع متابعة تطورات الأوضاع الصحية في مختلف مواقع اللاجئين حول العالم.

 

وعلى الصعيد المحلي، ستعمل مؤسسة القلب الكبير خلال الحملة على توفير التموين الغذائي للعمال والأسر من مختلف الجنسيات المقيمة داخل دولة الإمارات، والمتأثرة بشكل مباشر أو غير مباشر من تداعيات انتشار الوباء.

 

ووفق إحصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يقيم في الدول التي تشملها الحملة العدد الأكبر من اللاجئين على مستوى المنطقة، حيث يعيش في لبنان نحو 966089 لاجئاً، وفي الأردن 767874 لاجئاً، وفي بنجلاديش 906690 لاجئاً، في حين يصل عدد اللاجئين في كينيا إلى 471724، وفي فلسطين يبلغ عدد النازحين المهجرين من ديارهم 238000 نازح.

 

وتستجيب الحملة للتحديات التي تفرضها ظروف اللجوء من حيث الاكتظاظ السكاني، وضعف البنى التحتية وأنظمة الرعاية الصحية، خاصةَ في هذا الوقت الذي يتطلب جهوزية عالية لمنع انتشار المرض في تجمعات اللاجئين.

 

وقالت الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي: "بينما نلتزم بالتباعد الاجتماعي في نعيم منازلنا وأوطاننا، هناك لاجئين لا يملكون هذه الرفاهية، في ظل ظروف قاسية حرمتهم من مناعة مدعومة بغذاء سليم ونظام صحي قوي".

 

وأضافت: "مكافحة جائحة كورونا مسؤولية كل فرد ومؤسسة في العالم، وكل منا يستطيع المساهمة في وقاية أناس كثيرين من الإصابة، أو إنقاذ حياة مهددة بسبب المرض، وما يقوم به الأطباء ورجال الأمن والباحثين، جهود لا تقدر بثمن، ويجب على كافة الأفراد والمؤسسات أن يساهموا كل بما يستطيع لدعم جهود خطوط الدفاع الأولى".

 

ودعت كافة الأفراد والمؤسسات إلى أخذ زمام المبادرة في العطاء والتعاون، والمشاركة في حملة "دعمك لهم مسافة أمانهم"، وأشارت إلى أن العطاء في هذه الظروف يعني الحسم لصالح البشرية عبر كسب الوقت واستباق الفيروس، وقطع الطريق على انتشار المرض، مؤكدة أن العالم بحاجة إلى أن يكون على قلب واحد أكثر من أي وقت مضى.

 

وأضافت: "في الوقت الذي ينشغل العالم بعلمائه ومعارفه وتقنياته بإنتاج علاج فعال ضد الفيروس، هناك الكثير من الإجراءات التي يمكن عملها في سياق الوقاية منه، ومنع انتشاره، وفي مقدمة هذه الإجراءات يأتي توفير الغذاء الصحي، وتعزيز أنظمة الرعاية الطبية، والاستجابة السريعة والفعالة في أماكن تجمعات اللاجئين على وجه التحديد، إلى جانب تخفيف الأعباء على الأسر المقيمة داخل دولة الإمارات، والتي تأثرت بشكل أو بآخر تداعيات انتشار الوباء".

 

وأكدت الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي أن هذه الحملة تنسجم مع جهود وتوجهات دولة الإمارات العربية المتحدة، المتمثلة في توفير كافة أشكال الدعم لمن يحتاجونه في هذه المرحلة الصعبة.

 

وقالت: "نحن نقتدي بدولتنا وقيادتنا التي فتحت ذراعيها للتعاون مع القريب والبعيد، من أجل توفير كافة العوامل لحماية صحة الناس وتعزيز قدراتهم على عبور هذه المرحلة بخير وأمان".

 

وأكدت: "في دولة الإمارات نعيش في مجتمع متضامن ومتكافل، كل فرد فيه جزء هام وفاعل من هذا المجتمع، وتضامننا مع الفئات المتأثرة من انتشار الوباء هو واجبنا تجاه أفراد هذا المجتمع مهما اختلفت أعراقهم أو جنسياتهم فهم جزء من مجتمع دولة الإمارات".

 

وأضافت: "العالم اليوم بحاجة للتكاتف والتعاون أكثر من أي وقت مضى، لتعزيز قدرة المجتمعات على مواجهة جائحة كورونا، وإذا كنا نسعى نحو بناء مجتمع إنساني واحد يتشارك الأحلام والهموم والمصير، فهذا هو وقت إثبات جدية مساعينا. ما نقوم به اليوم سيبقى خالداً في ذاكرة الناس، وسيحدد مصير علاقات المجتمعات ببعضها في المستقبل".

 

وسيكون بإمكان الراغبين في المساهمة في الحملة، التبرع بزكاة أموالهم أو صدقاتهم من خلال رابط مباشر على الموقع الإلكتروني لمؤسسة القلب الكبير www.tbhf.ae.

 

وتتضمن وسائل التبرع المختلفة، الرسائل النصية، والحسابات المصرفية دون تحديد أي حد أدنى وأعلى للتبرعات، وذلك بهدف إتاحة فرصة المساهمة لكافة أفراد المجتمع بمؤسساته وأفراده.

 

وحددت "القلب الكبير" عبر استراتيجيتها أولويات وحاجات اللاجئين في الدول المستهدفة، حيث ستعمل على المساهمة في توفير المستلزمات الطبية في فلسطين المحتلة، إلى جانب تقديم الدعم لمدرسة "القلب الكبير" في قلقيلية، والتي حولت مبناها إلى مركزٍ للحجر الصحي منذ بداية الأزمة.

 

أما في الأردن، وتحديداً في مخيم الزعتري، الذي يضم أكثر من 75 ألف لاجئ، فستركز الحملة على المساهمة في دعم قدرات العيادات الصحية كافة هناك بما فيها عيادة القلب الكبير بحيث تتمكن العيادات من رفع جهوزيتها لتقديم خدمات الرعاية الصحية لعشرات الآلاف من اللاجئين.

 

 

وفي لبنان، تستهدف الحملة تعزيز قدرات الطواقم الطبية العاملة، إلى جانب توفير الاحتياجات اللازمة لمراكز الرعاية الصحية.

 

أما في بنجلاديش، تسهم الحملة بالتنسيق مع المنظمات المحلية في توفير مستلزمات الرعاية والوقاية الصحية للعيادات في مخيم كاتوبالونج للاجئي الروهينجا، بهدف رفع جهوزية القدرة الوقائية من المرض لعشرات الآلاف من اللاجئين هناك، بينما ستقوم مؤسسة القلب الكبير من خلال الحملة على إمداد مقدمي الخدمات الصحية بالمستلزمات الطبية والوقائية في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا.

 

وكانت مؤسسة القلب الكبير أعلنت في وقت سابق أنها تتواصل مع شركائها المحليين والعالميين، للاتفاق على تنفيذ حملات دعم وإغاثة للمجتمعات التي أنهكتها الصراعات واللجوء وتحديات التنمية، وبشكل خاص تجمعات اللاجئين والنازحين، ومن ذوي الدخل المحدود في العالم.