"الخليج": تداعيات فيروس كورونا تعيد تشكيل النظام العالمي

عرب وعالم

اليمن العربي

تساءلت صحيفة خليجية، "هل نحن على عتبات نظام دولي جديد، يولد من رحم جائحة كورونا، خلفاً للنظام الدولي الحالي المتهالك الذي تحاول الولايات المتحدة تفصيله على مقاسها بالقوة، من خلال استخدام أساليب الحروب التجارية والعقوبات والتهديدات والحصار، لعلها تجبر الآخرين على الرضوخ والاستسلام لإرادتها بالبقاء على رأس هذا النظام؟".

 

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم لقد غيّر فيروس كورونا وتداعياته من نظرة العالم للولايات المتحدة، وأسقطها من عرش الزعامة الدولية، لأنها فشلت في قيادته كقوة كبرى جديرة بموقعها، وبدت واهنة حتى عن تدبير وضعها الداخلي في مواجهة فيروس اقتحم الكرة الأرضية على حين غرة، وحصد آلاف الأرواح، وأجبر نحو ثلث سكان العالم على العزلة، وقطع التواصل بين البشر، وأغلق البر والبحر والفضاء، وما زال يفعل فعله ويتسع شره من دون أن يتمكن الإنسان من وضع حد له.

 

وتابعت "لقد بدت الولايات المتحدة فاشلة وعاجزة عن إدارة فصول هذه الحرب الكونية الجرثومية الصامتة، في حين برزت الصين الشعبية كقوة عالمية ريادية تتعامل مع هذا الوباء الذي انتشر من عندها بحرفية عالية، واستطاعت محاصرته بكفاءة عالية، ومن ثم تقديم الدعم الفوري لدول أخرى بعيدة، من دون شروط أو قيود.

 

ومضت "بعد كل أزمة كبرى واجهها العالم، كانت التداعيات تتمثل بقيام نظام عالمي جديد على أنقاض ما سبقه، وهو أمر حتمي لأن العلاقات الدولية لا تقبل الجمود والتقوقع، بل هي في حركة دائمة، لأنها سنّة الحياة.

 

وتقول الصحيفة "بعد حرب الثلاثين عاماً في الإمبراطورية الرومانية (معظم أراضي ألمانيا اليوم)، وحرب الثمانين عاماً بين إسبانيا والمملكة المتحدة، تم توقيع معاهدة وستفاليا، أو صلح وستفاليا العام 1648، وهو أول اتفاق دبلوماسي في العصور الحديثة، وقد أرسى نظاماً جديداً في أوروبا الوسطى مبنياً على مبدأ سيادة الدول.

 

وبحسب الصحيفة "وبعد الحرب العالمية الأولى المدمرة، تم تأسيس «عصبة الأمم» عقب مؤتمر باريس للسلام عام 1919، وهو المؤتمر الذي أنهى الحرب. وكان هدف العصبة الحفاظ على السلام وضمان الأمن المشترك بين الدول، والحد من انتشار الأسلحة، ويومها كان عدد الدول الأعضاء 58.

 

واستطردت "لكن هذه العصبة لم تصمد وسقطت مع نشوب الحرب العالمية الثانية العام 1939التي شملت معظم الكرة الأرضية وأحدثت دماراً هائلاً وسقط فيها ملايين البشر. وعلى أنقاض هذه الحرب تم إنشاء منظمة الأمم المتحدة عام 1945 التي أقامت نظاماً دولياً جديداً، تقاسمت فيه الدول الكبرى الخمس غنائم الحرب ومواقع القيادة، وظل قائماً حتى سقوط الاتحاد السوفييتي، وكان ذلك فرصة للولايات المتحدة كي تحاول التفرد بالنظام الدولي وفرض استراتيجياتها ونظامها الرأسمالي على العالم.

 

واختتمت الصحيفة "لعل تداعيات فيروس كورونا وما ستتركه من آثار على البشرية، تعيد تشكيل النظام العالمي من جديد، وفقاً لدور الدول وقدرتها على مواجهة هذا الفيروس الذي يهدد البشرية.