مراقبون يرجعون سبب الإنهيار في الجوف إلى الدور الذي يلعبه التيار الإخواني الموالي لقطر

أخبار محلية

اليمن العربي

عزا مراقبون أسباب الانهيار المفاجئ في جبهات الشرعية إلى عدة عوامل من بينها ترهل القرار السياسي وتغول الفساد في مؤسسات الجيش وازدواج الولاءات، إضافة إلى الدور الذي يلعبه التيار الإخواني الموالي لقطر الذي عمل خلال السنوات الماضية منذ إنهاء مشاركة الدوحة في التحالف العربي على إرباك الأولويات وتبديد طاقات الحكومة اليمنية في الصراعات الداخلية مع مكونات المؤتمر الشعبي والمجلس الانتقالي، واستهداف التحالف العربي إعلاميا وسياسيا.

 

واعتبرت مصادر مطلعة قرار تعيين اللواء صغير بن عزيز رئيسا لأركان الجيش الوطني اليمني، قبل أيام قليلة من سقوط الجوف، محاولة متأخرة لعكس نتائج السياسات الكارثية في مؤسسة الجيش وتضخم الفساد واستشراء قوائم الأسماء الوهمية في صفوف الجيش الوطني التي بلغت الآلاف، بحسب مصادر عسكرية مطلعة.

 

وأشارت المصادر إلى أن تكديس قوات الجيش الوطني الضاربة في محافظتي شبوة وحضرموت وفي محافظة أبين على أبواب العاصمة المؤقتة عدن، كان سببا كافيا لتخفيف الضغط على الميليشيات الحوثية في مختلف الجبهات وإعطاء الميليشيات مساحة واسعة للمناورة وتحقيق الانتصارات في نهم والجوف، عوضا عن انشغال قيادات الشرعية السياسية بخوض معركة جانبية مع المجلس الانتقالي الجنوبي ومنح هامش سياسي للحوثيين في المحافل الدولية.

 

وعن فرص اتخاذ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي سلسلةً من الإجراءات والقرارات لامتصاص حالة الغضب الشعبي في صفوف المناوئين للانقلاب الحوثي، ووقف التدهور السياسي والعسكري في معسكر الشرعية، استبعدت مصادر سياسية أن يتم اتخاذ مثل هذه القرارات في ظل سيطرة جماعة الإخوان والتيار الموالي للدوحة في الحكومة اليمنية على القرار السياسي واستشراء حالة الفساد وهيمنة مراكز القوى.

 

ولفتت المصادر إلى أن تغيير الاستراتيجية العسكرية في الجيش الوطني اليمني بات مرتهنا بأجندة تيار الإخوان وقطر النافذ في الحكومة، وهو الأمر الذي سيعرقل أيّ خطوات لإصلاح بنية الجيش ليكون مرتبطا بقائمة مصالح الإخوان وقطر والتنظيم الدولي.

 

ودلّلت المصادر على حالة الارتباك وغياب الأوليات التي تسببت في إضعاف جبهات الجوف ومأرب ودفعت الإخوان إلى تكديس قواتهم العسكرية في حضرموت وشبوة وعلى مشارف عدن، انتظارا لتغيير خارطة القوة والنفوذ في المناطق التي تشكل حاضنة شعبية للمجلس الانتقالي الجنوبي، أو تلك الغنية بالموارد النفطية.

 

ولفتت المصادر إلى أن حالة الانهيار في أداء الشرعية السياسي والعسكري نتيجة طبيعية لتراكم الأخطاء والإخفاقات خلال السنوات الخمس الماضية وتراجع الحوثيين إلى مرتبة متأخرة في قائمة أهداف قيادات نافذة في الحكومة اليمنية باتت تجاهر صراحة بعدائها للتحالف العربي وتطالب بعقد صفقات سياسية مع الحوثيين برعاية قطرية وتركية وعمانية.

 

وربطت مصادر سياسية مطلعة بين إلقاء الحوثيين بثقلهم العسكري والقبلي لتحقيق انتصار عسكري في الآونة الأخيرة، بالرغم من تصاعد الخسائر البشرية والمادية في صفوفهم، وبين التحولات السياسية المتسارعة التي يشهدها الملف اليمني والرغبة في الضغط على محافظة مأرب المجاورة، والاقتراب من الحدود السعودية، قبيل الدخول في أي مشاورات بشأن الحل النهائي في اليمن.

 

وقادت حالة الانهيار المتسارعة التي تمر بها الشرعية إلى طرح الكثير من التساؤلات في صفوف الناشطين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي حول طبيعة العلاقة بين اليمنيين ومؤسسة الشرعية في الفترة المقبلة، وإمكانية خلق أوعية جديدة تكون بمثابة واجهات لمواجهة المشروع الحوثي في اليمن.

 

كما تساءل العديد من الخبراء المهتمين بالشأن اليمني عن مشروعية المطالب التي تتبناها الحكومة اليمنية ببسط سلطتها السياسية ونفوذها العسكري على المحافظات الجنوبية في الوقت الذي تسببت فيه ممارستها في خسارة مناطق شاسعة في الجوف ومأرب بعد أكثر من خمس سنوات من الحرب.