قبل اكتمال عام على افتتاحها.. الحكومة التركية تقرر إغلاق ملاهي "أردوغان" 

عرب وعالم

اليمن العربي

قبل اكتمال عام على افتتاحها، قررت الحكومة التركية إغلاق مدينة الألعاب والملاهي "أنكا بارك وندرلاند أوراسيا" التي أنفق على إنشائها نظام الرئيس رجب طيب أردوغان مليارات الليرات، دون تحقيق الفائدة المرجوة منها. 

 

جاء ذلك وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" المعارضة، الأربعاء، مشيرا إلى أن إغلاق المدينة جاء قبل أن يمر عام على افتتاحها. 

 

وافتتح أردوغان المدينة المذكورة في 20 مارس/آذار 2019، زاعما في كلمة ألقاها أثناء الافتتاح أنها ستجذب 10 ملايين سائح سنويا إلى أنقرة، وستحقق للعاصمة دخلا سنويا قدره 50 مليون ليرة. 

 

وذكرت الصحيفة أن المدينة بدأت تواجه مشكلات بعد 6 أشهر فقط من افتتاحها، وأنها لم تشهد الإقبال المتوقع رغم خفض ثمن التذاكر، مرجعة ذلك لعدم توفر عناصر السلامة والأمان في الألعاب. 

 

الشركة التي استأجرت مدينة الملاهي لمدة 29 عاما مقابل 26 مليونا و400 ألف ليرة سنويا، أصبحت في ظل ضعف الإقبال عاجزة عن سداد رواتب العمال، فاضطرت لإغلاق منافذ بيع التذاكر، ومدخل المدينة بالحواجز وتسريح نحو 100 عامل. 

 

وتكبدت الخزينة التركية ما يقدر بـ750 مليون دولار على إنشاء هذه المدينة، وتم افتتاحها وسط تجاهل تام لشروط السلامة، وتأمين حياة الزوار، وكلها بحسب معارضين أمور لا تعني شيئا لأردوغان أو حزبه الذي يسعى من خلال افتتاح أي مشاريع وهمية لترميم شعبيته المنهارة، لا سيما أن الافتتاح جاء قبيل الانتخابات المحلية الأخيرة. 

 

وخير دليل على ما ذكرته المعارضة آنذاك بخصوص شروط السلامة، أنه بعد يومين من افتتاح المدينة سلطت العديد من المواقع الإخبارية الضوء على انتهاء العمر الافتراضي لعدد من الآلات والألعاب، إذ بعد يومين فقط من الافتتاح تعطلت لعبة "قطار الموت" في أعلى نقطة لها على ارتفاع 60 مترا، ما تسبب في تعرض ركاب اللعبة لدقائق من الفزع والرعب الشديد. 

 

وعلى إثر ذلك اضطر ركاب اللعبة إلى المكوث لعدة دقائق في هذا الارتفاع الشاهق في انتظار من يأتي لنجدتهم، واضطروا في النهاية إلى النزول من هذا الارتفاع الشاهق من خلال تسلق قضبان اللعبة الخطيرة. 

 

وأشارت بعض المواقع الإخبارية التركية أن رئيس بلدية أنقرة الأسبق مليح غوكتشك أنفق على البوابة الرئيسية للمدينة وحدها 19 مليون ليرة، غير مستبعدة شبه الفساد في الأموال التي تم إنفاقها على المشروع. 

 

بدأت أعمال التشييد في مدينة الألعاب قبل نحو 6 سنوات، واستُكمل بناؤها في 2018 الماضي، لكنها لم تُفتتح للجمهور إلا قبل 10 أيام من الانتخابات المحلية في 2019، استمرارا لسياسة الرشاوى الانتخابية التي يتبعها أردوغان. 

 

منتقدو مدينة الملاهي الجديدة يؤكدون أنها تعاني من مشكلات في شروط التأمين والسلامة، وأن تأخر افتتاحها الرسمي لسنوات، يعني أن العمر الافتراضي الآمن للعديد من الألعاب قد انقضى بالفعل، الأمر الذي يعرض رواد المدينة للخطر، وهذا ما يفسر عزوف المواطنين عنها. 

 

غرفة المهندسين المعماريين الأتراك في أنقرة، قالت إنها فحصت صورا فوتوغرافية التقطت للألعاب في مدينة أنكا بارك، أظهرت وجود الصدأ على القطارات السريعة، بالإضافة لمشكلات أخرى في أساس ألعاب ترفيهية أخرى. 

 

رئيسة الغرفة تزجان قاراقوش جاندان، قالت في بيان لها مارس/آذار الماضي: "وضع مدينة الملاهي سيسفر عنه مشكلات بالتأكيد، حتى لو لم تظهر أو تقع اليوم". 

 

وتابعت قائلة: "لا تركبوا هذه الألعاب التي تم شراؤها من شركات أجنبية دون الحصول على شهادات السلامة اللازمة". 

 

وأضافت جاندان: "عندما نفكر في الأزمة الاقتصادية، نرى أن ما يحتاجه شعبنا هو الحصول على الغذاء الصحي، لكن رغم أن التفكير السليم يقول ذلك، فإن أردوغان قرر بدلا من ذلك بناء كتل حديدية صدئة". 

 

تأتي فضيحة هذه المدينة التي أشرفت على تنفيذها بلدية العاصمة أنقرة التي كانت خاضعة لحزب أردوغان، في إطار سلسلة فضائح فساد مماثلة ارتكبها الحزب الحاكم. 

 

وفي مارس/آذار الماضي صدر تقرير رقابي عن ديوان المحاسبة التركي، كشف فسادا مهولا في جميع المؤسسات وإدارات البلديات التركية التابعة لحزب أردوغان، تضمنت رشوة ومحسوبية وكسبا غير مشروع. 

 

وأوضح التقرير أن المجاملات ومحاباة الأصدقاء والأقارب في التوظيف تفشت في تلك المؤسسات والبلديات، كما رصد أشكالا عديدة من أساليب الكسب غير المشروع ومخالفة القانون الذي تحول إلى ممارسة معتادة في البلديات.