دعوات للتظاهر بلبنان وأنصار حركة أمل يعتدون على محتجين

عرب وعالم

اليمن العربي

في اليوم الـ100 للانتفاضة الشعبية في لبنان اعتدى مناصرو "حركة أمل" الشيعية على بعض المتظاهرين، فيما دعا مؤيدو "تيار المستقبل" إلى التظاهر أمام السراي الحكومي، مقر رئيس الحكومة الجديد حسان دياب. 

 

وتحت عنوان "جولة لكشف حساب على مزاريب الهدر"، احتج متظاهرون أمام ما يعرف بـ"مجلس الجنوب" و"مجلس الإنماء والإعمار" و"صندوق المهجرين"، وجميعها في بيروت، وأنشئت بعد انتهاء الحرب اللبنانية بهدف المساهمة في إعادة الإعمار، لكنه منذ ذلك الحين تعرف بأنها تعمل وفق المحاصصة الطائفية وتشكل مصدرا أساسيا للهدر والفساد بعيدا عن المحاسبة.

 

وما أن وصل المحتجون إلى مقر مجلس الجنوب في منطقة الجناح المعروف بالسيطرة عليه من قبل "حركة أمل" حتى تعرضوا للضرب بالعصي على يد عناصر من الحركة وتكسير الحافلة التي أقلتهم. 

 

ومع النقل المباشر على الهواء للمسيرة والمناشدات التي أطلقها المتظاهرون حضرت قوة أمنية وتدخلت لفض الإشكال الذي أوقع حسب شهود عيان أكثر من 15 جريحا من المتظاهرين.

 

وأدان وزير الداخلية العميد محمد فهمي، في بيان له، ما وصفه بالأسلوب الهمجي الذي تعرض له معتصمون ومتظاهرون سلميون بينهم سيدات وهم في طريقهم ظهر اليوم إلى الاعتصام أمام مجلس الجنوب.

 

وأكد فهمي أن الأجهزة الأمنية المختصة لن تتوانى في ملاحقة المعتدين وتحديد هوياتهم، وأنها باشرت على الفور التحقيقات اللازمة لمعرفة خلفية وأهداف الاعتداء على المتظاهرين والمعتصمين وإحالتهم للقضاء المختص لاتخاذ المقتضى القانوني.

 

وشدد الوزير على أن وزارة الداخلية من مهامها وأولوياتها حماية كل المواطنين من متظاهرين وغيرهم ومنع أعمال الشغب والتعديات.

 

وأشار إلى أن الوزارة لن تقبل باستمرار العابثين بالأمن التطاول على كرامة أي مواطن تحت أي ظرف أو حجة أو سبب، وأن التظاهر والاعتصام حق مشروع حفظه القانون وحفظته كل الأعراف الإنسانية والأخلاقية.

 

ومع تأكيد المتظاهرين أن من تعرضوا لهم من عناصر في "حركة أمل"، نفت الحركة كما نقلت قناة "أل بي سي" أن "ما حصل في الجناح أمام مجلس الجنوب ردة فعل من قبل أهالي المنطقة، نتيجة الأوضاع الاجتماعية والسياسية الضاغطة، ومن دون أي قرار حزبي، وبسبب التحريض الذي حصل في الساحات".

 

كما اعتبرت أنه "لو نُسّق الأمر مسبقا مع القوى الأمنية لما حصل أي إشكال".

 

وفي بيان له قال "ائتلاف بناء الدولة"، الداعي للتظاهر من ساحة الشهداء في وسط بيروت: "المعتدون علينا أمام مجلس الجنوب استعملوا السكاكين والشفرات الحادة وضربوا النساء بآلات حادة وعرّفوا عن نفسهم على أنهم ينتمون إلى "حركة أمل"، ودعوا وزير الداخلية لتحمل مسؤولياته والتحقيق فيما حدث".

 

من جهتها، أعلنت النائبة بولا يعقوبيان على حسابها عبر تويتر أنها ستقدم أخبارا ضد كل من ضرب وسيضرب متظاهرين يمارسون حقهم الدستوري والقانوني ويدافعون عن بلدهم.

 

وأكدت أن هذه فرصة لرئيس الحكومة ووزير الداخلية والبلديات الجديدين ليثبتا أن هناك نهجا وأداء جديدين في لبنان. 

 

وقبل بدء المسيرة قال الناشط شريف سليمان: "إن تحرك اليوم الذي دعت إليه مجموعات عدة في الحراك الشعبي يحمل عنوان "ائتلاف بناء الدولة"، يهدف إلى إلقاء الضوء على أبرز المؤسسات الفاسدة في الدولة". 

 

وعن رأي الناشطين في الحكومة الجديدة قال سليمان: "لسنا متفائلين بما قد تنجزه لكننا نترقب البيان الوزاري وما سيظهر خلال الأسابيع المقبلة ليبنى على الشيء مقتضاه".

 

كما قطع مناصرو "تيار المستقبل" الطريق على كورنيش المزرعة وجسر الكولا في بيروت، لبعض الوقت قبل أن يعاد فتحها، وذلك رفضا لحكومة حسان دياب.

 

وكانت مجموعات من شبان المنطقة تجمعت في ساحة الملعب البلدي بعد انتهاء صلاة الجمعة للانطلاق بعدها في شوارعها، تأييدا للحراك الشعبي و"رفضا لحكومة حسان دياب".

 

كما جابت عشرات الدراجات النارية شوارع منطقة الطريق الجديدة في بيروت، داعية أهالي المنطقة إلى "تأمين أكبر حشد ممكن للتوجه إلى السرايا الحكومية للتظاهر أمامها"، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.

 

وكان دياب أعلن، الثلاثاء، رسميا تشكيل حكومته الجديدة من 20 وزيرا من لون واحد (حزب الله وحلفائه)، مشيرا إلى أنها من الاختصاصيين ولا نواب فيها.