معركة صامتة في إيران حول خلافة خامنئي

أخبار محلية

اليمن العربي

كشفت صحيفة بريطانية عن معركة صامتة تشهدها إيران، حول من سيخلف المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي .

وقالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن هناك معركة متوترة حول من سيحل محل خامنئي البالغ من العمر 80 عاما، عندما يموت .. مشيرة إلى أن هذا القرار مصير إيران خلال العقود القادمة، وسيعتمد الخيار على توازن القوى في ذلك الوقت داخل إيران، في الأسابيع الأخيرة، وما إذا كان هذا التوازن يميل أكثر لصالح الحرس الثوري وأنصاره المتشددين.

ونقلت الصحيفة عن محلل إصلاحي قوله "نشهد ألاعيب محلية وخارجية أكثر تعقيدا، تركزت جميعها على مسألة الخلافة، ويبدو أن زيادة سلطة الحرس الثوري هو سياسة متعمدة لجعله القوة المهيمنة، حتى يتمكن من لعب الدور الرئيسي في انتقال السلطة".

ووفقا للعديد من المتشددين، تبرز الأحداث الحاجة إلى وجود زعيم براغماتي آخر مستعد للوقوف في وجه الولايات المتحدة، كما يقللون من تكهنات الإصلاحيين بأن الإيرانيين سيريدون أن يكون المرشد الأعلى المقبل مجرد منصب اسمي، بدلا من منصب قيادي قوي.

وكان آية الله خامنئي، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، هو الذي أذن بأول هجوم صاروخي مباشر على القوات الأمريكية، والذي تم تصميمه لإظهار تصميم إيران على الانتقام لاغتيال سليماني دون شن حرب شاملة.

وعلى الرغم من أن الهجوم لم يقتل أي جنود أمريكيين، إلا أن إيران أرسلت رسائل إلى الولايات المتحدة عبر السفارة السويسرية، تفيد بأنها ستكون الضربة الأولى والأخيرة إذا امتنعت الإدارة الأمريكية عن الرد.

ويقول أحد أقرباء المرشد الأعلى إن ”التطورات الأخيرة كانت بمثابة دعوة للاستيقاظ، لقد ذكرونا أن الولايات المتحدة يمكنها الاقتراب من الحرب مع إيران، ونحن بحاجة إلى زعيم شجاع آخر قادر على الحفاظ على استقرار البلد وقوته“.

وأضاف: ”لا يمكن للبلاد تحمل مخاطرة المرور بفترة تجربة على يد قائد عديم الخبرة“.

ويقول أحد المطلعين على الموضوع: ”عندما يموت خامنئي، لا سمح الله، سيتولى الحرس الثوري السيطرة بالكامل على البلاد حتى تتمكن جمعية الخبراء من اختيار قائد، وفي ذلك اليوم، سيكون الحرس الثوري هو القوة العليا في التأثير على الاختيار، وكبح أي أزمات محتملة، والأهم من ذلك الحفاظ على السلامة الإقليمية“.

ويتضمن الحرس الثوري الإيراني 120 ألف شخص، وهو المؤسسة الإيرانية الأكثر تنظيما، مما يمنحها نفوذا كبيرا على الخلافة، كما أنه يسيطر على قوة متطوعة يُعتقد أنها تتكون من عدة ملايين، مما يزيد من قدرته على ممارسة هذا النفوذ، فهي ليست مجرد قوة عسكرية، فالسياسيون المقربون من الحرس موجودون في مؤسسات مختلفة مثل مكتب الزعيم والبرلمان والقضاء.

ويعتقد أن لهم مصالح في مجالات متنوعة مثل الاتصالات والتجارة والبتروكيماويات وقطاعات أخرى، وهو ما حاول الرئيس حسن روحاني في السابق كبحه عن طريق الاستغناء عن العقود في الشركات المملوكة للدولة.

وبحسب الصحيفة، في المحادثات الخاصة، تكثر التكهنات حول من سيفضله الحرس الثوري، وبالنظر إلى الأحداث الأخيرة، يرجح العديد من الخبراء أن يتم ترشيح نجل آية الله خامنئي الثاني، مجتبى، على الرغم من أنه لا يزال بعيدا عن الأضواء في حياته الدينية والسياسية.

ويدرّس مجتبى البالغ من العمر 51 عاما في مركز ”قم“ لتعليم الإسلام الشيعي، مما يمنحه مكانة رجل الدين رفيع المستوى الضرورية لشغل دور المرشد الأعلى، ويقول أحد أقاربه إنه بفضل عقليته المماثلة لأبيه، فإن لديه نظرة ثاقبة في القضايا السياسية والعسكرية، وهو يدعم فكرة الاقتصاد القائم على المعرفة.

وأضاف أقاربه: ”لديه علاقات جيدة مع الحرس الثوري، وقد لا يتمتع بسلطة والده، لكن الحرس لا يستطيع السيطرة عليه“.

وقلل المطلعون على خبايا النظام من التوقعات التي تشير إلى أن مثل هذا الاختيار يمكن أن يجعل الجمهورية الإسلامية تبدو وكأنها الملكية الوراثية التي أُطيح بها في البلاد قبل أكثر من 40 عاما.

أما المرشح المحتمل الآخر فهو إبراهيم الريسي، رئيس القضاء المتشدد الذي خسر الانتخابات الرئاسية لعام 2017 لصالح روحاني، ومنذ ذلك الحين شن حملة ضد الفساد.

ويقول أحد المحللين المحافظين، والذي يعتقد أن الأوضاع ستكون لصالح الحرس الثوري: ”ما يحدد اختيار المرشد الأعلى هو تكاليف وفوائد المكافأة السياسية القائمة بين مجموعات المصالح المختلفة، إذ يجب أن تعتقد الجماعات السياسية والمجتمع أن هذا الاختيار سيصب في مصلحتهم“.

ويأتي هذا التنافس بين المرشحين المحتملين في وقت يتغير فيه مركز ”قم“، إذ لعبت الندوات دورا حيويا في انتصار الثورة الإيرانية سابقا، وهي الآن ثاني أهم مؤسسة إيرانية بعد الحرس، ومع ذلك، فإن كبار رجال الدين في المركز هم من المسنين.

إذ يبلغ آية الله حسين وحيد خراساني، أكبر رجل دين في المركز، من العمر 99 عاما، وتشتمل الشخصيات الكبرى الأخرى، لطف الله صافي غولبايغاني (100 عام)، وحسين نوري حمداني (94 عاما)، وناصر مكارم الشيرازي (92 عاما)، وموسى الشبيري زنجاني (91 عاما).

في حين تتركز اهتمامات رجال الدين الرئيسية حول تدين الناس، والذي ضعف في ظل الجمهورية الإسلامية على مدى العقود الأربعة الماضية، إلا أن الحرس مصمم على أن يكونوا المؤسسة الأيديولوجية والسياسية المركزية التي يمكنها اختيار الزعيم الديني التالي لحكم إيران، وتوسيع نفوذها عبر الحدود في العراق.

ويقول المتشددون: ”كل ما يفعله الأمريكيون يفيدنا، بما في ذلك حروبهم في العراق وأفغانستان وقتل سليماني، إن بلدنا يديرها الإمام الأخير (المهدي) الذي يقرر أيام الله وسيساعدنا في اختيار قائد عظيم عندما يحين اليوم“.