اتفاق الرياض والفرص الضائعة
بعد مفاوضات ماراثونية , ومشاورات طويلة , اسفرت عن بنود اتفاق الرياض ,وملحقاته ,وذلك بفضل الوسيط المخلص , واستجابة طرفي الصراع نحو الحل ,نتج عنه خطة مزمنة لتنفيذه .
اتفاق الرياض شكل بارقة أمل للجميع من عدم الانزلاق الى مزيد من الدماء , في المحافظات المحررة , التي قدمت خيرة شبابها , باستبسال منقطع النظير , كبح جماح الحلم الايراني في المنطقة , و مكّن الحكومة الشرعية بالعودة الى العاصمة عدن .
الطرفان المختلفان يتنافسان ويتسابقان اعلاميا , بالترحيب والابتهاج بهذا الاتفاق , بل ويشدد كل طرف على ضرورة الاسراع بترجمة بنوده الى واقع ملموس ,
اين تكمن معضلة تأخير التنفيذ إذن ؟..المشكلة التي نعاني منها في هذا الوطن الجريح , والشيطان مستوطن فيها عادة هي التفاصيل , بل ان كثير من المراقبين يضعون اياديهم على قلوبهم , منذ اعلان اتفاق الرياض حذر التفاصيل التي هي اس كوارثنا , انطلاقا من تجارب مررنا بها , ينفجر الموقف وتنشب المعارك بعد كل اتفاق , فيقال اصيبت الوحدة اليمنية بمقتل بعد توقيع وثيقة العهد والاتفاق في يناير94م بالاردان بين الرئيسين البيض وعفاش .ونكبت الجمهورية وتقطعت اوصالها , بعد المبادرة الخليجية واتفاق السلم والشراكة في سبتمبر 2014م لتسوية الازمة القائمة أنذاك..
بنود اتفاق الرياض فضفاضة وحمّالة أوجه , ولهذا كل فريق يدفع بقوة لتنفيذها , لكن وفق تأويل وتفسير فتاوى فقهائه السياسيين ومذاهبهم المصلحية المتشعبة .
التسامي مطلوب والتنازل حتمي على الطرفين رغم مرارته , لكنها السياسية وفن ممكنها وقبول مقتضيات المرحلة وحساسية الوضع , مع الاخذ بعين الاعتبار أمر مهم ــ ربما لايدركه البسطاء ــ , اننا تحت الفصل السابع, ليأتي اتفاق الرياض يعزز ذلك بطريقة اكثر تضييقا .
تفاعل الوسيط السعودي وتوضيح خطابه وموقفه بشفافية هو الفيصل , وكذلك الطرفان المعنيان بالاتفاق , وإلا انتظروا مسلسل "حماس وفتح" بنسخته المأساوية في المحافظات المحررة , والكسبان في الاخير هو الحوثي ومشروع إيران الكهنوتي