سمير سيف.. رحل "الغول" ولم يتنازل عن مبادئه

ثقافة وفن

اليمن العربي

على عتبة التفاؤل كان المصري الراحل المخرج سمير سيف يقف دائما، كان ينظر إلى كل أزمات مصر بكثير من الهدوء، وهو على ثقة من أنها ستتجاوز كل ما يحدث وتنتصر للقيم.

 

لذا، عندما ظهرت "سينما المقاولات" خلال فترة الثمانينيات، فضل "سيف" البقاء في المنزل وعدم تقديم تنازلات قد تخرجه من حسابات الجمهور، وعاش ومات دون التخلي عن مبادئه.

 

ولد سمير سيف في 23 أكتوبر/تشرين الأول عام 1947، كان تلميذا متفوقا ولديه طموح واضح المعالم، التحق بمعهد السينما وتخرج بتقدير امتياز عام 1969، وتم تعيينه معيدا بالمعهد بأكاديمية الفنون المصرية.

 

إلى جانب التدريس في معهد السينما، اهتم سمير سيف بالحركة النقدية، وقرر الاقتراب من المشهد السينمائي أكثر، فعمل مساعد مخرج مع مخرجين من العيار الثقيل مثل شادي عبدالسلام، وحسن الإمام، ويوسف شاهين، ما ساعده على اكتساب خبرة كبيرة من هولاء العظام في مهنتهم.

 

ولكنه كان يرى أن السينما المصرية تنقصها أفلام تعتمد على "الأكشن/ الحركة"، وعلى الإيقاع السريع، لكنه لم يجد منتجين متحمسين لأفكاره.

 

ذات مرة تحدث مع الفنان الراحل نور الشريف عن أحلامه وكان الأخير لا يزال في بداية طريقه، أعجب نور الشريف بأفكاره وراهن عليه وأسند له مهمة إخراج فيلم "دائرة الانتقام" عام 1976.

 

نجح سمير سيف في تجربته الأولى ولفت الأنظار إليه وتهافت عليه النجوم للعمل معه مثل عادل إمام الذي قدم معه أفلاما كثيرة أبرزها "المشبوه" 1981، و"احترس من الخط" 1984، و"النمر والأنثى" 1987، و"شمس الزناتي" 1990.

 

كما عمل مع الفنان المصري الراحل محمود عبدالعزيز في "سوق المتعة" 2000، ومع الفنان الأسمر الراحل أحمد زكي "معالي الوزير" عام 2002.

 

رغم توهج سمير سيف في السينما فإنه لم يهمل التليفزيون وقدم عبر شاشته عددا من الأعمال الدرامية الناجحة والمؤثرة؛ منها "الدم والنار، والسندريلا، والبشاير، وأوان الورد، وبالشمع الأحمر" كما حصل على شهادة الدكتوراه في "الأسس الجمالية والحرفية لإخراج أفلام الحركة، لأنه كان يؤمن بأن الدراسة تدعم وتحمي الموهبة.

 

بعد عام 2010 تراجع ظهور سمير سيف على الشاشة، خصوصا مع بروز أسماء شابة في أفلام الحركة، ففضل التفرغ للتدريس في معهد السينما بأكاديمية الفنون والأكاديمية البريطانية، ليرحل عن الحياة عن عمر 72 عاما إثر إصابته بأزمة قلبية تاركا أعمالا رائعة وسمعة طيبة.