كلية الطب في تعز تتحول إلى بؤرة فساد "تقرير" 

أخبار محلية

كلية الطب في تعز
كلية الطب في تعز

تحولت كلية الطب بجامعة تعز، جنوب صنعاء 256كم، إلى بؤرة فساد رغم أنها تستأثر بأعلى الإيرادات وبالعملة الصعبة سواء عن طريق مايسمى بالتعليم الموازي أو النفقات الخاصة.

وذكرت مصادر خاصة ل"اليمن العربي"، أن كلية الطب بتعز تحولت إلى مايشبه بؤرة للفساد في العملية التعليمية ووصل صداها إلى خارج الجامعة. 

وبينت المصادر أنه تم استحداث دور ثالث وبصورة استثنائية ـ لنجل عميد كلية الطب والذي رسب في الامتحان مرتين فتم التوسط له عن طريق رئيس الجامعة نفسه الدكتور  حتى ينجح لأنه بات كبيراً في السن.

ومع مجيء الدكتور محمد الشعيبي لرئاسة جامعة تعز وبعد أن تم تعيينه بقرار جمهوري استبشر الكثيرون من أبناء محافظة تعز خيراً بقدوم هذا الرجل وخصوصاً وسط شريحة طلاب الجامعة والأكاديميين والمدرسين المنتسبين لجامعة تعز. 

خصوصاً وأن الدكتور الشعيبي هو ابن جامعة تعز وله معرفة واسعة بهموم ومشكلات الجامعة عندما كان يشغل منصب عميد شئون الطلاب فهو يتمتع بسمعة طيبة إلى حد أن اسمه فاق شهرة رئيس الجامعة آنذاك بسبب تواضعه وابتسامته البشوشة التي لاتفارق محياه. 

وعندما استبعد من عمادة شئون الطلاب لأسباب قد تكون صائبة أو غير صائبة ،لكن الفراغ الذي تركه في أوساط الطلاب والأكاديميين كان كبيراً.

اليوم يعود الدكتور محمد الشعيبي من أوسع أبواب ونوافذ جامعة تعز ليتقلد أعلى منصب في الهرم الجامعي كرئيس لهذه الجامعة وفي ظروف استثنائية عانت منها معظم الجامعات اليمنية لأسباب سياسية وولاءات حزبية كادت أن تعصف بالتعليم الجامعي برمته..

ولأن مشكلات التعليم في جامعة تعز ليست وليدة اللحظة وإنما متراكمة ومركبة منذ عدة سنوات بعد أن نخر الفساد والمحسوبية مفاصل هذه الجامعة.. 

ولأن الدكتور محمد الشعيبي كان أكثر الأكاديميين قرباً من هموم ومشكلات الطلبة وأكثرهم دراية بحل هذه المشكلات توقع الكثير من الأكاديميين وطلبة جامعة تعز أنه هو الأقدر على حل المشكلات والمعضلات التي تعاني منها الجامعة بصفة عامة وكلية الطب بصفة خاصة ،خصوصاً وأن هذه الكلية الحيوية في وقعها الحالي اسم بلا مسمى رغم أنها تستأثر بأعلى الإيرادات وبالعملة الصعبة سواء عن طريق مايسمى بالتعليم الموازي أو النفقات الخاصة.

ووصف المصادر،   الكلية بأنها  اسم بلا مسمى إذ لا وجود على الإطلاق لأقسام نوعية فيها،ومع ذلك فطلبة هذه الكلية رضوا بالهم ،لكن الهم لم يرضَ بهم ،فمنذ عام 2009ـ 2018م حدثت إضرابات واعتصامات لطلبة الكلية من ذوي النفقة الخاصة والموازي لأنهم اكتشفوا بأن مايتعلمونه في هذه الكلية مجرد وهم ،بل أضغاث أحلام لاعلاقة له بالطب على الإطلاق ،حيث لاوجود لقاعات كافية مع غياب لكثير من المدرسين من ذوي الشهادات العليا. 

وكأن الأمر أن الطلبة الذين كانوا يحتاجون للتطبيق العملي في المستشفيات الحكومية كانوا يطردون من أمام بوابات هذه المستشفيات خصوصاً عندما لايرافقهم أحد الأطباء الأكاديميين ،والذين كان يقضي معظمهم في العمل في الجامعات الخاصة والمستشفيات الخاصة بحثاً عن تحسين مستوى معيشي أفضل رغم أن الواحد منهم يتقاضى راتباً مابين 180 ـ 200 ألف ريال من جامعة تعز..

 مع العلم أن إيرادات كلية الطب من التعليم الموازي والنفقات الخاصة في عام 2017م وصلت إلى أكثر من ستمائة ألف دولار ـ إلا أن نصيب هذه الكلية من إيراداتها لاتزيد عن ستين ألف دولار ـ والسؤال يطرح نفسه أين كانت تذهب بقية المبالغ المقدرة بـ خمسمائة وأربعين ألف دولار بينما الكلية تسير من سيئ إلى أسوأ ولم يطرأ عليها أي تحسن؟.

وعلى مايبدو أن الدكتور محمد الشعيبي لم يستوعب بعد أنه هو رئيس الجامعة وليس أحد سواه ، أو أنه مغيب عن عمد عن مشكلات كلية الطب وصرخات الاستغاثة من طلبة الكلية. 

إذ على مايبدو أن جدران مكتبه مطلية من الداخل بمادة عازلة تجعله لايسمع أي شيء خارج مكتبه.. 

ففي هذا العام الدراسي الجامعي 2018 ـ 2019م مثلاً اشتكى الكثير من طلبة كلية الطب وخصوصاً من أصحاب المواد المتبقية عليهم أنه يتم إلزام كل طالب بدفع سبعة آلاف وخمسمائة ريال على كل مادة. 

فيما الكثير منهم لايمتلكون حق المواصلات وتساءلت المصادر  أي جامعة حكومية هذه والتي يفترض أن تكون رسومها رمزية فيما الطالب فيها يصرف على تعليمه أكثر من الطالب في الجامعة الخاصة ،ومع ذلك لايحصل على 10 % من التحصيل العلمي مقابل مايدفعه من مبالغ باهظة، كان يمكن أن يدفعها لأرقى الجامعات الخاصة في الخارج.