بعد ربع قرن من الاحتلال.. عودة السيادة الأردنية على «الباقورة والغمر»

عرب وعالم

اليمن العربي

بمجرد أن سطر التقويم الميلادي للعام الجاري تاريخ 10 نوفمبر، تمكنت الأردن بعد سنوات طويلة استعادة الملحقتين «الباقورة والغمر» وتخلصتا من الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ في عام 1950، وبذلك فرضت الدولة الأردنية سيادتها على المنطقتين من جديد، بحسب ما أكده وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.

 

اتفاقية سلام

يذكر أن الباقورة هي قرية أردنية تشكل نقطة التقاء نهر الأردن مع نهر اليرموك، احتلتها إسرائيل عام 1950، واستعادتها الأردن من خلال اتفاقية السلام الموقعة عام 1994 بين الأردن وإسرائيل، والتي وصفها الإعلام الإسرائيلي حينها بـ"خيبة أمل" بعد أن قرر الملك عبد الله بن الحسين، ملك الأردن، إنهاء ملحقي الباقورة والغمر من الاتفاقية.

 

وكان ملك الأردن الملك عبد الله الثاني، أعلن في 22 أكتوبر عام 2018، إنهاء الملحقين الذين سمح لإسرائيل باستخدام أراضي الباقورة والغمر، قائلًا: "الباقورة والغمر أراض أردنية وستبقى أردنية، ونحن نمارس سيادتنا بالكامل على أراضينا".

 

مساحتها

تبلغ مساحة منطقة الباقورة والتي يسميها الإسرائيليون "نهاريم" وهي بلدة أردنية حدودية تقع شرق نهر الأردن ضمن لواء الأغوار الشمالية التابع لمحافظة إربد الإجمالية نحو 6 كيلو مترات مربعة، وتعد إحدى بنود النزاع بين الأردن وإسرائيل منذ عقود لوقوعها على الحدود، حيث وردت في الملحق الأول من اتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن المعروفة باتفاقية "وادي عربة"، تحديدًا في القسم الثاني ب تحت اسم "منطقة الباقورة - نهاريم".

 

أما منطقة الغمر فهي منطقة حدودية أيضا تقع ضمن صحراء وادي عربة التابعة لمحافظة العقبة جنوب الأردن، وتبلغ مساحة الغمر نحو 4 آلاف دونم، أغلبها أراض زراعية وتمتد لمسافة 5 كيلومترات داخل الأراضي الأردنية.

 

مشروع روتنبرج

واعتبر نهر الأردن عقب تعيين الحدود بين شرق الأردن وفلسطين إبان الإنتداب البريطاني، حدا فاصلا بين القطرين، ونهر اليرموك فاصلا بين الأردن وسوريا، وأصبحت الباقورة وفقا لهذه الحدود جزءًا من الأردن، عقب حرب 1948، نزح العديد من الفلسطينيين إلى شرق نهر الأردن ومنهم من سكن الباقورة، وهؤلاء في معظمهم العاملين بالزراعة وتربية المواشي، لكن إسرائيل احتلت المنطقة الواقعة على الجانب الأردني عند ملتقى نهر اليرموك ونهر الأردن في غرب الباقورة عام 1950 وما زالت مسجلة على واقع الحال باسم بنحاس روتنبرج اليهودي الذي منحته بريطانيا في عام 1921 حق امتياز استغلال مياه نهري اليرموك والأردن لتوليد الطاقة الكهربائية لإنارة المدن الفلسطينية ولواء عجلون ضمن ما كان يُسمى مشروع روتنبرج.

 

اتفاقية وادي عربة

خلال التوقيع على اتفاقية وادي عربة في عام 1994، اتفق الجانبان الأردني والإسرائيلي في إطار معاهدة وادي عربة على استرداد الأردن لجزء من الباقورة بمساحة نحو 850 دونم، مقابل تنازله عن باقي المساحة لإسرائيل، في حين أن الأردن لا يمارس السيادة الفعلية حتى على المنطقة المستردة، والتي خضعت لنظام خاص يحق للإسرائيليين بموجبه التملّك والزيارة وبدخول شرطتهم إليها بسلاحها.